عادي
أكد أن تسليح الجيش لم يتأثر بأزمة الدولار.. وأزمة غزة ستنتهي بالمفاوضات

سمير فرج لـ «الخليج»: الحرب بين مصر وإسرائيل غير واردة

00:37 صباحا
قراءة 5 دقائق
سمير فرج

كتب: محمد الأصمعي
وإيمان مندور
في خطوة لافتة، كشفت وزارة الدفاع المصرية، لأول مرة، عن وثائق رسمية نادرة حول حرب أكتوبر 1973، تتضمن التخطيط الاستراتيجي العسكري للحرب، مكتوبة بخط يد مسؤولين كبار عن الحرب وإدارتها بالتفصيل.
اللجنة الرسمية التي أفرجت عن تلك الوثائق النادرة، ضمّت 12 من كبار قادة القوات المسلحة المصرية الذين حاربوا في أكتوبر 1973، ويمثلون كل الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، من بينهم اللواء سمير فرج، الذي وصفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت سابق بأنه قائده الذي تعلم منه «القدرة على حل المشكلات».
لذا كان من الضروري الحديث مع الخبير والمحلل العسكري اللواء سمير فرج الذي كشف لصحيفة «الخليج» عن تفاصيل تلك الوثائق، وسر توقيت الإعلان عنها الذي أثار جدلاً كبيراً، لا سيما بعد تصاعد التوترات الحدودية مع إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة.
كما تحدث عن سبب اختصام مصر إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في هذا التوقيت، ورد الفعل المصري حال اجتياح إسرائيل لمدينة رفح. كما كشف في السطور التالية عن قوة الجيش المصري وتسليحه، ومدى تأثر هذه القوة بأزمة الدولار الأخيرة. وكشف عن توقعاته لاندلاع حرب بين مصر وإسرائيل.. التفاصيل في سطور الحوار التالي:
* في البداية، حدثنا عن دلالة الكشف عن تلك الوثائق في هذا التوقيت تحديداً.. وهل تحمل رسائل معينة من مصر للدول المحيطة كما ردد البعض؟
- قرار الكشف عن تلك الوثائق صدر في يوليو/ تموز الماضي، وليس له علاقة بأي أحداث تجري الآن على أرض غزة أو في البحر الأحمر، أو أي توترات محيطة، فقد بدأنا العمل في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، لكن لم يتسع الوقت لدينا لمراجعة آلاف الوثائق الموجودة، لذلك امتد عمل اللجنة 6 أشهر كاملة.
* تقصد أن توقيت النشر غير مقصود؟
- نعم، هذه الوثائق كان من المفترض نشرها في أكتوبر الماضي بالتزامن مع اليوبيل الذهبي لذكرى النصر، ولكن نظراً لضيق الوقت وزيادة عدد الوثائق، تم الانتهاء منها هذا الشهر، بعد 6 أشهر من العمل المتواصل لفحص آلاف الخرائط والوثائق، لكنها ليست مرتبطة بأي أحداث ولا التوترات الحالية في المنطقة.
* إذاً ما الهدف من الكشف عنها؟
- كشفنا عنها لأجل المواطن المصري الذي عمره 50 عاماً فأقل، الذي لم يحضر حرب أكتوبر، لكي يراها المصريون بأنفسهم ويدركوا بدقة ماذا حدث، وما التعليمات التي صدرت، وكل الرسائل والإشارات التي تم تبادلها، ليعرفوا ماذا فعل الجيش المصري العظيم في حرب أكتوبر 1973، خاصة أن هذه الوثائق تكشف الحقيقة كما حدثت بالضبط دون أي تزييف.
* هل وضعت اللجنة معايير مسبقة لاختيار الوثائق؟
- لا لم يحدث ذلك، بل بدأنا فحص الوثائق أولاً، وتكشّفت لنا المعايير تباعاً عند الفحص، فمثلاً حين وجدنا وثائق متعلقة بسوريا قررنا أننا لن نكشف عن أية مستندات متعلقة بالدول العربية الأخرى، فهذا الأمر يخصهم إن أرادوا الكشف عنه أم لا.
* اللجنة مكونة من 12 شخصاً، هل استقر الجميع على نفس الاختيارات للوثائق أم كانت هناك اختلافات في الرأي؟
- الوثائق تم تجميعها كلها من دار المحفوظات بالقوات المسلحة، وحين تم عرضها علينا كانت مقسمة إلى مراحل، فكنّا نراجع كل مجموعة على حدة. ولم تحدث بيننا اختلافات بل كانت نقاشات حول مدى أهمية الكشف عن كل مستند من عدمه، وهل يضر الأمن القومي أم لا، حتى يتم الاستقرار على الرأي النهائي بالإجماع.
* السؤال الأكثر طرحاً الآن في الشارع المصري والعربي أيضاً: هل يمكن اندلاع حرب عسكرية بين مصر وإسرائيل في ظل تصاعد التوتر الحالي بينهما على الحدود؟
- أنا ضد هذا التوقع تماماً، لأن كل قوانين القتال حول العالم تقول إنه لا يمكن لأي دولة أن تهاجم في اتجاهين استراتيجيين في وقت واحد، فإسرائيل لديها الحرب في غزة وفي الضفة الغربية وفي جنوب لبنان، وبالتالي ليس من المنطقي أن تفتح باباً جديداً للحرب مع مصر، خاصةً أنه ليس بيننا وبينهم إلا السلام، الذي يسعى كلا الطرفين للحفاظ عليه حالياً.
* هناك إصرار إسرائيلي على تنفيذ اجتياح رفح.. متى تتوقع حدوثه؟
- أعتقد أنه لن يتم الآن، ربما بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل، لأنه في الفترة الحالية ستتواصل الجهود لعقد هدنة لوقف إطلاق النار، وهو أمر في صالح الفلسطينيين بالتأكيد، لأنهم بحاجة لالتقاط الأنفاس، ولو قليلاً، وكذلك إدخال المساعدات لغزة. الوضع ذاته مهم لإسرائيل أيضاً، لأنها بمثابة الفرصة الأخيرة لتحرير جزء من الرهائن لدى حماس. لذلك آمل في الوصول إلى هدنة بالفعل خلال شهر رمضان.
* في تقديرك.. هل تستطيع واشنطن منع إسرائيل من اجتياح رفح؟
- أمريكا تبذل جهوداً لوقف تنفيذ اجتياح رفح، وتصريح الرئيس جو بايدن بوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع كان مؤشراً غير مباشر لإسرائيل بعدم الهجوم الآن. لكن دعينا نكن منطقيين أكثر، فأمريكا نعم تقوم بالضغط إلى حد ما، لكن في وقت من الأوقات لن يكون بإمكانها مواصلة ذلك، فهناك انتخابات رئاسية تقترب، وبالتالي إن انقلبت إسرائيل ضدها فسينقلب اللوبي اليهودي بأكمله في نفس الاتجاه، وستتأثر الأمور بشدة. لذلك نرى أن أمريكا تضغط نعم، لكن إلى مدى سيصل هذا الضغط، فهذا ما سنراه في الفترة المقبلة.
* وكيف سيكون رد الفعل المصري في حال تنفيذ الاجتياح؟
- بالطبع نرفض ونشجب وندين هذا الفعل، لكنها تظل أرضاً فلسطينية، بينما في حال الاقتراب من محور فيلادلفيا فهذا يعد انتهاكاً لمعاهدة كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر، والتي تنص على ألا يتعرض أي طرف أو يهاجم الأخير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لذلك أعتقد أن إسرائيل لن تغامر بالاقتراب من الحدود المصرية وتهديد الأمن القومي المصري.
* لماذا قررت مصر اختصام إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية الآن وليس منذ بداية الأزمة؟
- في البداية ابتعدنا عن هذا الإجراء لأننا كنّا وسيطاً بين إسرائيل وحماس لمحاولة إنهاء الأزمة، وبالتالي لم نقدم هذا التظلم آنذاك لأنه لا يمكن أن تكون وسيطاً وفي الوقت ذاته تختصم أحد الأطراف. لكن حين اتهمتنا إسرائيل بإغلاق المعبر ورفض دخول المساعدات، وهو ما لم يحدث، فالمعبر لم يُغلق من الجانب المصري ولو ليوم واحد، حينها قررنا اللجوء لمحكمة العدل الدولية بشأن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
* برأيك.. ما السيناريو المتوقع لإنهاء الحرب في غزة؟
- أعتقد أن الأزمة ستنتهي بعقد معاهدة سلام، لن ينتصر طرف على الآخر، فإسرائيل لن تقضي على «حماس» (نتنياهو لن يعرف إن كان من يسير أمامه في الشوارع منضم لحماس أم لا)، إضافة لكون السلطات الإسرائيلية لن تستطيع تحرير الرهائن بالقوة، بل بالمفاوضات السلمية فقط.
* ما مدي تأثير أحداث غزة على شعبية الرئيس السيسي بين المصريين، خاصة في ظل تزايد شكاوى ارتفاع الأسعار مؤخراً؟
- أرى أن شعبية الرئيس السيسي زادت في الآونة الأخيرة بالتزامن مع أحداث غزة، وعقب الإعلان الواضح عن الموقف المصري الصامد أمام إسرائيل، والدعم المستمر للأشقاء في فلسطين. أما ارتفاع الأسعار فقد أثّر بالسلب بالفعل، ولكن في شعبية الحكومة بسبب عدم قدرتها على ضبط الأسعار، وليس في شعبية الرئيس، فهي لا تزال قوية للغاية حتى الآن.
* هل تأثرت خطط تسليح الجيش المصري بأزمة الدولار الأخيرة؟
- لا، خطط تسليح الجيش كما هي، ولم تتأثر بأي شيء، بل استكملنا الأسلحة والمعدات الجديدة، وانتهينا من كل التعاقدات السابقة، منها 4 غواصات على أحدث طراز، وكذلك 4 فرقاطات حديثة منهم واحدة جارٍ تصنيعها في مصر، وكذلك صفقات الطائرات، وعملية تحديث المصانع الحربية الشاملة خلال السنوات الماضية. باختصار الأزمة الحالية لم ولن تؤثر في استعداد الجيش المصري وكفاءته القتالية، بدليل أننا في مطلع يناير 2024 تصدرنا قائمة أقوى الجيوش العربية والإفريقية، وحققنا المركز الثاني في منطقة الشرق الأوسط.

الصورة
1


 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdzbaavc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"