عادي
احتواء أمني لصيحات الغضب وتعهدات بمساعدة مالية طارئة

مزارعون يهاجمون ماكرون في معرض دولي بباريس

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين
الشرطة تحاول امتصاص غضب المزارعين.. وماعز يتابع الموقف (رويترز)
احتجاجات المزارعين (رويترز)

اقتحم مئات المتظاهرين، أمس السبت، معرض الزراعة في باريس، حيث اشتبكوا مع قوات إنفاذ القانون، وذلك لمنع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من زيارة المعرض، بينما افتتح ماكرون الحدث متأخّراً أربع ساعات ونصف عن موعده، بعدما أجرى نقاشاً مطوّلاً مع ممثّلي نقابات عدّة. كما أعلن ماكرون أمام الصحافة «الالتزام بتحديد الأسعار» لتحسين أجور المزارعين، وإجراء إحصاء للمَزارع التي تحتاج إلى مساعدة مالية طارئة، وإدراج القانون الذي يجعل من الزراعة والغذاء «مصلحة عامة كبرى للدولة الفرنسية».
وافتتح ماكرون أكبر معرض زراعي في فرنسا، من المتوقع أن يستقبل 600 ألف زائر على مدى تسعة أيام. وسُمعت هتافات «ماكرون استقِل» و«غادر المكان»، بينما كان يقصّ شريط الافتتاح، وفقاً لمراسلي وكالة الصحافة الفرنسية. كما أجرى الرئيس الفرنسي جولة في المعرض، حيث واصل التحدّث مع مزارعين ومشاركين. وجاء ذلك بعدما تلقّى مطالب المزارعين خلال لقائه مسؤولي ثلاث نقابات رئيسية هي «النقابة الكبيرة للمزارعين» و«المزارعين الشباب» و«التنسيق الريفي»، التي خاض أعضاؤها قبيل مواجهات مع قوات إنفاذ القانون في المعرض. وقال الرئيس الفرنسي: «أفضّل دائماً الحوار على المواجهة»، مضيفاً: «يجب أن يستمرّ المعرض، لأنّه بالنسبة لزملائكم يستغرق التحضير له أشهراً بل سنوات من العمل أحياناً. لقد جاؤوا مع حيواناتهم وأعمالهم لإظهارها». 
وأضاف بعد جلسة أسئلة وأجوبة مرتجلة، أنّ «المزرعة الفرنسية لا تزال قوية، ومن الخطأ القول إنها تنهار». وفي هذه الأثناء، عاد الهدوء إلى حدّ كبير إلى الجناح الرئيسي للمعرض، الذي فُتح أمام الجمهور. وكان مئات المتظاهرين الغاضبين اقتحموا هذا الجناح في الساعة الثامنة صباحاً، أي قبل ساعة من الافتتاح الرسمي المقرّر، حيث اشتبكوا مع قوات الأمن. 
وبعد ذلك، نُشر عدد كبير من عناصر الشرطة داخل المعرض، بينما تمّ احتواء المتظاهرين وسط صيحات الاستهجان. وصاح بعض المتظاهرين «ماكرون استقِل!»، «مطاردة ماكرون مفتوحة!». غير أنّ ذلك لم يمنع الرئيس الفرنسي من تناول وجبة الفطور مع مسؤولي النقابات. وبعدما تحدث ماكرون للصحفيين، قالت لورانس ماراندولا المتحدثة باسم «اتحاد الفلاحين» لوكالة فرانس برس «لم نتلقّ شيئاً مهماً باستثناء الالتزام بالأسعار الدنيا التي سيتم تحديدها على أساس كلفة الإنتاج». 
وعادة يقضي الرؤساء الفرنسيون ساعات، أو حتى النهار كاملاً، في المعرض الذي سبق أن شهد بعض الحوادث أثناء حضورهم. ففي عام 2008، شتم الرئيس نيكولا ساركوزي رجلاً رفض مصافحته، وتوجّه إليه بالقول «اغرب عن وجهي!». كما استُقبل الرئيس فرنسوا هولاند بصيحات استهجان وإهانات من قبل مربّي الماشية في عام 2016. واندلعت الأزمة التي كانت تتراكم منذ الخريف، بدءاً من 18 كانون الثاني/ يناير، وتخلّلها إغلاق طرق سريعة على مدى أسبوعين، لكن أُعيد فتحها في الأول من شباط/ فبراير. وأبدى أعضاء النقابات الكبرى، خصوصاً نقابات زراعة الحبوب، غضباً عندما علموا أنّ الرئيس يريد أن ينظّم «مناظرة كبرى»، السبت، بينهم وبين منظمات غير حكومية من ضمنها جماعة «انتفاضات الأرض» البيئية المتطرّفة. وفي هذا السياق، أكّد إيمانويل ماكرون أمس السبت أنه «لم يفكّر أبداً في توجيه» دعوة لهذه المجموعة التي عُرفت في آذار/ مارس 2023 خلال يوم من الصدامات العنيفة حول موقع بناء خزّان اصطناعي للمياه. (وكالات)
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/25wee5p6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"