أثارت قضية حبيبة الشماع، الشابة المصرية المعروفة إعلامياً ب«فتاة الشروق»، التي قفزت من إحدى سيارات تطبيقات وسائل النقل الذكي نتيجة شعورها بالخوف من السائق، حالة من الجدل الشعبي والرسمي، إذ أكدت عائلتها تواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي بشكل شخصي معهم للاطمئنان على صحتها وتشديده على تقديم كافة الإمكانيات الطبية لعلاجها، كما حدثت مطالبات برلمانية بتشديد إجراءات تعيين السائقين.
وتقدمت أمل سلامة، عضو مجلس النواب المصري، بطلب إحاطة عاجل إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة المصرية، من أجل تشديد الإجراءات اللازمة لتعيين السائقين في شركات تطبيقات وسائل النقل الذكي، بعد انتشار حالات الاعتداء.
ووجهت اتهاماً لشركات النقل الذكي بمخالفة القوانين، وعدم الالتزام بتشديد إجراءات تشغيل السائقين لديها وعدم توظيف أصحاب السوابق الجنائية والمتعاطين للمواد المخدرة، بحسب سكاي نيوز العربية.
وأوضحت النائبة البرلمانية أن شركات النقل الذكي في مصر تسمح لمكاتب تأجير سيارات بالعمل من الباطن معها، وفتح حسابات للسائقين بدون أي تدقيق أو مطالبتهم بتقديم صحيفة حالة جنائية.
في السياق نفسه، طالب الخبير الأمني المروري اللواء مدحت قريطم، بإلزام شركات النقل الذكي وسيارات الأجرة بوضع حاجز زجاجي بين السائق والراكب لتحقيق الطمأنينة لكلا الطرفين، وهي فكرة معمول بها في العديد من الدول.
وحث اللواء قريطم شركات النقل الذكي بوضع كاميرات مراقبة داخل السيارات، وتوفير طرق سهلة لإبلاغ الركاب عن أي خطر يتعرضون له خلال الرحلات.
أزمات عالمية
وواجهت إحدى شركات وسائل النقل الذكي عدداً من الدعوات القضائية بسبب الاعتداء على الركاب بشكل غير أخلاقي، كما أعلنت في تقارير سابقة للأمن والسلامة عن تلقيها حوالي 6000 شكوى خلال الفترة من 2017 حتى 2018، و3824 شكوى في الفترة من 2019 حتى 2020.
ورفعت إحدى شركات المحاماة الأمريكية دعوى قضائية في ولاية سان فرانسيسكو، ضد «أوبر» في يونيو 2022 بالنيابة عن 550 سيدة تعرضن لأشكال مختلفة من الاعتداء خلال رحلاتهن عبر التطبيق.
كما وافقت لجنة قضائية أمريكية في أكتوبر 2023، على طلبات تقدم بها محامون لدمج أكثر من 90 دعوى ضد الشركة، وهو الأمر الذي ردت عليه الشركة في بيان لها قائلة «إن الاعتداء جريمة مروعة، ونحن نأخذ كل بلاغ من هذا النوع على محمل الجد. وبينما لا يمكننا التعليق على الدعاوى القضائية المعلقة، فإننا ملتزمون بشدة بسلامة جميع المستخدمين للتطبيق»، بحسب موقع Smart Cities Dive.
وقالت ريتشل أبرامز، واحدة من فريق المحامين الممثل للضحايا، إنها تعلم بعد الرجوع إلى بيانات الشركة، أن إجراءات وسياسة سلامة الركاب لا تعملان.
وأضافت أن عدد الضحايا في القضايا يمثل فقط الحالات التي تم إبلاغ التطبيق عنها، رغم أن تلك الحوادث يمر معظمها دون الإفصاح عنها.
ونصحت المحامية النساء بمشاركة موقعهن أثناء رحلات شركات النقل الذكي مع الأقارب والأصدقاء، وهي ميزة يوفرها التطبيق، رغم أن ذلك الإجراء غير كافٍ لضمان سلامة الركاب، مطالبة الشركة بوضع كاميرات لتسجيل الصوت والصورة داخل السيارات.
كما حذرت النساء من ركوب سيارات التطبيق بمفردهن في المساء، مشيرة إلى ضرورة التقاط صورة لبيانات السائق عبر التطبيق وإرسالها إلى أحد المعارف وبدء محادثة معه أثناء الرحلة.
