عادي
مع اقتراب امتحانات الفصل الثاني للعام الجاري

الدروس الخصوصية تنتعش.. وتنزيلات في الأسعار لجذب الطلبة

01:20 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

جرت العادة أن تسبق فترة الامتحانات النهائية لكل فصل دراسي، نشاطاً مشهوداً في سوق الدروس الخصوصية، ومع وجود تشريع تنظيمي لعمل دروس التقوية واعتماد ترخيص المعلم الخصوصي، باتت المنافسة قوية بين المعلمين والمراكز وغيرها، لتتألق الدروس الخصوصية في الفترة التي تسبق اختبارات الفصل الدراسي الثاني للعام الأكاديمي الحالي 2023-2024، وتطفو على الساحة تنزيلات كبيرة في ثمن الحصص لجذب المتعلمين.

عدد من أولياء الأمور أكدوا أن التنافس بين المعلم الخصوصي «الواقعي» و«عن بُعد» ومراكز التقوية والمدارس، جعل الدروس الخصوصية متاحة للجميع، لاسيما أنها أصبحت وسيلة للارتقاء بأداء الطلبة في مختلف المواد الدراسية، وداعماً حقيقياً لهم مادياً ومعنوياً.

في المقابل يرى معلمون أن التنافس الحاصل في الميدان، أمر طبيعي لاسيما بعد التقنين الأخير للدروس الخصوصية، وفتح المجال أمام فئات مختلفة للعمل للالتحاق بركب التدريس الخصوصي، موضحين أن دروس التقوية أداة فاعلة تنهض بمستويات الطلبة، تعليمياً ومهارياً، وتجهيزهم للامتحانات بشكل فاعل.

الصورة

وأكد عدد من مديري المدارس أن نشاط الدروس الخصوصية المشهود في الميدان في هذه الفترة يعد ظاهرة طبيعية مشهودة مع اقتراب امتحانات نهاية كل فصل دراسي، ومع هذه الانتعاشة، خصصت مدارس فصول الدعم التعليمي، لمعالجة نقاط الضعف لدى الطلبة.

في المقابل أكد خبراء أهمية التطوير المستمر لاشتراطات وضوابط العمل في التدريس الخاص وفق المستجدات والمتغيرات المتسارعة في قطاع التعليم، مع ضرورة تخصيص فرق رقابية لمتابعة وتقييم الدروس الخصوصية وجودة مخرجاتها.

فيما حذر متخصصون في التربية الاجتماعية والأسرية، من إدمان الطلبة للدروس الخصوصية، إذ إن هناك 10 أضرار قد تصيب الطلبة، بسبب الاعتماد على المدرس الخصوصي، أبرزها الفجوة بين الطالب ومدرسته ومعلميه، والاتكالية، والتبعية والتقليل من الجهد، وعدم الاعتماد على النفس، وعدم القدرة على تطبيق التعلم الذاتي الذي يحاكي مسارات التعليم الحديث.

«الخليج» تناقش مع الميدان التربوي بفئاته، أسرار المنافسة بين معلمي الدروس الخصوصية، وآثارها على تقدم مستويات الطلبة، ومدى آثارها في حال أدمنها المتعلمين.

«الخليج» ترصد الميدان

البداية كانت مع رصد «الخليج» للميدان قبل أيام من بداية امتحانات الفصل الدراسي الثاني، المقرر لها يوم 13 مارس الجاري، إذ تبين وجود انتعاشة غير مسبوقة في الدروس الخصوصية، تصاحبه منافسة قوية بين المعلمين ومراكز التقوية، ما أدى إلى موجة من التنزيلات على أسعار الحصص، لجذب الطلبة حيث بلغت قيمة الحصة في بعض المراكز 50 درهماً للمواد الحيوية مثل الرياضيات والفيزياء واللغات.

وفي المقابل لجأت مدارس إلى تخصيص فصول مجانية للتقوية تقتصر على طلابها، حيث ركزت على اكتشاف نقاط الضعف المعرفي لديهم في مختلف المواد الدراسية، ووضعت خططاً علاجية عاجلة للارتقاء بمستوياتهم التعليمية والمعرفية.

في المقابل وجدنا إقبالاً كبيراً من الطلبة في مختلف حلقات التعليم، لاسيما الحلقة الثالثة التي تضم طلبة الثانوية، على الدروس الخصوصية سواء مع المعلمين الخصوصيين، أو مراكز التقوية، أو الاستفادة من فصول التقوية المجانية في بعض المدارس.

وفرة في المعروض

في لقاء مع عدد من أولياء الأمور «سماح علي، وسهام محمد، وعبد الله حمدان وساجد منير»، أكدوا أن هناك وفرة في عروض الدروس الخصوصية في الفترة التي تسبق امتحانات الفصل الثاني للعام الجاري، يرافقها تنزيلات في أسعار الحصص وخاصة المواد الحيوية مثل الرياضيات والعلوم بمشتقاتها، ما أسهم في توفير فرص للاختيار وسهّل مهمة الطالب في إيجاد معلّم جيد.

وأفادوا بأن أبناءهم في حاجة إلى دروس التقوية في بعض المواد للارتقاء بمعدلاتهم النهائية، لاسيما طلبة الثاني عشر الذين يعتبرون هذه السنة مصيرية، إذ تحدد مسارهم الجامعي ووظائفهم في المستقبل، موضحين أن الدروس الخصوصية ترفع مستوياتهم ومهاراتهم في المواد الأساسية، وتساعدهم على فهم ماهية أسئلة الامتحان وكيفية التعاطي معها.

وفيما يخص أسعار دروس التقوية، قالوا إن هناك تفاوتاً في الأسعار بحسب المعلم، إذ يعد المعلم الخصوصي الذي ينتقل للمنزل ويدرس بشكل مباشر «الأغلى» حيث تبلغ قيمة الحصة 100-150 درهماً، فيما يحصل المعلم عن بُعد 75-100 درهم للحصة، وفي مراكز التقوية 50-80 درهماً بحسب المادة الدراسية وعدد الطلبة في المحاضرة الواحدة.

تمكين الطلبة

وفي وقفة مع عدد من المعلمين، أكد كل من «رضوى حسين، وميمونه حمد، سامح عبد الله، وإبراهيم جبور»، أن الدروس الخصوصية تركز على الجودة وتوظيف الممكنات الرقمية في عملية التعليم والتعلم، وتمكين الطلبة من التعامل مع المواد الدراسية باحترافية وسهولة.

وقالوا إن المنافسة الحاصلة في الميدان، تصب في مصلحة الطالب، إذ يجتهد الجميع لتحقيق الجودة سواء في الشرح أو إيصال المعلومة أو تجهيز الطلبة للامتحانات، متوقعين المزيد من التنزيلات في الأسعار وتقدم مزايا أكثر لجذب الطلبة، لاسيما مع وجود خط موازٍ للدروس الخصوصية التقليدية بعد اعتماد تراخيص المعلم الخصوصي الذي يضم 4 فئات مختلفة.

خط موازٍ

من جانبهم أكد مديرو المدارس «علا حسن، وخلود فهمي، وإليزابيث موريس، وحميدان ماضي»، أن دروس التقوية باتت متاحة وبوفرة كبيرة، وأصبحت ملازماً أساسياً للتعليم، لدورها المؤثر في معالجة إخفاقات الطلبة، لتصبح في الوقت الراهن أداة لتمكين المتعلمين لتحقيق التميز في مختلف المواد الدراسية.

وأفادوا بأن إدارات المدارس اتخذت خطاً موازياً للدروس الخصوصية التي يلجأ لها الطلبة خارج المدارس، إذ ركزت معظم المدارس على تخصيص فصول مجانية للتقوية عقب الانتهاء من اليوم الدراسي، ويتم تطبيقها على الطلبة متدني المستوى الذين في حاجة إلى تحسين في بعض المواد الدراسية، حيث يتم رصد نقاط الضعف لديهم ووضع خطط علاجية وتدريب مستمر على التطبيق الجيد في الامتحانات وكيفية التعامل مع الأسئلة، مؤكدين أن هذه الفصول جاءت بنتائج مبهرة خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.

التعلم الذاتي

من جانبها حذرت أميمة حسين المستشارة التربوية الأسرية، من إفراط الطلبة في الدروس الخصوصية لدرجة الإدمان، إذ يُعيق ذلك قدراتهم على التعلم الذاتي، وينبغي التعامل مع دروس التقوية كأداة مساعدة للتمكين العلمي والمعرفي وعند الحاجة فقط.

ورصدت 10 أضرار قد تصيب الطالب عند إدمانه الإقبال على الدروس الخصوصية، أبرزها وجود فجوة بين الطلبة ومدارسهم ومعلميهم، ونقص حاد في الدافعية للذهاب إلى المدرسة وتلقي العلوم والمعارف عبر القاعات الدراسية الرسمية، فضلاً عن الاتكالية وعدم التفكير النقدي التبعية، إذ يعتمد الطلاب بشكل كبير على المعلم الخصوصي، مما يقلل من قدرتهم على حل المشكلات بأنفسهم وتطوير مهارات التفكير النقدي.

وأفادت بأن إدمان الطلبة على دروس التقوية، يؤثر سلباً في الثقة بالنفس، لشعورهم باستمرار بعد قدرتهم على التفوق بدون مساعدة خارجية، فضلاً عن التوجيه الخاطئ نحو مسارات دراسية غير مناسبة لهم، بدلاً من استكشاف اهتماماتهم الحقيقية، بالإضافة إلى التقليل من الجهد، ما يؤثر في تطورهم الأكاديمي والمهني في المستقبل، وارتفاع سقف التكلفة المالية والاجتماعية، وانعزال الطلاب عن أقرانهم.

مبدأ الشفافية

شددت آراء تربويين على أهمية منع المعلمين من إعطاء دروس خصوصية لطلابهم في نفس المدرسة، تحقيقاً لمبدأ الشفافية وتحقيق المساواة بين جموع الطلبة تعليمياً وتحفيزياً، فضلاً عن المحافظة على جودة المخرجات.

تطوير مستمر

أجمعت آراء خبراء وتربويين على أهمية وضع خطط لتأهيل الملتحقين بالعمل في التدريس الخصوصي، مع التطوير المستمر لشروط مزاولة التعليم الخصوصي وفق متغيرات ومستجدات كل مرحلة، فضلاً عن تحديد تكلفة الحصة وفق كل مادة لتحقيق التوازن في ميدان التدريس الخصوصي.

مزيد من الإشراف

أكدت الخبيرة التربوية أمنة المازمي، أن الدروس الخصوصية تساهم في الارتقاء بمستوى الطلبة في مختلف المواد الدراسية، وباتت تشكل ميداناً معرفياً كبيراً يجمع المعلمين بمختلف التخصصات، ولكن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من التنظيم والإشراف، وتشكيل فرق رقابية لمتابعته وقياس جودة مخرجاته لتواكب مسارات جودة التعليم في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wex4234

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"