عادي
خصصت كييف 1,15 مليار يورو للتزود بمسيّرات ضمن ميزانيتها للعام 2024

أوكرانيا تراهن على المسيّرات لتغطية نقص قذائف المدفعية

20:44 مساء
قراءة 3 دقائق
أوكرانيا تراهن على المسيّرات لتغطية نقص قذائف المدفعية

باريس - (أ ف ب)

تراهن أوكرانيا على الاستخدام المكثف للمسيّرات الحربية صغيرة الحجم للتعويض عن ندرة قذائف المدفعية، وتقويض القدرات القتالية الروسية، لكن خبراء يرون أنها لن تكون قادرة على تغيير ميزان القوى رغم أنها باتت ضرورية لكلا الطرفين.

تملأ هذه المسيرات الحربية الصغيرة، خصوصاً تلك التي يمكن اقتناؤها في المتاجر، ساحات القتال، بالإضافة إلى تلك التقليدية الشبيهة بالطائرات التي تستخدم في تنفيذ هجمات على بعد مئات الكيلومترات.

تتيح هذه الأجهزة الحديثة لمسيّرها عن بُعد تلقي صور من ساحة المعركة مباشرة، كما تتيح تحديد مواقع العدو أو قصفها بذخائر متفجرة في دائرة تتسع لعدة كيلومترات.

وتوضح الباحثة في مركز الأبحاث الأوروبي للعلاقات الخارجية أولريكي فرانك لوكالة فرانس برس «نشاهد حالياً في أوكرانيا استعمالاً جد مكثف للمسيرات، حيث تملأ عشرات أو حتى مئات الآلاف منها ساحات القتال».

وخصصت كييف 1,15 مليار يورو للتزود بمسيّرات ضمن ميزانيتها للعام 2024. كما أعلن الرئيس فلوديمير زيلينسكي أن بلاده سوف تنتج «مليون» مسيّرة هذا العام، علما أنه أسس في شباط/فبراير شعبة متخصصة بهذه الأسلحة داخل القوات المسلحة الأوكرانية.

من جهتهم، يعمل حلفاء أوكرانيا على تعزيز مخزونها من المسيّرات، إذ يرتقب أن تزودها بريطانيا بأكثر من 10 آلاف وحدة، حوالي ألف منها من طراز المسيّرات الانتحارية، فيما تستعد فرنسا لطلب نحو ألفي وحدة من هذا الطراز جزء منها موجه لأوكرانيا.

ويقدر مسؤولون أوكرانيون احتياجهم لما بين 100 ألف إلى 200 ألف مسيّرة شهرياً.

يرى الخبيران مايكل كوفمان وفرانتس ستافان كادي في مقال بمجلة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن «بإمكان أوكرانيا تقليص حاجياتها من ذخائر المدفعية عن طريق زيادة مهمة في إنتاجها من المسيرات الهجومية».

يكتسي ذلك أهمية أكبر في ظل عجز البلاد عن الحصول على حاجياتها الشهرية من قذائف المدفعية المقدرة ما بين 75 ألفاً و90 ألفاً، اللازمة فقط لخوض حرب دفاعية، علماً أنها تحتاج أكثر من ضعف هذا العتاد إذا أرادت تنفيذ هجمات كبيرة، وفق الخبيرين.

يضيف الباحث في مركز الأبحاث الأمريكي أتلانتك كاونسيل ميكولا بيليسكوف موضحاً أن المسيرات «تستطيع الاضطلاع بعدد من وظائف المدفعية والصواريخ، مقابل سعر أقل بكثير».

يبلغ ثمن مسيّرة تجارية صغيرة بضع مئات من اليورو، بينما يعادل عدة آلاف بالنسبة للصواريخ المضادة للدبابات أو القذائف أو المسيرات الانتحارية.

«ليست الخيار الأمثل»

عملياً استطاعت المسيرات إلحاق ما بين 65 إلى 85 بالمئة من الخسائر التي تكبدتها المواقع العسكرية الروسية، بحسب مصدر عسكري فرنسي.

لكن أولريكي فرانك تشير إلى أن الأوكرانيين «يستعملون المسيرات فقط لأنهم يستطيعون صناعتها أو شراءها، لكنها ليست الخيار الأمثل».

فهذه الآليات الموجهة عن بعد لا تتوفر سوى على قدرة شحن ضعيفة، لا تتعدى بضع مئات غرامات من المتفجرات، أو في أحسن الأحوال بضع كيلوغرامات، بالنسبة للمسيرات التجارية الأكبر حجماً.

وبحسب دراسة للباحثة في مركز الأبحاث الأمريكي سي إن آي إس ستاسي بتيجون فإن «المسيّرات الصغيرة حتى لو كانت بعدد كبير لا يمكنها أن تعادل قوة ضربات المدفعية».

زيادة على ذلك، فإن ثلث الضربات التي تنفذها هذه المسيرات فقط يمكنه بلوغ الأهداف، كما أفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز في أيلول/سبتمبر، بسبب التشويش ووسائل الصد الإلكترونية.

بشكل عام، لم يعد بإمكان أوكرانيا الاعتماد على تفوقها في هذا الميدان. فبينما كانت تتوفر في العام 2022 على ما يعادل 9 مسيرات مقابل واحدة فقط لروسيا، «فإنها تكاد تكون نفذت» في آذار/مارس 2023.

وتوضح ستاسي بتيجون في هذا الصدد «إذا كانت وزارة الدفاع الروسية استغرقت وقتاً قبل تدارك تأخرها في هذا الميدان، فإن القوات الروسية أدركت بسرعة أهمية المسيرات الحوامة التجارية وظهرت مجموعات من المتطوعين لتزويد الجنود المرابطين في الصفوف الأمامية بها وتقديم التدريبات الأساسية لهم».

خلال صدها الهجوم الأوكراني المضاد، اعتمدت موسكو بشكل كبير على المسيّرات الانتحارية.

وإذا كانت المسيرات ضرورية اليوم في العمليات البرية، فإنها لا تستطيع أن تقدم أكثر من ذلك، كما تتابع الباحثة، معتبرة أن استعمالها المكثف من كلا المعسكرين «يجعل من الصعب تركيز القوى والمباغتة وتنفيذ العمليات الهجومية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5bmaf2cx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"