عادي

بلينكن في المنطقة للدفع باتجاه هدنة في غزة تخفف من خطر المجاعة

21:01 مساء
قراءة 4 دقائق

غزة - أ ف ب

يعود وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى المنطقة لمحاولة الدفع نحو هدنة في الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، حيث باتت المجاعة تهدّد مئات الآلاف، وتُواصِل عمليات القصف حصد عشرات القتلى بشكل يومي.

ويصل بلينكن الأربعاء إلى السعودية، على أن يزور الخميس مصر التي تؤدي مع الولايات المتحدة وقطر، دور الوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس»، سعياً إلى هدنة جديدة تتيح الإفراج عن رهائن، وزيادة المساعدات التي تدخل القطاع.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الوزير يوآف غالانت سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل، في أول زيارة له إلى الحليف الأوثق للدولة العبرية منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

- جولة جديدة

وفشلت أطراف الوساطة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل بدء شهر رمضان. لكن جولة جديدة من المباحثات بدأت الأسبوع الماضي تستند إلى مقترح من «حماس» يقوم في مرحلة أولى على هدنة لستة أسابيع، مقابل الإفراج عن رهائن محتجزين لديها، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين.

وأكدت الخارجية القطرية، الثلاثاء، أن المباحثات تتواصل بين «الفرق الفنية» على رغم مغادرة رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع الدوحة. لكن حركة «حماس» اتهمت الثلاثاء إسرائيل بالعمل على «تخريب» المفاوضات من خلال عمليتها المستمرة في مجمع الشفاء الطبي، شمالي القطاع.

وأكد الجيش الإسرائيلي، أنه أطلق العملية إثر ورود معلومات عن وجود عدد من قادة «حماس» و«الجهاد» في المجمع الطبي، وهو الأكبر في القطاع. وأعلن الجيش الأربعاء، قتله أكثر من 90 مسلحاً، واعتقاله المئات، وتحويله 160 شخصاً للتحقيق.

- «عدوان وتخريب» في الشفاء

من جانبها، أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن من بين المعتقلين «كوادر طبية ومصابين ومرضى» في المستشفى الذي كانت القوات الإسرائيلية اقتحمته أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ومنذ توغل عشرات الدبابات والعربات المدرعة في الرمال والنصر وصولاً إلى تطويق المجمع، تتعرض هذه الأحياء للقصف الذي حوّل عشرات المنازل إلى ركام. وتحدث شهود عن استمرار الاشتباكات لليوم الثالث في محيط المجمع.

وقالت حركة «حماس»: «الاحتلال يواصل لليوم الثالث عدوانه باقتحام مجمع الشفاء الطبي، وتخريب كافة أقسامه وتجريف الساحات والممرات والأسوار، واعتقال واحتجاز المئات». وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن القوات الإسرائيلية أجبرت عشرات المرضى وحالتهم صعبة على مغادرة المجمع.

وعبرت منظمة الصحة العالمية عن قلق بالغ من استهداف المستشفيات التي تعمل بالحد الأدنى من طاقمها، وتعاني نقصاً كبيراً في المستلزمات الأساسية.

- الجوع «جريمة حرب»

ولا تكفّ هيئات الإغاثة والأمم المتحدة عن التحذير من خطر المجاعة في القطاع، حيث يقيم نحو 2.4 مليون نسمة.

وعشية زيارته قال بلينكن، إن كل سكان غزة يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد «وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو».

وعن دخول المساعدات، قال إن «ذلك يؤكد أهمية وضرورة أن يكون ذلك الأولوية»، مضيفاً «نحتاج للمزيد ولأن يكون ذلك مستداماً، ونريد أن يكون ذلك أولوية إذا أردنا الاستجابة بفاعلية لاحتياجات السكان».

وحذّر تقرير أعدته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة من أنه من دون زيادة المساعدات وتنظيم توزيعها، ستضرب المجاعة 300 ألف شخص في شمال غزة خلال أسابيع.

وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن القيود الصارمة جداً التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع واحتمال استخدامها التجويع كسلاح، «يمكن أن تشكل جريمة حرب».

وحضّت الولايات المتحدة إسرائيل على السماح للمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني بدخول القطاع، بعد منعه من ذلك.

وقال لازاريني الثلاثاء في القدس «في الواقع، يعتمد جميع سكان غزة اليوم على المساعدات الغذائية، لكن أكثر من نصف السكان هم عند ما يسمى مستوى حرج من الجوع».

- غالانت إلى واشنطن

وتشكل قضية المساعدات الإنسانية ملفاً أساسياً، بعد خمسة أشهر على بدء الحرب. وتتحكم إسرائيل بدخول المساعدات، وهي تؤكد أنها تتيح دخول كميات كافية. وفي ظل صعوبة إدخال المساعدات برّاً، لجأت دول عدة إلى إلقائها من الجو، وتمّ تدشين ممر بحري من قبرص أبحرت عبره سفينة واحدة الأسبوع الماضي. لكن المنظمات الإنسانية تؤكد أن هذه الحلول لا تعوّض عن الممرات البرية.

ويتوقع أن تكون المساعدات ضمن ملفات البحث خلال زيارة غالانت واشنطن الأسبوع المقبل، والتي لم يُكشف عن موعدها بدقة.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن غالانت سيبحث مع نظيره الأمريكي لويد أوستن تطورات الحرب.

وأكد مسؤول في البنتاغون، أن أوستن سيناقش مع غالانت «الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، والحاجة إلى إيصال مزيد من المساعدات للفلسطينيين، وخططاً لضمان سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا إلى رفح مع ضمان أن حماس لم تعد قادرة على تشكيل تهديد لإسرائيل».

وقال المصدر إن زيارة غالانت منفصلة عن زيارة أخرى سيقوم بها وفد عسكري واستخباري إسرائيلي، بناء على اتصال بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويؤكد نتنياهو أن هدفه «القضاء على حماس» لا يمكن تحقيقه من دون عملية برية في رفح، الملاذ الأخير لأكثر من 1.5 مليون نازح. وأثار ذلك قلقاً دولياً واسعاً على مصير المدنيين في رفح. وأكد بايدن أنه طلب من نتنياهو إرسال فريق لبحث سبل تجنب عملية واسعة النطاق في المدينة.

وقتل في الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على قطاع غزة، أكثر من 31923 شخصاً وإصابة 74096 بجروح، أغلبهم من النساء والأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"