عادي
خلال أمسية في مكتبة محمد بن راشد

محمود درويش.. شاعر الحرية والإنسان

20:49 مساء
قراءة 3 دقائق
دارين شبير وسامية عايش ويوسف أبو لوز

دبي: جاكاتي الشيخ
نظمت مكتبة محمد بن راشد، مساء أمس الأول الخميس، في مسرح الخور، أمسية حوارية وشعرية إحياء لذكرى الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي يصادف يوم 21 مارس/ آذار من كل عام، وقد أحيى الأمسية كل من الشاعرين، الزميل يوسف أبو لوز، ودارين شبير، وأدارتها الإعلامية سامية غايش.

بدأت الأمسية بتقديم سامية عايش لنبذة عن الشاعر محمود درويش، حيث قالت إنه لم يكن شاعراً عادياً بشهادة الكثير ممن تذوقوا شعره، وسهروا على كلماته، وأنشدوا قصائده، التي عكس فيها تاريخ وطنه، وحبَّه له، مُتنقلاً بين مدن العالم، حتى صار رمزاً لفلسطين والحرية والإنسان، وقد ولد بالجليل في 13 مارس/ آذار عام 1941، وهُجّر إلى لبنان عام 1947، بعدما هاجم جيش الاحتلال مسقط رأسه ودمّره، ليتسلل بعد عام إلى وطنه ويتلقى تعليمه فيه، وتظهر عليه علامات النبوغ الشعري مبكراً، ففي عام 1960 أطلق ديوانه الأول «عصافير بلا أجنحة»، واعتقل عدة مرات، ولكنه ظل يكتب حتى وهو في السجن، فصدر له العديد من الدواوين من بينها «عاشق من فلسطين»، و«مديح الظل العالي»، و«أحد عشر كوكبا»، و«حالة حصار»، و«لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي»، الصادر بعد وفاته، التي كانت في 9 أغسطس عام 2008، تاركاً إرثاً إبداعياً عظيماً، لا يزال محبّوه يترنمون به، شعراً وغناء وموسيقى.

ثم قدمت غابش بعد ذلك المتحدثَيْن: الشاعرة والروائية دارين شبير، التي عملت في أبرز الصحف الإماراتية كصحيفة الخليج، وصحيفة البيان، وحازت على عدة جوائز، ولها أربعة إصدارات بين الشعر والرواية، والشاعر يوسف أبو لوز الذي يقيم ويعمل في الإمارات، إذ واكب الحياة الثقافية فيها منذ سنة 1984، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ويعمل في جريدة الخليج ويكتب عموداً يوميا فيها، وله ست مجموعات شعرية وعدة كتب.

*صِيت عالمي

تناول المتحدثان تجربة محمود درويش من زوايا مختلفة، حيث بدأ أبولوز ببعض ذكرياته الشخصية مع محمود دريش، الذي جمعته وإياه أكثر من مناسبة، كانت أهمها، حين شارك معه في أمسية شعرية صحبة الشاعر زهير أبو شايب سنة 1995 في الأردن، وهي من المرات النادرة التي يلقي فيها درويش صحبة شعراء آخرين، كما تحدث عن عدة جوانب من شخصية درويش الإنسانية، وأكد أن شعره عن الحرية والمقاومة يختلف عن سواه من شعراء العالم، كونهما بالنسبة له حالتين حقيقيتين دائمتين، جعلتا منه شاعراً إنسانياً وجمالياً وغنائياً متفرّداً، ولفت إلى أن درويش - الذي عاش فترة من حياته في بيروت وتونس وباريس - تحول بعد مرحلة باريس إلى شاعر للقضية بالدرجة الأولى، لينال صيتاً عالمياً منقطع النظير، ويترجم إلى الكثير من لغات العالم، ويخدم القضية الفلسطينية كما لم يخدمها أي أحد.

*نماذج

وخصصت شبير مداخلاتها لقراءة نصوص مختارة من شعر درويش، ولأن هذا اليوم هو يوم الأم أيضاً؛ فقد بدأت بقصيدة «إلى أمي»، التي يقول فيها:

«أحنُّ إلى خبز أمي/ وقهوة أُمي/ ولمسة أُمي/ وتكبر فيَّ الطفولةُ/ يوماً على صدر يومِ/ وأعشَقُ عمرِي لأني/إذا مُتُّ؛ أخجل من دمع أُمي»

ثم أتبعتها بقصائد: «ونحن نحب الحياة»، و«بطاقة هوية»، و«العصافير تموت في الجليل»، و«ريتا والبندقية»، التي يقول فيها:

«آه.. ريتا/ بيننا مليون عصفور وصورَة/ ومواعيدُ كثيرَة/ أطلقتْ ناراً عليها.. بندقيَّة»

كما تحدثت شبير عن علاقة الشعر بالغناء، مشيرة إلى أن درويش من الشعراء القلائل الذين شكلوا إضافة للفنانين الذين غنوا شعرهم، لأنه مبدع بحجم وطن، ولذلك يفتخر الفنانون بأنهم غنوا شعره، وعرَّجت على علاقته الإبداعية بالثلاثي جبران، والتي جعلته يقرأ شعره دائما بمرافقة عزفهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4nkzw868

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"