عادي

إسرائيل تندد.. وغوتيريش: عدم تنفيذ فوري لوقف إطلاق النار في غزة«خطأ لا يغتفر»

23:24 مساء
قراءة 3 دقائق

قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) - (أ ف ب)

عبَّرت إسرائيل عن استيائها، ونددت بامتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) والسماح بتبني مجلس الأمن الدولي أول قرار يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في الحرب بقطاع غزة الرازح تحت وابل القصف والغارات الجوية التي لا تهدأ وتواصل حصد عشرات الأرواح يومياً.

وعدلت إسرائيل عن إرسال وفد إلى واشنطن التي اعتبرت امتناعها عن التصويت «تراجعاً واضحاً عن الموقف الأمريكي الثابت منذ بداية الحرب» بعد أن أحبطت عدة مشاريع قرارات غير مؤاتية لحليفتها.

وقال وزير دفاعها يوآف غالانت في واشنطن «ليس لدينا مبرر أخلاقي لوقف الحرب ما دام هناك رهائن في غزة».

من جانبها رحبت حركة (حماس) بالقرار مؤكدة استعدادها «للانخراط في عملية تبادل للأسرى فوراً تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين».

كما رحبت به منظمة التحرير الفلسطينية ودعت «إلى وقف دائم لهذه الحرب وانسحاب إسرائيل الفوري من القطاع».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الفشل في تنفيذ القرار «سيكون أمراً لا يُغتفر».

وفي تطور لافت، أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية فرانشيسكا البانيزي في تقرير سترفعه الثلاثاء إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف أن «الطبيعة الساحقة والحجم الهائل للهجوم الإسرائيلي على غزة والدمار الذي ألحقه بمقومات الحياة، تكشف نية للقضاء على الفلسطينيين جسديا بصفتهم مجموعة».

«إسرائيل لا تبالي»

مع صدور قرار مجلس الأمن، واصلت إسرائيل شن غاراتها، مستهدفة خان يونس ومدينة غزة، وفق شهود، قبل قليل من موعد الإفطار.

وفي مدينة رفح على الحدود المغلقة مع مصر، وحيث يتكدس 1,5 مليون شخص، معظمهم نزحوا من الشمال هرباً من الحرب والجوع، لم يغير صدور القرار واقعهم المرير، فيما هم يبحثون عن لقمة يكسرون بها صيامهم.

وقال النازح من خان يونس بلال عواد (63 عاماً) «يجب أن تلتزم إسرائيل بالقوة (بوقف إطلاق النار). يكفي... الحرب مضى عليها ستة أشهر وإسرائيل تقتل الأبرياء، أطفالاً ونساءً بدون إنذار وهذا أمام (أنظار) أمريكا».

ولكن قاسم مقداد (74 عاماً) النازح مثله، قال إن «إسرائيل لا تبالي بقرارات مجلس الأمن ولا الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية. فهي تتحدى كل العالم». وأضاف «لا نأمل أن توافق إسرائيل على هذا القرار لأنها ضربت عرض الحائط قرارات كثيرة».

وقال إيهاب العصار (60 عاماً) النازح من تل الهوى بمدينة غزة إن «القرار جاء متأخراً، بعد ستة أشهر من المجازر والإبادة والتهجير. الشعب الفلسطيني سئم هذه الحرب ومن حقه أن يعيش بكرامة وبسلام».

وكانت الحرب اندلعت إثر هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأوقع وفق الأرقام الإسرائيلية 1160 قتيلاً معظمهم مدنيون. كما خُطف حينها نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا حتفهم.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين ارتفاع الحصيلة إلى 32333 قتيلاً و74694 جريحاً معظمهم من الأطفال والنساء في القطاع بعد خمسة أشهر ونصف الشهر من الحرب.

حصار المستشفيات

شن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات في مناطق عدة من القطاع وواصل القصف المدفعي وعملياته البرية وحصاره لليوم الثامن لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ولليوم الثاني لمستشفى الأمل ومحيطه في خانيونس جنوباً، مؤكداً أنه قتل عشرين مقاتلاً في اشتباكات وضربات جوية في المنطقة التي أجلى منها مئات السكان.

منع مساعدات الأونروا

تفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع منذ بداية الحرب، وتقول وكالات الإغاثة إن شاحنات المساعدات المحدودة التي تسمح بدخولها لا تلبي على الإطلاق الاحتياجات الهائلة لنحو 2,4 مليون نسمة معظمهم نازحون مهددون بالمجاعة.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن إسرائيل منعتها نهائياً من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة، حيث تقدر وجود 300 ألف شخص بلا ماء ولا طعام.

لكن إسرائيل قالت الاثنين إنها تعمل «مع منظمات الإغاثة ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لتسهيل تقديم كميات كبيرة من المساعدات إلى الشمال».

واعتبر غوتيريش خلال زيارة لعمان أن قرار إسرائيل «غير مقبول على الإطلاق»، ودافع عن الوكالة التي وصفها بأنها «شريان حياة... وبصيص النور الوحيد للملايين من الناس».

وقالت واشنطن الاثنين إنها ستحذر إسرائيل مجدداً من اجتياح رفح الذي وصفته بأنه «خطأ». ولكن إسرائيل تقول إنها ماضية فيه «للقضاء» على حماس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3hhs69

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"