عادي
اختبارات الفصل الثاني كشفت أهمية التحديثات

المهارات تتصدر مشهد الامتحانات.. والتقييم يعالج الفاقد التعليمي

02:23 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

يعد التطوير سمة أساسية للتميز في القطاعات كافة، لاسيما قطاع التعليم الذي يحتاج دائماً إلى التحديثات، بسبب المتغيرات والتحولات المتوالية على الساحة التعليمية، وتعد التحديثات الأخيرة على سياسة تقييم الطلبة، أداة فعالة جعلت المهارات تتصدر المشهد الامتحاني، والتقييم مسار مؤثر يعالج الفاقد التعليمي.

في التحقيق التالي، ترصد «الخليج» آراء الميدان التربوي بمختلف فئاته عقب الانتهاء من اختبارات نهاية الفصل الثاني، للوقوف على انعكاسات تحديثات سياسة التقييم، وأثرها في العملية التعليمية وجودة المخرجات، فضلاً عن انطباعات فئات الميدان وسبل تطبيق المدخلات الجديدة خلال الفصل الدراسي الحالي.

يرى خبراء التعليم، أن اختبارات الفصل الدراسي الثاني، أخذت منحى مهماً نحو قياس مهارات الطلبة سواء الكتابية أو الرقمية، وأن مكونات التقييم تقف على المستوى الحقيقي للتحصيل العلمي في مختلف المراحل، ما يتيح فرصة التحفيز والعلاج.

فيما أكد تربويون ومديرو مدارس، أن الامتحانات ركزت في مضمونها على قياس مهارات الطلبة لاسيما في المواد الأساسية، بينما أعادت تحديثات سياسة التقييم الحياة إلى الفصول الدراسية الثلاثة، إذ أخضعت الطلبة في مختلف المراحل إلى عملية التقييم الجزئي الذي يكشف تدريجياً عن مواطن القوة والضعف لدى المتعلمين، مما يسهم في زيادة الدافعية نحو الدراسة وضبط إيقاع الطلبة التعليمي.

أما المعلمون فيرون أن تحديثات التقييم خلقت نوعاً من التوازن في عملية قياس مهارات الطلبة، وأتاحت الفرصة لمربّي الأجيال لمتابعة أداء طلابهم منذ بداية العام الدراسي، وتمكينهم من رصد نقاط الضعف للطالب، والعمل على معالجتها بطرائق متعددة، موضحين أن الاختبارات بدأت تتسم بالشمولية والتكاملية، لاسيما أن نوعية الأسئلة تقيس جوانب مهمة تشمل المهارات والتحصيل العلمي نظرياً وعملياً.

ويرى أولياء أمور أن أبناءهم قادرون على الاندماج مع التغيرات والمستجدات، سواء على مستوى القياس «الاختبارات» أو التقييم الذي يضم مجموعة متكاملة من الأدوات التي تحدد احتياجات الطلبة وتقيس في الوقت ذاته مواطن القوة التعليمية لديهم.

نظرة تحليلية

في نظرة تحليلية ل«الخليج»، نجد أن امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الأكاديمي (2023-2024)، ركزت في مضمونها على قياس المهارات لدى الطلبة في مختلف مراحل التعليم، وجاءت الأسئلة متنوعة وبأشكال جديدة تحاكي في مضمونها التطورات التي تشهدها أدوات التقييم.

وكشفت عملية رصد للميدان، عن حالة استقرار في اللجان الامتحانية، والتزام عناصر العملية التعليمية كافة بالتعليمات والتوجيهات وضوابط الاختبارات، وجاءت الامتحانات كافة في متناول الطلبة في مختلف حلقات التعليم، فيما عدا مادتي العلوم والفيزياء، حيث أثارتا جدالاً واسعاً بين جموع طلبة الصفوف من الخامس وحتى الثاني عشر.

تحديثات التقييم

أدخلت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي تحديثات على العملية الامتحانية، وفعّلت لائحة التعامل مع الإجابات الجماعية والغش، وشددت على المدارس المشمولة باللجان الامتحانية للطلبة، اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين من الطلبة والمراقبين، كما أقرت امتحانات ختامية للفصول الدراسية الثلاثة للطلبة في جميع مراحل التعليم، لتكون المعيار الحقيقي الذي تقيس من خلاله الجانب التحصيلي والمعرفي للمتعلمين في كل فصل دراسي، واعتمدت امتحان إعادة واحد لجميع الطلبة في نهاية العام الدراسي.

وفي خطوة جادة نحو التعرف إلى المستويات الفعلية للطلبة، ألغت المؤسسة النجاح التلقائي في الحلقة الأولى، وثبّتت اختبارات ختامية لأبناء تلك المرحلة لقياس وتقييم أدائهم في كل فصل دراسي، وجعلت لطلبة الحلقتين الثانية والثانوية أوزاناً في الفصول الدراسية الثلاثة.

جوهر التحديثات

في وقفة مع الخبيرة التربوية آمنة المازمي، أكدت أهمية التطوير المستمر في سياسة تقييم الطلبة بمختلف مراحل التعليم، موضحة أنه مهما تعددت أنواع المناهج، ومهما كانت المرونة في العملية التعليمية وتطورت أدوات وطرائق التدريس، إلا أن التقييم يبقى الأداة الفاعلة لقياس المستويات الحقيقية للمخرجات في جميع الأنماط التعليمية.

وأكدت ل«الخليج» أن جوهر تحديثات سياسية التقييم يستند إلى أدوات تمكين للتعرف إلى أداء الطلبة وتحصيلهم في الفصول الدراسية الثلاثة، فضلاً عن تحقيق التوازن بين محصلة المعارف والعلوم لجميع طلبة الحلقات وتقييمها بشكل تدريجي يمكّن المعلمين من معالجة نقاط الضعف وتعزيز مواضع القوة لدى المتعلمين.

وأفادت آمنة المازمي، بأن قياس المهارات يتصدر المشهد منذ سنوات، وإعادة ترتيب الأوزان في الحلقتين الثانية والثالثة، رتّب العملية التعليمية على مدار العام، وفعّلت مجريات التحصيل والتقييم للطلبة في الفصل الدراسي الثاني، الذي كان له النصيب الأقل ضمن الأوزان، وافتقد فاعليته مع غياب الامتحانات الختامية لسنوات عدة.

وأضافت أن التقييم في مضمونه يعالج الفاقد التعليمي، ويخفف الأعباء على الطلبة في الفصل الثالث، الذي ألزم الطالب بالتقدم للامتحانات الختامية بمقررات الفصول الثلاثة، أو الفصلين الثاني والثالث، وإن كانت تلك العملية تبدو في ظاهرها أنها تراكم معرفي، إلا أنها كانت تشكل أعباء على الطلبة لاسيما الثاني عشر.

أنماط تعليمية

أكد تربويون ومديرو مدارس، أن طلبة المرحلة الثانوية، لاسيما الثاني عشر، كانوا في حاجة ماسة للانتفاع بأيام التمدرس في الفصل الدراسي الثاني الذي اقتصر على الاختبارات التكوينية التي لا تحقق لهم التطلعات المنشودة في معدلاتهم، فضلاً عن معاناتهم في الفصل الثالث الذي يفرض عليهم نظرية التراكم المعرفة والتركيز على مقررات الفصلين الأول والثالث.

وأفاد كل من: سلمى عيد، ورانيا حجازي، الدكتور فارس الجبور، بأن التطوير ضرورة ملحة في ظل وجود أنماط مختلفة للتعليم، فضلاً عن أن تحديثات سياسة التقييم وضعت معالجات فاعلة لسلبيات النجاح التلقائي لطلبة الحلقة الأولى ووفرت أدوات ممنهجة لتقييم أبناء هذه الحلقة، لاسيما وأن طرائق التدريس والتفاعل الطلابي تختلف بين مدرسة وأخرى، مؤكدين أن التطوير يمكّن المعلمين والقائمين على العملية التعليمية من تحديد المستويات الحقيقية للمخرجات بكل دقة.

مساواة في القياس

أكد المعلمون إبراهيم القباني وريبال غسان العطا، وأحمد حسن، أن سياسة التقييم، تحقق توازناً فعلياً في عملية تقييم الطلبة، إذ حققت المساواة في قياس مستويات المتعلمين في مختلف مراحل التعليم بدقة وحيادية من خلال إخضاع الجميع لاختبارات ختامية مركزية، تقيس المهارات وتدعم معالجات الضعف وتحفيز مواطن القوة والتميز.

وقالوا إن المعلمين يمتلكون حاليًا فرصًا متعددة ومتنوعة لمعالجة نقاط الضعف التي يعانيها الطلبة في بعض المواد الدراسية، فضلاً عن وجود فاصل زمني بين كل فصل دراسي وآخر، لتكوين رؤية حول المستوى الفعلي لتحصيل كل طالب، موضحين أن التقييم الدوري لكل طالب في نهاية كل فصل يعد أداة مؤثرة في دافعية المتعلمين نحو التعلم والالتزام والمواظبة ومتابعة دروسهم بجدية مطلقة.

قياس المهارات

قال خبراء إن التعليم القائم على التكنولوجيا تعتمد أدوات تقييمه على قياس مهارات الطلبة في مختلف المعارف والعلوم، وهنا تدعونا الضرورة إلى إيجاد وسائل نوعية جديدة، لتأهيل الطلبة للارتقاء بمهاراتهم، ومعالجة جوانب إخفاقهم، مع ضرورة توفير نماذج متخصصة، للمعلمين، تساعدهم في تدريب طلابهم.

البعد عن المناهج

أولياء الأمور فاطمة علي، رانيا محمود، وإيهاب زيادة، فاطمة السيد، أفادوا بأن طرائق وآليات قياس مستويات أبنائهم، تختلف من عام لآخر، فتارة تربط بامتحانات النهاية، وأخرى تحاكي الاختبارات الفصلية، وثالثة تركز على مهارات الأبناء، مؤكدين أنه في السنوات الثلاث الأخيرة، جاءت الامتحانات بعيدة تماماً عمّا يدرسه الطلبة في المناهج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdr99jey

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"