عادي

75 عاماً على تأسيس «الناتو».. هل يندثر العملاق الغربي؟

14:04 مساء
قراءة 5 دقائق
75 عاماً على تأسيس «الناتو».. هل يندثر العملاق الغربي؟
«الخليج» - وكالات
بعد 75 عاماً على تأسيسه لا يزال حلف شمال الأطلسي (الناتو) لاعباً مهماً في سياق تحقيق المصالح الغربية، التي تلتقي عليها ضفتا الأطلسي، في أوروبا وأمريكا الشمالية، على الأقل ذلك ما يقدمه المحتفون الغربيون هذه الأيام بمرور ثلاثة أرباع القرن على تأسيسه في الرابع من إبريل/ نيسان 1949.
ورغم أنه يواجه تهديداً متزايداً من موسكو واحتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن حلف الناتو الذي يحتفي الخميس، بذكرى مرور 75 عاماً على تأسيسه، أعيد إنعاشه مجدداً.
وتعهد كبار دبلوماسيي الحلف بمواصلة المسار في أوكرانيا رغم تنامي سيطرة القوات الروسية المسلحة بشكل أفضل على ساحة المعركة.
فبعد 4 أعوام ونصف من انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 2014، التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة الاتحاد السوفييتي، معتبراً إياه يعاني «الموت الدماغي»، توسع الحلف الآن ليضم 32 بلداً مع انضمام السويد وفنلندا إليه بعد ما وصفها ماكرون بـ«الصدمة» التي أحدثها الهجوم الروسي عام 2022.
فماذا نعرف عن الناتو في ذكرى تأسيسه؟
  • 1949
وقّعت 12 دولة مؤسسة على معاهدة حلف شمال الأطلسي عام 1949 مع وقوف الولايات المتحدة وكندا ومعظم دول أوروبا الغربية صفاً واحداً لمواجهة تهديد الاتحاد السوفييتي. وكما قال أول أمين عام للحلف لورد إسماي، فإن هدف الناتو كان «إبقاء الاتحاد السوفييتي في الخارج والأمريكيين في الداخل، والألمان مهزومين».
وعام 1952، انضمت تركيا واليونان إلى الحلف، قبل أن تصبح ألمانيا الغربية عضواً، بعد ثلاث سنوات.
وبعد انتهاء الحرب الباردة، توسّع الناتو مرّات عدة نحو الشرق، ليزداد طول حدوده مع روسيا عبر انضمام بولندا ودول البلطيق السوفييتية السابقة. وبعد حرب أوكرانيا عام 2022، تراجعت جارتا روسيا الشماليتان عن سياساتهما التاريخية القائمة على عدم الانحياز، ليصل عدد أعضاء الحلف إلى 32 بلداً.
في المجموع، تمثّل بلدان الناتو نحو 50% من إجمالي الناتج الداخلي العالمي. وتضم بلدان الحلف مجموعة 3.2 مليون رجل وامرأة يخدمون في جيوشها. وتعد أيسلندا الدولة الوحيدة المنضوية في الحلف التي لا تحظى بجيش خاص بها.
  • الدفاع الجماعي

ولم يفعّل الناتو غير مرّة واحد المادة الخامسة المرتبطة بالدفاع الجماعي التي تفيد بأن الهجوم على أي من أعضائه يعد هجوماً على الجميع، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. واعتُبر القرار تعبيراً عن الدعم للقوة العسكرية التي تقود الحلف، ومختلفاً إلى حد كبير عن التهديد في أوروبا الذي توقعه مؤسسوه في الأساس.
وأدت تداعيات هجمات 11 سبتمبر/ أيلول إلى تدخل الناتو في أفغانستان، حيث بقي حتى عام 2021 عندما سمح انسحاب كارثي بقيادة الولايات المتحدة لطالبان باستعادة السلطة.
وردّاً على انتزاع روسيا القرم من أوكرانيا عام 2014، اتفق حلفاء الناتو على أنهم سيهدفون إلى إنفاق 2% من إجمالي ناتجهم الداخلي على الدفاع. وتمّت زيادة هذا الهدف بعد اندلاع حرب أوكرانيا في 2022 لتصبح نسبة 2% هي الحد الأدنى.
وندد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بدول الناتو، معتبراً أنها لا تنفق ما يكفي، محذراً من أنه سيشجّع روسيا على «القيام بما ترغب فيه» للدول التي لا تفي بالتزاماتها.
  • تدخلات عسكرية

وعام 2024، يتوقع أن تصل 20 دولة عضواً في الناتو إلى هدف 2%، مقارنة بثلاث فقط عام 2014.
وفي يونيو/ حزيران 2024 سيكون مر 25 عاماً على نشر الناتو قوات في كوسوفو عام 1999، ليُستكمل انسحاب القوات الصربية، بعد حملة قصف جوي تواصلت على مدى 77 يوماً.
ولم يكن هذا التدخل العسكري غير الثاني في تاريخ الناتو، بعد تدخله في البوسنة في منتصف تسعينات القرن الماضي.
وبعد ربع قرن، ما زالت قوة كوسوفو التابعة للناتو على الأرض في البلقان، لتصبح المهمة الأطول للحلف في تاريخه.
وبعدما أدى ارتفاع منسوب التوتر العام الماضي إلى أعمال شغب، أسفرت عن إصابة 93 عنصراً من الناتو بجروح، اتفق الحلفاء على إرسال ألف جندي إضافي للانضمام إلى قوة كوسوفو، ليصبح مجموع الجنود نحو 4500.
وفضلاً عن البلقان، شملت مهمات الناتو الرئيسية الأخرى في الخارج عقدين تقريباً في أفغانستان، وقصف عام 2011 على ليبيا.
  • موت دماغي

ولم تنسحب أي دولة على مر التاريخ من الناتو، لكن فرنسا أمضت نحو 43 عاماً خارج هيكل القيادة العسكرية للحلف، بعدما انسحب الرئيس شارل ديغول عام 1966 احتجاجاً على هيمنة الولايات المتحدة.
ولم يتم التراجع عن هذا القرار الذي تم بموجبه نقل مقر الناتو من باريس إلى بروكسل، إلا في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي عام 2009.
مع ذلك، ما زال التوتر يهيمن أحياناً على العلاقة مع الناتو، وفي 2019 قال الرئيس إيمانويل ماكرون، إن الحلف يعاني «الموت الدماغي»، وقال ماكرون لاحقاً إن حرب أوكرانيا أيقظت الناتو عبر «أسوأ الصدمات».
  • صندوق دعم أوكرانيا

ووفقاً للدبلوماسيين فقد اقترح ستولتنبرغ أيضاً إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو (نحو 108 مليارات دولار) لدعم الجيش الأوكراني على مدى خمس سنوات.
وليس من الواضح ما إذا كان الحلف سيوافق على هذا المبلغ. ويتعين أن يتخذ الحلف قراراته بالإجماع.
واقترح ستولتنبرغ صندوق الدعم لكييف ومدته خمس سنوات وخطة لتعميق مشاركة الناتو في تسليم الأسلحة في محاولة لضمان تواصل الدعم في مواجهة عودة محتملة لدونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إن الحلفاء «اتفقوا على المضي قدماً في التخطيط لدور أكبر للحلف في تنسيق المساعدة الأمنية والتدريب»، بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول قمة تعقد في واشنطن في يوليو المقبل.
وأضاف بعد أن أجرى وزراء الخارجية محادثات في بروكسل «التفاصيل ستتبلور في الأسابيع المقبلة. لكن لا يخطئن أحد، يمكن لأوكرانيا الاعتماد على دعم حلف شمال الأطلسي الآن وعلى المدى الطويل».
رغم الترحيب بالصندوق المقترح من أقرب حلفاء أوكرانيا مثل بولندا ودول البلطيق، يبدو أن هناك شكوكاً كبيرة بين حلفاء آخرين.
وأيدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إنشاء «آليات طويلة الأمد» لدعم كييف، لكنها حذرت من تحديد أرقام من دون توضيح مصدرها.
وشددت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب على أن الاقتراح الذي ينص على مساهمة أعضاء الناتو وفقاً لحجم اقتصادهم ليس «صدقة»، مضيفة «لكن من الخطر تقديم وعود لا يمكننا الوفاء بها».
أما البند الثاني من خطة ستولتنبرغ، والذي يبدو أنه حظي بقبول أوسع، فيتمثل في أن تتولى مهمة تتبع حلف شمال الأطلسي مزيداً من السيطرة على تنسيق إمدادات الأسلحة من المجموعة التي تقودها الولايات المتحدة وتشرف حالياً على الدعم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3pur6mp8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"