عادي
«حقوق الإنسان» يطالب بوقف مبيعات الأسلحة إلى تل أبيب

إسرائيل تُقر بقتل عمال الإغاثة.. وتفتح المعابر أمام المساعدات

00:58 صباحا
قراءة 3 دقائق
آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في الحرم القدسي
فتاتان تسيران قرب خيام نصبت بجانب أنقاض مبان مدمرة في رفح

اعترف الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، بارتكاب «أخطاء جسيمة» أدت إلى مقتل سبعة من عمال الإغاثة في قصف جوي في غزة، وأعلنت إسرائيل، بعد ساعات من مكالمة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنها ستفتح المعابر وستسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المدمر والذي يواجه سكانه وضعاً أشبه بالمجاعة، فيما طالبت منظمة «المطبخ المركزي العالمي» الخيرية مجدداً بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في مقتل عامليها السبعة في قطاع غزة، بينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أن «الظروف الإنسانية المأسوية» في غزة «تتطلب قفزة نوعية في إيصال المساعدات المنقذة لحياة المدنيين في القطاع المحاصر والمدمر».

قال الجيش الإسرائيلي في تقرير، أمس الجمعة، إنه ارتكب سلسلة من «الأخطاء الجسيمة» أبرزها في التقدير، زاعماً أنه أراد استهداف «مسلح من حماس» اعتلى سطح إحدى شاحنات المساعدات وراح يطلق النار. وأشار أيضاً إلى «انتهاك إجراءات العمليات المعيارية»، مقرَّا بأن المنظمة الخيرية أبلغته بمخطط سير الموكب، لكن المسار لم يكن بحوزة العسكريين المسؤولين عن توجيه الضربات. وبحسب التقرير، أعلن الجيش الإسرائيلي إقالة رئيس أركان كتيبة برتبة كولونيل وضابط بكتيبة الدعم الناري برتبة ميجر، ووجه توبيخاً رسمياً لضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية. لكن «وورلد سنترال كيتشن» طالبت بتشكيل لجنة تحقيق «مستقلة»، فيما دعت بولندا التي قضى أحد مواطنيها في القصف بإجراء «تحقيق جنائي» بتهمة «القتل». وأعلن مكتب نتنياهو، أمس الجمعة أن مجلس الوزراء المصغر وافق على «إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين» في غزة. وستسمح إسرائيل بنقل المساعدات «مؤقتاً» عبر ميناء أسدود، ومن خلال معبر إيريز (بيت حانون) بين إسرائيل وشمال القطاع الفلسطيني. كما ستسمح «بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم» بين إسرائيل وجنوب القطاع. لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أكد، أمس الجمعة أن واشنطن تنتظر «نتائج» هذه الالتزامات، مشيراً إلى أن «100% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية» في غزة. وشدد بلينكن على أنه «من المهم أن نرى تحقيقاً مستقلاً وشاملاً ومعلناً بالكامل» في مقتل عمال الإغاثة من منظمة المطبخ المركزي العالمي. وقال «نتطلع إلى رؤية محاسبة عامة ونتطلع إلى رؤية مساءلة في أعقابها». دعا بلينكن إسرائيل إلى جعل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة «أولوية»، مؤكداً أن «هذا أيضاً اختبار حاسم». كما دعت ألمانيا إسرائيل إلى تنفيذ وعودها «بسرعة» معتبرة أنه «لم يعد لديها أعذار». ومن جهته، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أمس الجمعة إن واشنطن لا تعتزم إجراء تحقيق مستقل في مقتل موظفي الإغاثة التابعين لمؤسسة ورلد سنترال كيتشن.

وبالمقابل، قالت منظمة «المطبخ العالمي» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها في بيان: «نطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة مكلفة بالتحقيق في قتل زملائنا»، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي «لا يمكنه التحقيق بمصداقية في إخفاقه هو نفسه في غزة». جاء بيان «المطبخ المركزي» بعدما أقر الجيش الإسرائيلي بارتكاب سلسلة «أخطاء فادحة» وانتهاكات لقوانينه الخاصة بعد رصد مسلح اشتبه في أنه من حركة «حماس»، فقصف موكب المساعدات.

من جهة أخرى، قال انطونيو غوتيريش للصحفيين «المطلوب إحداث تغيير ذي مغزى على أرض الواقع. فالأمر لا يتطلب نسخة معدلة من مواصلة العمل كالمعتاد، بل نقلة نوعية حقيقية». وأضاف غوتيريش «في أعقاب هذه المأساة، أبلغت الحكومة الإسرائيلية الأمم المتحدة نيتها السماح بزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية الموزعة في غزة. وآمل حقاً أن تتحقق هذه النوايا في شكل فعال وسريع لأن الوضع في غزة بائس للغاية». وشدد الأمين العام على أنه بعد ستة أشهر من النزاع الذي أشعله هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، «أصبحنا على شفا هاوية: التجويع الجماعي الشديد واندلاع حرب إقليمية وفقدان كامل للثقة في المعايير والقواعد العالمية». كما أبدى غوتيريش«قلقاً بالغاً» حيال معلومات مفادها أن الجيش الإسرائيلي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف في حربه على قطاع غزة، رافضاً ربط «قرارات الحياة أو الموت بحسابات تجريها الخوارزميات».

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن إسرائيل يلزمها إجراء إصلاح كبير لضمان سلامة موظفي الإغاثة. وأضاف كاميرون على منصة التواصل الاجتماعي « إكس»: «من الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى إصلاح كبير لآلية الاشتباك في إسرائيل لضمان سلامة موظفي الإغاثة»، فيما قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، إن إعلان إسرائيل فتح طرق المساعدات بشكل مؤقت إلى غزة «ليس كافياً» نظراً لحجم الأزمة الإنسانية في القطاع. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2fj69w7z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"