عادي

مباحثات هدنة غزة تستأنف نهاية الأسبوع في القاهرة

18:34 مساء
قراءة 4 دقائق
قطاع غزة - أ ف ب
تُستأنف خلال عطلة نهاية الأسبوع في القاهرة المباحثات، سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، مع تأكيد الحركة الفلسطينية تمسّكها بمطالبها لوقف الحرب في القطاع المدمّر، والمهدّد بالمجاعة، والتي تدخل الأحد شهرها السابع.
وارتفعت السبت، حصيلة الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 33137 قتيلاً، وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أنه خلال 24 ساعة، وحتى صباح السبت سجّل مقتل 46 شخصاً، مشيراً إلى أن عدد المصابين ارتفع إلى 75815 جريحاً خلال ستة شهور من الحرب.
نشاط أمريكي
ويتوقع أن يصل مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحركة «حماس» إلى القاهرة، لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الإنسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، الجمعة: إن الرئيس جو بايدن «كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به».
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز، سيتوجه إلى القاهرة، حيث سيلتقي رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل.
كما أعلنت «حماس»، في بيان أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية: «سيتوجه الأحد إلى القاهرة استجابة لدعوة الأشقاء في مصر».
وذكّرت الحركة بأن مطالبها لتحقيق الهدنة «تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة».
- استعادة جثة رهينة
وتشهد المحادثات تعثّراً منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين «حماس» وإسرائيل «بالمراوغة» و«التشدد».
وسبق للطرفين أن توصلا إلى هدنة لمدة أسبوع أتاح الإفراج عن أكثر من مئة رهينة في غزة، وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ولا يزال هناك 130 من الرهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وتثير قضية الرهائن ضغوطاً داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية، مع تحركات حاشدة في الشارع تطالب بإبرام اتفاق لإعاداتهم إلى عائلاتهم.
والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، استعادته جثة رهينة في خان يونس بجنوب قطاع غزة، وأفاد الجيش بأن إلعاد كتسير، الذي كان عمره 47 عاماً عند خطفه من كيبوتس نير عوز.
ووجهت شقيقة كتسير انتقادات الى المسؤولين الإسرائيليين، معتبرة أن إبرام اتفاق هدنة كان ليتيح عودة شقيقها على قيد الحياة.
وكتبت كارميت بالتي كتسير، عبر فيسبوك «قيادتنا جبانة وتدفعها الاعتبارات السياسية، ولذلك لم يتم التوصل إلى هذه الصفقة»، مضيفة، «رئيس الوزراء، حكومة الحرب، وأعضاء الائتلاف: انظروا إلى أنفسكم في المرآة وقولوا إن أيديكم غير ملطخة بالدماء».
- ضغوط لمزيد من المساعدات
ويتواصل القصف والعمليات العسكرية بلا هوادة في القطاع، وأفاد الجيش الإسرائيلي السبت، عن «عمليات دقيقة» ومعارك قتل خلالها مسلحين في خان يونس.
وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل مؤخراً، لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية، وطالب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل، في قرار عبّر عن مخاوف من وقوع «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل الجمعة، السماح بنقل المساعدات مؤقتاً عبر ميناء أسدود الواقع على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حنينا) بينها وبين شمال القطاع، كما ستسمح «بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم» بين إسرائيل وجنوب القطاع.
- الجوع «مأساة جديدة»
من جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن التدابير التي أعلنتها إسرائيل «مشتتة»، وغير كافية، فيما قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة السبت: إن الحرب في غزة «خيانة للإنسانية».
وحذرت رئيسة منظمة «سايف ذا تشيلدرن» غير الحكومية في الولايات المتحدة جانتي سوريبتو، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن «الموجة المقبلة من الوفيات الجماعية بين الأطفال في غزة لن تأتي بسبب الرصاص والقنابل، بل بسبب الجوع وسوء التغذية».
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل: إن «قضية المجاعة» في مناطق شمال القطاع «مأساة جديدة يعيشها المواطن».
وأضاف، «الأطفال يموتون من الجوع، النساء الحوامل لا يستطعن الحفاظ على جنينهن، كما لا تستطيع من أنجبت توفير الحليب لرضيعها، فالمواد الأساسية غير متوفرة في قطاع غزة، وإن كانت متوفرة فهي شحيحة بشكل كبير، وما يدخل القطاع والمناطق الشمالية من إمكانات ومعدات ومواد أساسية لا يكفي بالمطلق حاجة القطاع».
- تحذير منظمات
وتدخل المساعدات الخاضعة لمراقبة إسرائيلية صارمة بكميات ضئيلة جداً إلى غزة من خلال معبر رفح مع مصر، كما تقوم بلدان بإلقاء مساعدات جواً، غير أن ذلك لا يكفي لتلبية حاجات السكان الهائلة.
وحذّرت منظمات غير حكومية دولية، بأنه من المستحيل العمل بأمان في القطاع وعلقت بعضها عملياتها، بعد مقتل سبعة عاملين إنسانيين في منظمة «وورلد سنترل كيتشن»، الخيرية، بينهم ستة أجانب، بضربة إسرائيلية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3cvucwcs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"