صحتي حقي

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

صادف يوم أمس السابع من شهر إبريل اليوم العالمي للصحة، الذي كان تحت شعار: «صحتي حقي»، والذي تم اختياره من قبل منظمة الصحة العالمية ليكون شعاراً لها لهذا العام، وذلك لتسليط الضوء على الحق في الصحة لكل أفراد المجتمع، مع العلم بأن يوم الصحة العالمي يعتبر واحداً من المناسبات المهمة ذات الخصوصية لدى منظمة الصحة العالمية ويحظى باهتمام بالغ لتنمية الوعي بالنسبة للأولويات الصحية العالمية في مختلف دول العالم.

وقد وضعت منظمة الصحة العالمية مؤشرات محددة لقياس مدى تطور الخدمات الصحية على المستوى العام تسعى الدول تبعاً لها إلى التميز فيما تقدمه من خدمات طبية لمواطنيها والمقيمين على أرضها، ويتم تقييم نتائج ذلك من خلال إحصائيات وتقارير عالمية تصدر عن المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية، تبين مكانة الدول بالأرقام فيما تقدمه في الجانب الصحي من خدمات ومستوى تلك الخدمات على الصعيد العالمي، تتلمس من خلاله الدول معرفة مستوى ما تقدمه في هذا الجانب المهم لكل مجتمع، وتسعى إلى رفع مستواه بما يحقق خططها الاستراتيجية والإنسانية والمجتمعية لتكون في الصدارة.

وانطلاقاً من شعار هذا العام «صحتي حقي» ننظر إلى ما يحدث في جزء عزيز من وطننا العربي فلسطين، وبالتحديد في غزة، حيث يقوم الاحتلال الإسرائيلي بالقتل الممنهج لكل ما يدب على الأرض، مع القيام بتدمير جزء كبير من منظومة الخدمات الصحية وتعطيل مستشفياتها، وعياداتها ومرافقها، وتخريب معداتها والتنكيل بالطواقم الطبية سواءً الأطباء أو الممرضين أو المسعفين، ووصل الأمر إلى حد القتل بدم بارد، ونتساءل عن دور منظمة الصحة العالمية في تسليط الضوء على حق من حقوق الإنسان والمجتمع في أي كيان كان في نيل الرعاية الصحية المطلوبة كحق من الحقوق التي يجب ألا تمس بأي شكل من الأشكال وفي أي وضع كان، وممارسة دور إيجابي لصالح الإنسان في غزة على أرض الواقع بعيداً عن التصريحات الإعلامية التي لا تداوي جرحاً ولا تسعف مصاباً ولا تنقذ روحاً.

وليس ببعيد عن ما يعانيه أهلنا في غزة وصف مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة «مارتن غريفيث» أول أمس، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ 6 أشهر بأنها «خيانة للإنسانية»، داعياً إلى تصميم جماعي على محاسبة المسؤولين عن هذه الخيانة للإنسانية، منطلقاً من أنه وبالرغم من الاستياء العالمي فإنه لم يتم إنجاز سوى القليل لوضع حد للحرب، لصالح إفلات كبير من العقاب.

الإنسان العربي في غزة تغيب عنه كل مقومات شعار «صحتي حقي»، والواجب يحتم على كل المنظمات العالمية أن تمارس دورها الحقيقي المنوط بها دون تمييز أو خذلان أو تدخل أو اعتبارات سياسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykpp8ux9

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"