عادي

من بلغاريا إلى المانش.. مساعٍ لوقف تهريب قوارب الهجرة

17:54 مساء
قراءة 3 دقائق
من بلغاريا إلى المانش.. مساعٍ لوقف تهريب قوارب الهجرة

بلغاريا - أ ف ب

على الحدود مع تركيا، يبحث موظفو الجمارك البلغار عن القوارب الصغيرة القابلة للنفخ التي تُنقل في رحلة طويلة قبل استعمالها لعبور قناة المانش من فرنسا إلى بريطانيا وهي سلعة خاصة جداً.

أمام العدد القياسي لعمليات العبور غير الشرعية، أجرت بريطانيا اتصالات مع الدولة الواقعة في البلقان نهاية عام 2022.

وكان من الضروري بداية إثبات أن القوارب التي تمر عبر بلغاريا تستعمل في الرحلات إلى الساحل الإنجليزي، كما يوضح المسؤول جورجي غوسبودينوف أثناء جولة في مركز كابيتان أندريفو، أحد المراكز الحدودية الأكثر ازدحاماً في العالم.

ويقول لوكالة فرانس برس: «تركنا أدلة سرية على هيكل القوارب لتمكين شركائنا البريطانيين من التعرف إلى السفن المتروكة على شواطئهم».

بمجرد إثبات الرابط، تسنّى تقييد الواردات إلى الاتحاد الأوروبي من هذا النوع من القوارب، وكذلك المحركات وسترات النجاة.

  • رائحة المطاط

كل يوم، يتم فحص مئات الشاحنات العابرة في المركز الحدودي الكبير الممليء بأجهزة التفتيش والكلاب البوليسية.

من السهل اكتشاف شكل المحركات، وفق موظفي الجمارك الذين باتوا أيضاً يتعرفون بشكل أسرع إلى الأكياس التي تحتوي على الزوارق المطوية بعناية، ولمساعدتهم، قدمت لهم السلطات البريطانية تدريبات للكلاب للتعرف إلى رائحة المطاط.

وفي الإجمال، قدمت لندن 1,2 مليون جنيه إسترليني لتدريب الموظفين وتوفير المعدات، بما في ذلك طائرات المراقبة المسيّرة.

منذ بدء هذا التعاون، تمت مصادرة 52 محركاً و49 قارباً و755 مضخة نفخ و110 سترات، معظمها من مركبات تركية كانت متجهة إلى أوروبا الغربية.

وزار وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون في شباط/فبراير موظفي الجمارك، في سياق حملة شاملة لوقف التهريب وهذه التجارة الرهيبة التي تكلف حياة الكثير من الناس. وتم إرساء شراكة مماثلة الشهر الماضي مع فرنسا.

ويقول المتخصص في الهجرة الدولية في جامعة برمنغهام ناندو سيغونا لوكالة فرانس برس: «إنها مشكلة كبيرة من الناحية السياسية».

ويشير إلى أن «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان مصحوباً بوعد بالسيطرة على الحدود، لكننا نشهد فشلاً في وقف وصول الوافدين».

ويضعف هذا الوضع المحافظين قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية التي قد تسفر عن فوز ساحق لحزب العمال.

  • مهربون يتأقلمون

في الربع الأول من عام 2024، عبر 5373 شخصاً المانش بشكل غير قانوني، مقارنة ب3793 شخصاً في العام السابق (+42%)، وهو مستوى قياسي، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية.

ولقي ما لا يقل عن سبعة مهاجرين، بينهم فتاة تبلغ سبع سنوات وفتى يبلغ 14 عاماً، حتفهم في البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى إنجلترا.

من 300 قبل خمس سنوات، ارتفع عدد العابرين إلى ما يقرب من 30 ألف شخص العام الماضي، مع تزايد عدد الركاب لكل قارب.

ومن حيث الجنسية، كان الأفغان الأكثر عدداً في عام 2023، يليهم الإيرانيون والأتراك والإريتريون والعراقيون والسوريون.

ويقول الخبير البريطاني إن التعاون الذي أقامته لندن مع العديد من الدول الأوروبية، لا سيما مع ألبانيا التي انخفض عدد الوافدين من مواطنيها، «أدى إلى نتائج»، لكن لا يجب المبالغة في تقديرها لأن «شبكات المهربين تتكيف باستمرار وتجد مصادر جديدة للتزود بالقوارب».

ويشير نيكولاي بوسنر، المتحدث باسم جمعية مساعدة المهاجرين الفرنسية يوتوبيا 56، إلى أنه «لا يمكن حل مشكلة من خلال معالجة تداعياتها»، مذكراً بأن هذه القوارب ظهرت في عام 2018 للتحايل على تعزيز عمليات التفتيش على الطرق.

ويحذّر من أنه «كلما زادت العقبات، زاد تواجد الشرطة وزادت المخاطرة التي يقدم عليها المهربون».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ar7hcz8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"