عادي

بحر الصين الجنوبي ساحة توترات لا تهدأ.. هل يشعل حرباً؟

14:49 مساء
قراءة 3 دقائق
بحر الصين الجنوبي ساحة توترات لا تهدأ.. هل يشعل حرباً؟
«الخليج» - وكالات
يتبادل الصينيون والأمريكيون كل حين وآخر الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد الى «عسكرة» بحر الصين الجنوبي، الذي تتنازع غالبية الدول المطلة عليه لبسط سيادتها على مناطق منه منذ عدة قرون، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، ولكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الأخيرة، ما زاد من مخاوف المحللين السياسيين والعسكريين من نشوب حرب كبيرة في أي لحظة.
وفي خضم تلك التوترات يقول الأمريكيون إنهم لا ينحازون لطرف ضد آخر في النزاعات الاقليمية، لكنهم ارسلوا مع ذلك سفنهم الحربية وطائراتهم العسكرية إلى المناطق القريبة من جزر متنازع عليها، في عمليات يطلقون عليها اسم «عمليات حرية الملاحة» ويقولون إنها تهدف الى ابقاء طرق الملاحة البحرية والجوية مفتوحة للجميع، وهو ما تنتقده الصين بشكل مستمر وترى فيه انتهاكاً لسيادتها.
  • قمة وتعهد
وعلى الرغم من إعلان الطرف الأمريكي بعدم نيته الإنحياز لأي طرف من الاطراف في المنطقة إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وعد علناً بالدفاع عن الفلبين في حال تعرضها لـ«هجوم» في بحر الصين الجنوبي، وقال خلال لقائه في البيت الأبيض الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الخميس، إن «التزام الولايات المتحدة بأمن اليابان والفلبين لا يتزعزع».
كما أكد بايدن أن «أي هجوم على طائرة أو سفينة أو على القوات المسلحة الفلبينية في بحر الصين الجنوبي سيدفع إلى تنفيذ معاهدة الدفاع المشترك» التي تربط واشنطن ومانيلا، في تحذير واضح لبكين.
وأصدر الرئيس الأمريكي هذا التحذير إلى جانب الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، المدعوين إلى قمة ثلاثية غير مسبوقة في البيت الأبيض، على خلفية حوادث متسلسلة تتعلق بالصين في هذه المنطقة البحرية الحساسة جداً، وقال الديمقراطي البالغ 81 عاماً: «التزام الولايات المتحدة بأمن اليابان والفلبين لا يتزعزع».
وعقد بايدن الخميس في البيت الأبيض قمة غير مسبوقة مع زعيمي اليابان والفلبين لإظهار الدعم لمانيلا التي تشهد علاقاتها مع الصين توتراً شديداً، و في أعقاب مواجهات متكررة بين سفن بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
  • الصين: نتعرض لحملة تشويه
وفي أعقاب تلك القمة وتحركات الصين الولايات المتحدة واليابان بقيادة حملة «تشويه» سمعة ضدها خلال زيارة كيشيدا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، إن واشنطن وطوكيو «هاجمتا الصين بشأن تايوان وقضايا بحرية، وتدخلتا بشكل سافر في الشؤون الداخلية للصين، وانتهكتا بشكل خطير الأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية».
وترتبط الولايات المتحدة باتفاقية دفاع مشترك مع مانيلا، وأعلنت مراراً التزامها «الصارم» الدفاع عن الفلبين ضد أي هجوم مسلح في بحر الصين الجنوبي.
وفي الأشهر الأخيرة، بلغت التوترات بين الصين والفلبين، اللتين تؤكدان مطالبهما الإقليمية، مستويات غير مسبوقة منذ سنوات، ويعود السبب لسلسلة حوادث منذ نهاية عام 2023 قرب شعاب مرجانية متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
والشهر الماضي، وقع حادثا تصادم بين سفن صينية وفلبينية قرب جزيرة توماس الثانية التي تطلق عليها الصين اسم ريناي.
وانتقدت بكين الجمعة، الولايات المتحدة والفلبين واليابان غداة القمة التي عقدها زعماء الدول الثلاث في واشنطن، مؤكدة «قانونية» تحركاتها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في بكين ماو نينغ إن «الصين تعارض بشدة، أي سلوك يثير أو يضع خططاً لنزاعات، ويلحق ضرراً بأمن الدول الأخرى ومصالحها الاستراتيجية».
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي دوري على أن بكين «تعارض بشدة الانخراط في حلقات مغلقة تستثني آخرين في المنطقة».
وأضافت «يمكن لليابان والفلبين طبعا تنمية علاقات طبيعية مع دول أخرى، لكن لا يجدر بهما دعوة المعارضة الفئوية إلى المنطقة، ناهيك عن الانخراط في تعاون ثلاثي على حساب الإضرار بمصالح دولة أخرى».
وسألت «اذا لم يكن ذلك تشهيراً وهجوماً على الصين، فما هو؟».
وتطالب الصين بالسيادة على مياه بحر الصين الجنوبي بكاملها تقريبا، متجاهلة مطالبات دول أخرى في جنوب شرق آسيا بينها الفلبين، وحكم دولي بألا أساس قانونيا لموقفها.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية على أن «تحركات الصين في بحر الصين وبحر الصين الجنوبي هي ملائمة وقانونية وغير قابلة للانتقاد».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3u225fp7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"