عادي

بين مطرقة الرصاص الروسي وسندان العواصف.. قطاع الكهرباء الأوكراني يحتضر

16:37 مساء
قراءة 4 دقائق
الكهرباء-في-أوكرانيا
«الخليج» - وكالات
مع تقدم عمر الحرب في أوكرانيا، وبلوغ أصوات أنين الأوكرانين المتضررين من الانقطاع المتواصل للكهرباء عنان السماء جراء الضربات المتواصلة لروسيا على شبكات الطاقة في بلد يستحيل العيش فيه من دون منظومة تدفئة قوية، تزداد معاناة آلاف الأوكرانيين؛ إذ ألحقت عواصف وأمطار غزيرة الثلاثاء، أضراراً شديدة بالبنى التحتية للطاقة الكهربائية يمكن تودي بها على شفا الاحتضار بجانب الحرب.
وتسببت العواصف الليلية في زيادة الضغط على منظومة الطاقة الهشة في أوكرانيا التي تعاني جرّاء قصف روسي شبه مستمر منذ الأسابيع الثلاثة والنصف الماضية.
و«بسبب سوء الأحوال الجوية انقطعت إمدادات الطاقة عن 173 قرية في أربع مناطق»، بحسب وزارة الطاقة الأوكرانية.
وأضافت أنه في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط) الأكثر تضرراً، قُطعت الكهرباء عن أكثر من 15 ألف شخص في 96 بلدة وقرية.
وقالت «ديتك» إحدى كبريات شركات الطاقة، إن مهندسيها عملوا «طوال الليل وفي الصباح» لإعادة التيار إلى المنطقة. وأضافت، «نبذل قصارى جهدنا لإعادة الكهرباء إلى جميع المنازل بحلول نهاية اليوم».
وقبل أسابيع نبّه مشغل الشبكة الوطنية «أوكرينرغو» إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى إصلاح نظام الطاقة بالكامل وسط هجمات روسية قاتلة.
  • القصف الروسي
وشنت موسكو هجوماً كبيراً بالصواريخ والمسيّرات على شبكة الكهرباء الأوكرانية في 22 آذار/مارس، وتواصل ضرباتها منذ ذلك الحين، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص.
وقالت كييف منذ ثلاثة أسابيع، إن روسيا شنت أكبر هجوم بصواريخ وطائرات مسيرة على البنية التحتية للطاقة في البلاد منذ اندلاع الحرب، وأصابت أكبر سد في البلاد، وتسبّبت في انقطاع الكهرباء في عدة مناطق.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 88 صاروخاً و63 طائرة أُسقط منها 37 صاروخاً و55 طائرة مسيرة فقط، وهو معدل أقل من المعتاد وربما يعكس الاستخدام الواسع النطاق للصواريخ الفرط الصوتية والباليستية التي يصعب إسقاطها.
وقالت شركة (أوكرهيدرو إنرجو)، وهي شركة الطاقة الكهرومائية الحكومية الأوكرانية، إن سد محطة دنيبرو الكهرومائية في زابوريجيا جنوب البلاد تعرض هو وهياكله الهيدروليكية لهجمات، واستبعدت خطر انهيار السد.
وذكرت «هناك حريق في المحطة حاليا. تعمل أجهزة الطوارئ وعمال الطاقة في الموقع للتعامل مع آثار ضربات جوية عديدة».
وقال، جيرمان جالوشينكو، وزير الطاقة الأوكراني، إن هذا هو أكبر هجوم على البنية التحتية للطاقة بأوكرانيا.
وكتب على فيسبوك: «الهدف ليس إلحاق أضرار فحسب، بل تكرار محاولة العام الماضي لإحداث خلل واسع النطاق في منظومة الطاقة بالبلاد».
وقال مسؤول رئاسي كبير في أوكرانيا، إن أكثر من مليون مستهلك للطاقة في أنحاء أوكرانيا انقطعت عنهم الكهرباء بعد الغارات الجوية الروسية على مرافق الطاقة.
وذكر، أوليكسي كوليبا، نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن الهجمات تسببت في انقطاع الكهرباء عن نحو 700 ألف من سكان منطقة خاركيف شرق البلاد ومن لا يقلون عن 200 ألف في منطقة أوديسا جنوب البلاد، و200 ألف آخرين في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرق البلاد، و110 آلاف في منطقة بولتافا وسط البلاد.
لكن شركة أوكرينرجو المشغلة لشبكة الكهرباء قالت، إن شبكة الطاقة في أوكرانيا تتلقى دعماً عاجلاً من بولندا ورومانيا وسلوفاكيا.
وندد زيلينسكي، الذي حث في الأيام الماضية الحلفاء الغربيين على توفير المزيد من الدفاعات الجوية، بالهجوم وقال، إن العمل جارٍ لإصلاح إمدادات الطاقة في تسع مناطق.
وكتب زيلينسكي: «روسيا تشن حرباً على حياة الناس. عزائي للأسر والأحباء الذين قُتلوا في هذا العمل الإرهابي».
وأضاف: «يرى العالم بكل وضوح أهداف الروس: محطات الكهرباء وخطوط إمدادات الطاقة وسد كهرومائي والمباني السكنية العادية، بل وإحدى الحافلات الكهربائية».
وتنفي روسيا تعمد استهداف المدنيين، إلا أن الحرب التي بدأتها موسكو بالغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص، وتشريد الملايين وتدمير بلدات ومدن أوكرانية.
وتقول موسكو، إن الهجمات على البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا هجمات مشروعة تهدف إلى إضعاف جيش العدو.
وقال، إيهور تيريخوف، رئيس بلدية خاركيف، بشرق أوكرانيا، إن إشارات المرور في ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا تعطلت بسبب الضربات على منشآت الطاقة.
ونقلت هيئة البث العامة الأوكرانية عن شركة دي.تي.إي.كيه، أكبر شركة طاقة خاصة في البلاد، القول، إن روسيا شنت هجوماً كبيراً على منشآت الطاقة، وقصفت بعض محطات الطاقة الحرارية التابعة للشركة.
وأضافت هيئة البث أن الشركة حذرت من انقطاع التيار الكهربائي في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرق البلاد.
  • التسلح بالنووي

وفي محاولة منها لتعويض النقص بدأت أوكرانيا أعمال بناء مفاعلين بتصميم أمريكي في منشأة للطاقة النووية بغرب البلاد عقب هجمات روسية مدمرة على شبكة الكهرباء لديها.
ووضع عمال في محطة خميلنيتسكي للطاقة النووية، الخميس الماضي، حجر الأساس للمفاعلين اللذين سيستخدمان تكنولوجيا أمريكية ووقوداً مصدره أمريكي، بينما رفرفت أعلام أوكرانية وأمريكية في الموقع.
وطلبت شركة الطاقة النووية الأوكرانية «إنرغوأتوم» عدم الكشف عن المشروع قبل اليوم السبت؛ لمخاوف أمنية مرتبطة بهجمات روسية.
ويهدف المشروع إلى تعزيز أمن الطاقة الأوكرانية، وخفض اعتمادها على التكنولوجيا النووية الروسية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/9w6ztdx6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"