عادي

ماري كننغهام آجي: إرادة وتألق في عالم الأعمال

22:03 مساء
قراءة 3 دقائق
1
إعداد: أحمد البشير

ماري كننغهام آجي، تلك السيدة الأمريكية القوية والمبدعة، صاحبة البصيرة والإرادة الصلبة، ازدهرت في عالم الأعمال بشكل استثنائي خلال الثمانينيات. كانت من النساء القلائل اللاتي وصلن إلى قمة الإدارة العليا في شركات «فورتشن 100»، محققة بذلك إنجازاً فريداً في زمانها. ولم تكتفِ بذلك فحسب، بل اعتُبرت أيضاً واحدة من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة خلال فترة زمنية مهمة بين عامي 1981 و1982.

بعيداً عن عالم الأعمال الرائع، تتربع كننغهام على منصب شريكة إدارية في مؤسسة «سيمبر الخيرية»، حيث تسعى جاهدة إلى خدمة المجتمع وتمكين الفئات الأكثر احتياجاً. ولكن لم تقتصر بطاقاتها الإنسانية الرائعة على ذلك، بل أسست أيضاً شبكة الرعاية «تي إن إن»، وهي مؤسسة خيرية دولية تسعى لدعم وتمكين الطبقات المهمشة في مجتمعنا.

وُلِدَت في الفاتح من شهر سبتمبر من عام 1951 في بلدة «فالماوث» بولاية مين، من والدين أمريكيين من أصول إيرلندية. كانت الحياة تجمعها مع إخوتها في هذه البلدة الصغيرة، إلى أن جاء يوم تغيير حياتها عندما كانت في الخامسة من عمرها، حيث انفصل والديها، فانتقلت مع والدتها وإخوتها للعيش في مدينة «هانوفر» بولاية نيو هامبشاير.

وبين جدران مدرسة هانوفر الثانوية، حصلت ماري على تعليمها الأوّلي وصقلت شخصيتها، حتى وصلت إلى عام 1969 حينما تخرجت. وبعدها، قررت مواصلة دراستها الجامعية في كلية «نيوتن للقلب المقدس»، التي اندمجت لاحقًا مع كلية بوسطن في ولاية ماساتشوستس. وعلى إثر ذلك، فازت ماري بمنحة دراسية كاملة للالتحاق بكلية «ويليسلي»، فانتقلت إليها في السنة الثانية من مسيرتها الأكاديمية، حيث استمرت في بناء مستقبلها الواعد وتحقيق أحلامها.

وبعد تخرجها في كلية «ويليسلي» في عام 1973، حاولت فهم تقاطعات القانون والأخلاق في كلية «ترينيتي» بدبلن، حيث حصلت على زمالة «سلاتر» لدراسة هذا المجال الشاسع.

في عام 1979، أضافت زخماً جديداً لمسيرتها الاحترافية بحصولها على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال والتمويل من كلية «هارفارد». وبعد تلك الإنجازات الأكاديمية البارزة، خطت ماري بثقة في عالم الأعمال، حيث عملت في قسم الخدمات المصرفية للشركات في بنك «تشيس مانهاتن» وفي قسم تمويل الشركات في «سالومون براذرز». وكانت قمة تلك الرحلة المهنية هي توليها منصب المساعدة للرئيس التنفيذي لشركة «بنديكس»، ويليام أجي، بعد حصولها على درجة الماجستير.

وفي شركة «بنديكس»، تألقت ماري كننغهام آجي بسرعة، حيث تم ترقيتها إلى منصب نائبة رئيس التخطيط الاستراتيجي. لكن في أكتوبر 1980، وُجِهت لها اتهامات علنية بوجود علاقة عاطفية مع الرئيس التنفيذي، وليام أجي، مما دفعها للاستقالة من منصبها.

وبعد ذلك، وجدت كننغهام فرصة جديدة في شركة «جوزيف سيغرام أند صونز»، حيث قبلت منصب نائب الرئيس للتخطيط الاستراتيجي، وكانت تقدم تقاريرها لكل من الرئيس فيل بيكمان والمدير التنفيذي إدغار برونفمان. وفي غضون عام واحد فقط، تمت ترقيتها إلى منصب نائبة الرئيس التنفيذي للشركة الجديدة.

انفصلت كننغهام عن زوجها الأول، هوارد جراي، الذي كان يعمل مديراً مالياً، في عام 1980. وفي يونيو 1982، تزوجت من وليام أجي. وبعد 35 عاماً من الزواج، قدم أجي طلباً للطلاق من كاننغهام، ورغم أنه لم يتم الانتهاء من الأمر بسبب وفاته في ديسمبر 2017.

حصلت ماري كننغهام آجي على العديد من درجات الدكتوراه الفخرية من مختلف الجامعات والكليات المرموقة، بما في ذلك جامعة الفرنسيسكان في ستوبنفيل، وكلية لويولا، وكلية ستونهيل، وكلية فرانكلين بيرس، وكلية تشيستنت هيل، وكلية نوتردام، ومدرسة الدومينيكان للفلسفة واللاهوت في بيركلي.

كما حازت جائزة العدالة الاقتصادية من رابطة العمل من أجل المساواة النسائية، ونالت ميدالية الشرف المئوية من كلية الحقوق بجامعة كولومبوس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhr89bp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"