ترقب لنتائج «أمازون» و«أبل»

تحليق الأسهم يتأرجح أمام عاصفة توقعات مخيبة للآمال

28 أبريل 2024

22:01 مساء

قراءة 4 دقائق

متعاملون في بورصة نيويورك (رويترز)

إعداد: خنساء الزبير

لم تترك الأسهم الأمريكية ذات التقييم العالي سوى قدر ضئيل للمستثمرين لتحمل خيبة الأمل، ما يزيد المخاطر قبيل التقارير المقررة هذا الاسبوع من اثنين من عمالقة أسهم التكنولوجيا والنمو.

وكانت التقارير القوية الصادرة الخميس من مايكروسوفت وألفابت، الشركة الأم لغوغل، قد أسهمت في دفع المؤشر «اس آند بي500» نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية له منذ أوائل نوفمبر وذلك عقب أول تراجع بنسبة 5% لهذا العام. وارتفع هذا المؤشر بنحو 7% في عام 2024 و24% منذ أواخر أكتوبر.

لكن المستثمرين تواجهوا بآثار التوقعات المخيبة للآمال من ميتا بلاتفورمز وانخفض سهم الشركة، وهي الأم لفيسبوك، بأكثر من 10% يوم الخميس عقب صدور تقريرها. وأدت محاذير المبيعات إلى انخفاض أسهم كاتربيلر الصناعية الرائدة بنسبة بلغت 7%.

وعلى نطاق أوسع فإن شركات المؤشر التي تجاوزت تقديرات أرباح المحللين لهذا الربع شهدت تفوق أداء أسهمها بمتوسط 0.2% فقط، حسبما قال استراتيجيو «جيه بي مورغان».

وعلى النقيض من ذلك فإن الشركات التي خالفت تقديرات الأرباح تراجعت أسهمها بمتوسط 4%، وهو أكبر أداء ضعيف من نوعه منذ ثماني سنوات على الأقل.

وهناك المزيد من تقارير الأرباح التي ستصدر هذا الاسبوع من مجموعة الشركات المسماة «السبع الكبار» التي دفعت الأسواق إلى الارتفاع العام الماضي ومنها «أمازون» التي ستعلن تقريرها الثلاثاء و«أبل» الخميس.

ويوم الأربعاء سيصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي أحدث بيان له يتعلق بالسياسة النقدية بعد اختتام اجتماعه الذي استمر يومين.

ويعتقد البعض أن ارتفاع السوق، الذي كان بلا هوادة تقريباً، خلال الأشهر الستة الماضية جعل المستثمرين أقل تحملاً لانتكاسات الأرباح.

ويتم تداول المؤشر «اس آند بي500» بمعدل 20 ضعفاً لتقديرات الأرباح الآجلة، وهو أعلى بكثير من متوسطه التاريخي البالغ 15.7، وفقاً بيانات مجموعة بورصة لندن.

وكان الاستراتيجيون في بنك جيه بي مورغان قد حذروا، وفقاً لرويترز من أن التفوق المحتمل للأرباح قد لا يؤدي إلى ارتفاع الأسهم خلال موسم النتائج نظراً لسوق الأسهم القوية بالأساس التي سبقت موسم الأرباح، ولاستمرار اتخاذ المراكز. ويقولون إن ردود فعل أسعار الأسهم في الولايات المتحدة ظلت بالفعل مخيبة للآمال حتى الآن.

وارتفعت أسهم تيسلا بنسبة 12% في وقت سابق من الأسبوع بعد أن ذكرت الشركة أنها ستقدم نماذج جديدة بحلول أوائل عام 2025.

وعزا بعض المستثمرين ذلك إلى تصيد الصفقات بعد عمليات بيع مؤلمة هذا العام، ما ترك الأخبار الجيدة تتراجع كثيراً.

وتظل أسهم تيسلا منخفضة بأكثر من 30% لهذا العام.

ارتفاع عوائد سندات الخزانة

قد يكون ارتفاع عوائد سندات الخزانة عاملاً آخر في التأثير على الأسهم لأن الأرباح المستقبلية المتوقعة للشركات يتم خصمها بشكل كبير في نماذج المحللين عندما ترتفع عوائد السندات، حيث يمكن للمستثمرين الآن الحصول على مكافأة أعلى من هذه الديون الحكومية الخالية من المخاطر.

وهذا الأسبوع بلغ العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 4.74%، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل نوفمبر بعد ظهور المزيد من الأدلة على تضخم أقوى من المتوقع.

ومع ذلك، وبشكل عام، تجاوزت 78% من الشركات المدرجة على «اس آند بي500» تقديرات أرباح المحللين للربع الأول، مع ارتفاع الأرباح بنسبة 5.6% عن العام السابق، حسبما ذكرت رويترز نقلاً عن تقرير مجموعة بورصة لندن الصادر يوم الجمعة.

ويرى الخبراء أن النتائج القوية للشركات أصبحت أكثر أهمية حيث أدى ارتفاع عوائد سندات الخزانة وبقاء التضخم إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن الأسهم.

ويمكن أن تتراجع الأرباح إذا استمرت عوائد السندات في الارتفاع أو ظلت بيانات التضخم أقوى من المتوقع.

وفي حين أن المستثمرين لا يتوقعون أي إجراء بشأن سعر الفائدة من الفيدرالي في اجتماع الأسبوع المقبل، إلا أنهم سوف يستمعون إلى رؤى البنك المركزي بشأن الأدلة الأخيرة على تضخم أقوى من المتوقع.

وتلاشت التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة، التي كانت المحرك الرئيسي للارتفاع، عقب ظهور علامات القوة الاقتصادية والتضخم الثابت.

وأظهرت أسواق العقود الآجلة يوم الجمعة أن المستثمرين يسعرون بتخفيضات أسعار الفائدة بمقدار 35 نقطة أساس فقط لعام 2024، مقارنة بأكثر من 150 نقطة تم تسعيرها في يناير.

وقال سكوت رين، كبير استراتيجيي السوق العالمية في معهد ويلز فارغو للاستثمار، إن الأرباح كانت إيجابية لكن ما يثير قلق السوق أكثر، بحسب اعتقاده، هو التضخم وما سيقوم به بنك الاحتياطي الفيدرالي حيال ذلك.

أهم الأحداث الاقتصادية خلال الأسبوع (توقيت شرق الولايات المتحدة)