عادي

موسكو تمد نيامي بالعدة والعتاد.. هل تعيد النيجر تشكيل خريطة حلفائها ؟

16:42 مساء
قراءة 3 دقائق
دعم عسكري من موسكو إلي نيامي.. هل تعيد النيجر تشكيل خريطة حلفائها ؟

«الخليج» - وكالات

وصل مدربون روس جدد، السبت، إلى نيامي التي سلموها دفعتين من المعدات العسكرية نُقلت في طائرتي شحن، بعد أقل من شهر على وصول أول مجموعة مدربين، على ما ذكر التلفزيون الرسمي في النيجر ليل السبت الأحد، في خطوة يري محللون أنها بمثابة سحب آخر قدم للنيجر الدولة الغنية باليورانيوم من المعسكر الغربي.

وقالت قناة «تيلي ساحل» إنه «خلال أقل من شهر، استأجرت روسيا ثلاث رحلات شحن لنقل» معدات عسكرية «مختلفة» وأقلت «عدداً من المدربين من الجيش الروسي إلى نيامي».

في 10 نيسان/إبريل، وصلت أول مجموعة ضمت حوالي مئة مدرب روسي إلى العاصمة، وسلمت أول دفعة من أنظمة الدفاع الجوي.

وكانت موسكو وسعت نفوذها في إفريقيا عبر إرسال مجموعة فاغنر العسكرية الروسية منذ العقد الأول من الألفية، وبعد فشل تمرّد المجموعة على القيادة في موسكو في حزيران/يونيو وإعادة تنظيمها تحت مظلة الكرملين، باتت قواتها في القارة تعرف باسم «فيلق إفريقيا»،وأكد فيلق إفريقيا وصوله إلى البلاد.

وأوضح التلفزيون أنه «لم يكن لديه تصريح ببث» وصول الرحلة الثانية «لأسباب تتعلق بالأمن القومي» مشيراً إلى أن الرحلة الثالثة، «إلى جانب المعدات العسكرية والمدربين، نقلت أيضاً كمية كبيرة من المنتجات الغذائية المتنوعة إلى النيجر»، ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية عن مصادر نيجرية أن «سفينة شحن إنسانية مقدمة من روسيا وصلت النيجر».

وأضافت أن «عملية تفريغ المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية جرت أمام أسوار القاعدة التي لا يزال يتمركز فيها الجيش الأمريكي».

والخميس، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن جنوداً روساً يتمركزون في قاعدة جوية في النيجر تنتشر فيها أيضا قوات أمريكية.

في آذار/مارس، ندد المجلس العسكري الحاكم في النيجر منذ انقلاب 26 تموز/يوليو 2023، باتفاقية التعاون العسكري المعمول بها مع واشنطن، معتبراً أنها «فرضت من جانب واحد» وأن الوجود الأمريكي أصبح الآن «غير شرعي»، ومنتصف نيسان/إبريل، وافقت واشنطن على سحب جنودها الذين يتجاوز عددهم ألف عسكري من البلاد.

وأكدت وزارة الداخلية في نيامي أن واشنطن ستقدم «مشروعاً» بشأن «ترتيبات انسحاب» قواتها المنتشرة في النيجر.

المعسكر الغربي

كانت النيجر على مدى أعوام شريكة لدول غربية أبرزها فرنسا في مواجهة التنظيمات المسلحة في منطقة الساحل، لكنها بدّلت وجهتها نحو روسيا منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بازوم أواخر تموز/يوليو الماضي.

كما شهدت العلاقات النيجرية الأمريكية خلال العقد الماضي تطوراً ملحوظاً، خاصة في مجال الأمن الإقليمي، فقد تم توقيع اتفاقية عسكرية بين البلدين في يوليو/تموز 2012، حيث أُسست قاعدة جوية في أغاديس بتكلفة 100 مليون دولار، وافتتحت في 2016 تحت اسم «قاعدة النيجر الجوية 201».

هذه القاعدة، إلى جانب «القاعدة الجوية 101» في نيامي، كانت تساعد في دعم العمليات الاستخباراتية ومراقبة الجماعات المسلحة.

ولكن توترت هذه العلاقات في أعقاب الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2023 الذي أزاح الرئيس محمد بازوم، فقد دانت الولايات المتحدة الانقلاب، ووجدت نفسها في مأزق بين الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية ودعم عودة الديمقراطية.

وتعقد الوضع أكثر في مارس/آذار 2024 عندما ألغت حكومة النيجر الاتفاق العسكري مع الولايات المتحدة، بعدما حذرت الأخيرة النيجر -بلهجة تهديدية- من تقاربها لكل من روسيا وإيران.

وبررت النيجر إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، عدا التعالي الأمريكي، بأن وجود القوات الأمريكية على أرضها يخرق الأعراف الدستورية، والتي تستلزم موافقة الشعب عبر ممثليه المنتخبين لاستضافة قوات أجنبية.

كما أن الاتفاقية، التي تم فرضها من جانب واحد وشفوياً من قبل الولايات المتحدة، لم تفرض أي التزامات على القوات الأمريكية لدعم النيجر في مكافحة الإرهاب، بل تركت هذا الدعم لتقديرها الخاص، مما أدى في بعض الأحيان إلى ترك النيجر تواجه التهديدات الإرهابية بمفردها.

في تطور ملموس، بعد وصول طائرة «إيليوشين-76» النيجر تماشياً مع نشر الفيلق الإفريقي الروسي الذي سيتم نشره في 5 دول، بما في ذلك النيجر، أكّد المدربون الروس الذين وصلوا إلى النيجر على دورهم في تدريب الجيش النيجري وتطوير التعاون العسكري بين البلدين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycx553z9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"