عادي
تل أبيب تعاقب «السلطة» وتلغي قانون «فك الارتباط»

اعتراف ثلاثي أوروبي بدولة فلسطين يغضب إسرائيل

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1
فتاة فلسطينية تحمل علباً لجمع المياه في منطقة دمرتها الغارات الإسرائيلية في خان يونس
1
رئيس الوزراء الإيرلندي (وسط) خلال إعلان الاعتراف بدولة فلسطين
1
سانشيز يتوجه للبرلمان الإسباني بعد قراره الاعتراف بالدولة الفلسطينية
1
رئيس الوزراء النرويجي خلال إعلان الاعتراف بدولة بفلسطين

أعلنت إسبانيا وإيرلندا والنرويج، أمس الأربعاء، بشكل مشترك ومنسق قرارها الاعتراف بدولة فلسطين، اعتباراً من 28 مايو/ أيار الحالي، داعية الدول الأخرى بالمثل، فيما أعربت إسرائيل عن غضبها من هذه الخطوة، معتبرة أنها «تؤجج فقط التطرف وعدم الاستقرار»، وأعلنت على الفور استدعاء سفرائها في إيرلندا والنرويج ومدريد «للتشاور»، بينما أعلن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت إلغاء قانون فك الارتباط بالكامل في شمال الضفة الغربية، ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريش، إلى بناء مستوطنة جديدة مقابل كل دولة تعترف بها، في حين أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن معارضته «الاعتراف أحادي الجانب» بدولة فلسطين.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أمام مجلس النواب: «إنها اللحظة المناسبة لترجمة الأقوال إلى أفعال، ولنقول لملايين الفلسطينيين الأبرياء الذين يعانون: إننا إلى جانبهم وإن هناك أملاً». واتهم سانشيز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتسبب في «الألم والدمار والضغينة»، ما يعرض حل الدولتين «للخطر». وكان رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستور أول من أعلن، أمس الأربعاء، عن قرار الاعتراف هذا الذي سيكون سارياً اعتباراً من 28 أيار/ مايو. وقال: «علينا أن نحيي الخيار الوحيد الذي يمنح حلاً سياسياً للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء: دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن»، داعياً «بشدة» الدول الأخرى إلى القيام بالمثل. وبعد فترة وجيزة في دبلن، اعتبر نظيره الإيرلندي سايمن هاريس أن حل الدولتين هو «الطريق الوحيد الموثوق لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل وفلسطين»، معلناً اعتراف إيرلندا بفلسطين. ومن المتوقع أن تنضم دول أوروبية أخرى إلى المبادرة المشتركة لمدريد ودبلن وأوسلو. ووصفت منظمة التحرير الفلسطينية الأمر ب «اللحظات التاريخية»، وحيا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قرار الدول الثلاث الاعتراف بدولة فلسطين، وقال في بيان: إنه «يرحب عالياً بالخطوة المهمة» التي اتخذتها الدول الثلاث. كما رحبت مصر بالقرار ودعت الدول التي لم تتخذ بعد هذه الخطوة الى أن تحذو حذو الدول الأوروبية الثلاث. وكذلك رحب الأردن بالقرار، معتبراً أنها «خطوة مهمة وأساسية نحو حل الدولتين». كما رحّبت السعودية وقطر ومجلس التعاون الخليجي بقرار الدول الثلاث، داعيةً سائر الدول إلى القيام بالخطوة نفسها.

ومن جانبه، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتراف الدول الثلاث،  وقال: إن إسرائيل لن تتراجع عن تحقيق النصر في حرب غزة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: «أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات». وبحسب كاتس فإن «الخطوات المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة، وإذا نفذت إسبانيا وعودها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فسوف تتخذ خطوات ضدها».

ومن جانبه، أكد غالانت أن قانون إلغاء فك الارتباط سيطبق على كافة المستوطنات التي تم إخلاؤها في شمال الضفة. وسيسمح قانون إلغاء «فك الارتباط» في شمالي الضفة بعودة المستوطنين إلى 4 مستوطنات تم تفكيكها هي«غانيم» و«كاديم» و«حوميش» و«سانور» بالضفة الغربية. وخطة «فك الارتباط» هي خطة أحادية الجانب نفذتها حكومة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أرئيل شارون في صيف 2005، وأخلت بموجبها المستوطنات ومعسكرات الجيش في قطاع غزة، إضافةً إلى 4 مستوطنات شمالي الضفة.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن سموتريش في رسالة إلى نتنياهو، وفق الصحيفة، الموافقة على عقد لجنة التخطيط والبناء في الضفة الغربية للمصادقة على بناء 10 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية، بما فيها المنطقة E1، والموافقة في الكبينيت على بناء مستوطنة مقابل كل دولة تعترف بالدولة الفلسطينية. كما طالب بإلغاء الاتفاق مع النرويج في موضوع تحويل أموال المقاصة الفلسطينية، وتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية وسحب بطاقات كبار الشخصيات الرفيعة في السلطة الفلسطينية، وأبلغ سموتريش نتنياهو بوقف تحويل أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية حتى إشعار آخر.

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس بايدن يعارض «الاعتراف أحادي الجانب» بدولة فلسطين، وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون: إن بايدن «مؤيد قوي لحل الدولتين وكان كذلك طوال مسيرته»، وأضافت أنه «يعتقد أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يتحقق من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وليس من خلال اعتراف أحادي الجانب».

وفي باريس، رأى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أنّ الاعتراف بدولة فلسطين «ليس من المحظورات» بالنسبة لفرنسا لكن باريس تعتبر أن الظروف غير متوافرة «الآن ليكون لهذا القرار تأثير فعلي» على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.  (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypj9u63u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"