تعليم مبكر عالي الجودة

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

مازال البعض ينظر إلى الحضانة باعتبارها مجرد مكان يلجأون إليه لترك أطفالهم الصغار خلال دوام عمل الأم أو لتعويدهم على الاختلاط بالعالم الخارجي، مع كبار من غير معارفهم من الأهل والعائلة، وأطفال في مثل سنّهم.. بينما الحضانة هي المرحلة التأسيسية التي يبدأ الصغار خلالها في اكتساب مهارات وتعلّم الحروف واللغات وأصول التعامل مع الآخرين والانفصال عن الأهل لبدء مراحل تكوين الذات والوعي ومعنى تحمّل المسؤولية والتواصل مع العالم الخارجي وفق الأصول والأخلاق وتعلّم معنى الانضباط والالتزام.. ومن هنا أيضاً تبدأ مراحل اكتشاف قدرات الأطفال ودرجة استيعابهم وتنمية المواهب..

الحضانة ليست مجرد مكان يؤوي الصغار، ولا التعليم في هذه المرحلة مجرد تضييع وقت وتسلية تبعد الملل عن الصغار وتشغلهم خلال انشغال الوالدين في العمل.. هي الاحتكاك الأول بالعالم «الغريب» وبكل «الغرباء» الذين قد يشكّلون حالة من الخوف لدى الصغار لاعتقادهم بأن هذا العالم يبعدهم عن الأم والأب؛ وهي الخطوة الأولى للأطفال نحو عالم الكبار، حيث تبدأ رحلتهم بشكل خفيف ولطيف مع التربية والتعليم، لذلك من المهم جداً أن تكون هذه المؤسسات الحاضنة للأطفال مؤهلة على أعلى مستوى لتحمل مسؤولية تربية وتعليم وتوجيه ورعاية الأطفال، إنما للأسف نصادف أحياناً من يتعامل مع الحضانة باعتبارها مشروعاً تجارياً ليس أكثر.

هيئة الشارقة للتعليم الخاص أطلقت مشروع «زيارات مراجعة تحسين الحضانات»، لدعم وتطوير قطاع التعليم المبكر، الشارقة الحاضنة لكل مشروع ينمّي الفكر والمواهب ويزرع حب التعليم والقراءة والابتكار والفنون لدى الأطفال، لا تتوانى لحظة عن البحث عن كل ما يدعم خططها التعليمية والتوعوية، وهي إذ تضع من أولوياتها تنشئة الأجيال الجديدة بشكل سليم وتضع الأسرة وشؤونها على رأس قائمة اهتماماتها، تعتزم اليوم تحسين أوضاع كل الحضانات ال ١٤١ الموجودة في الإمارة، من خلال هذا المشروع الذي يوفر فرص تعليمية عالية الجودة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، «باعتبارها من أهم المراحل التعليمية، ومرتكزاً أساسياً لجميع المراحل التعليمية اللاحقة»، علاوة على توفير الدعم اللازم للكوادر التعليمية والإدارية العاملة في الحضانات.

مشروع «زيارات مراجعة تحسين حضانات الشارقة» هو مشروع يثلج قلوب أولياء الأمور من خلال توفير الرعاية اللازمة والرقابة التربوية والتعليمية التي تدفع إلى رفع مستوى الحضانات باعتباره مشروعاً يضمن تحسين جودة التعليم ويدعم الكوادر التعليمية والإدارية العاملة في الحضانات، فضلاً عن تعزيز دور أولياء الأمور الذين يلعبون دوراً أساسياً في العملية التعليمية والتربويّة لأطفالهم، حيث من الضروري جداً أن يتوفر الانسجام بين ما يتلقاه ويتعلمه الطفل في الحضانة وما يتعلمه من أهله في البيت.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3baj7rsz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"