إعداد: خنساء الزبير
تحتل الدولة الواقعة في أقصى غرب إفريقيا مساحة هائلة من منطقة الساحل، وهي تمتد من أطراف الغابات الغينية إلى الصحراء الكبرى، وتوفر الكثير من الوجهات الرائعة. ومثال ذلك العاصمة داكار تلك المدينة الملأى بالأسواق الصاخبة، وموانئ سانت لويس، التي تعج بالسفن والأروقة ذات الطراز الباريسي. وفي البرية، يتوفر الكثير مما يناسب المسافر؛ بدءاً من القنوات المتعرجة لنهر غامبيا إلى الشواطئ المتلألئة على الساحل وإمكانية مشاهدة الحيوانات البرية والمجتمعات الريفية.
دكار
تمددت داكار، عاصمة البلاد الواقعة في شبه جزيرة كاب فيرت، بشكل كبير حتى أصبحت الآن تمتد شرقاً إلى السهول الترابية القاحلة، وبها الأرصفة البحرية على رصيف الميناء في مزيج من السفن التجارية النابضة بالحياة والأسواق، التي تفوح منها رائحة الأسماك.
والميناء هو ما دفع إلى تنامي عدد السكان ومساحة المدينة كما أنه أضفى عليها تعددية ثقافية ونشاطاً حركياً. وعند زيارة المدينة يوصى بالذهاب إلى متحف الفنون الإفريقية الشهير، وأسواق التطريز الإفريقية، وأكشاك الفول السوداني المحمص حول سوق سانداجا البري.
ولا ينبغي للزوار أن يفوّتوا زيارة إيل دو جوريه، أحد مواقع التراث التابعة لليونسكو. ومن يرغب في الذهاب إلى مكان بعيد فإن جزر مادلين هي المكان المثالي. وليس هناك مكان أفضل لشراء الهدايا التذكارية من سوق HLM، في حين أن سوق سانداجا هو المكان المناسب للتوجّه لشراء المنحوتات الخشبية.
وتقع بحيرة لاك روز على بعد نحو 18 ميلاً من وسط مدينة داكار، وهي بحيرة مالحة بالقرب من المحيط الأطلسي. ويجذب محتوى الماء العالي الملوحة طحالب تمنحها لونها الوردي، والذي يكون أكثر وضوحاً من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى يونيو/ حزيران، خلال موسم الجفاف.
وإيل دو غوريه هي جزيرة صغيرة في المحيط الأطلسي، وهي أيضاً منطقة أو دائرة في مدينة داكار، ولا توجد سيارات في الجزيرة، ويمكن الوصول إليها عن طريق القوارب أو العبارة.
والجزيرة أكثر هدوءاً من الشوارع المزدحمة في البر الرئيسي داكار، مع منطقة وسط المدينة ذات الهندسة المعمارية، التي تشمل المطاعم والمحلات التجارية.
وهناك العديد من الأسواق المحلية، التي تعرض الأعمال الفنية والحرفية والهدايا التذكارية الأخرى للبيع.
بوبنجويني
قرية ساحلية تشتهر بجمالها الطبيعي ومجتمعها المحلي المرحب. وتوفر هذه الوجهة المثالية مزيجاً من الشواطئ البكر والمنحدرات الخلابة والتجارب الثقافية النابضة بالحياة؛ ويتوافد الزوار لتجربة الهدوء والسكينة الموجودة في هذه الجنة البكر.
ويعد شاطئها المذهل أحد أفضل مناطق الجذب السياحي برماله الذهبية ومياهه الكريستالية الصافية، فهو يدعو الزائر للاسترخاء والراحة؛ وسواء كان الهدف السباحة أو التمتع بأشعة الشمس، يوفر الشاطئ خلفية مثالية لقضاء يوم سعيد بجوار المحيط.
وبالنسبة لعشاق الطبيعة، فإن زيارة محمية الطيور أمر لا بد من مشاهدته حيث تتميز هذه المنطقة المحمية بتنوع غني من أنواع الطيور، بما في ذلك طيور النحام والبجع واللقالق.
ويعد الانغماس في الثقافة المحلية أحد المعالم البارزة الأخرى لزيارة المنطقة. وتستضيف القرية مهرجاناً موسيقياً سنوياً يعرض الموسيقى والرقص السنغالي التقليدي، مما يوفر فرصة فريدة لمشاهدة الاحتفالات الثقافية والمشاركة فيها.
ويمكن لعشاق المأكولات البحرية الاستمتاع بصيد اليوم الطازج في المطاعم المحلية.
سيمال إكولودج
قبل التوجه جنوباً إلى الدلتا، يمكن التوقف في سيمال إكولودج، وهي مكان رائع للاسترخاء لمدة يوم أو يومين. وأول شيء يلاحظه الزائر هو حمام السباحة، الذي يبدو وكأنه مندمج بسلاسة في البيئة الطبيعية المحيطة.
وتمتزج الأكواخ التقليدية أيضاً بشكل جيد كما يمكن ركوب قوارب الكاياك في النهر، الذي يقع على بعد خطوات فقط.
وبعد سيمال، يمكن التوجه نحو فونديوجني، حيث يجب عبور النهر على متن العبارة أو على متن قارب تقليدي. ولا يستغرق سوى عشر دقائق أو نحو ذلك.
وبمجرد الوصول إلى الجانب الآخر يصبح الزائر على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من توباكوتا، حيث يوجد الكثير من خيارات السكن مباشرة على الماء.
وفي حين أن كور سالوم أغلى قليلاً من خيارات الإقامة الأخرى المذكورة، فإن الفندق يقدم قائمة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك التجديف بالكاياك وصيد الأسماك ومراقبة الطيور وحتى جولات تذهب إلى منطقة الدلتا.
وتوباكوتا ليست بعيدة عن الحدود الغامبية، وقبل الوصول إلى الحدود يمكن التوقف عند «محمية فتح الله للحياة البرية» وهي حديقة يديرها القطاع الخاص.
دلتا سالوم
تقع دلتا سين سالوم جنوب داكار وشمال غامبيا، وتبلغ مساحتها 24 ألف كيلومتر مربع من القرى والممرات المائية والمسطحات الملحية، التي تنتشر فيها أشجار الباوباب وأشجار النخيل.
وتركت مملكتا سيرير المتنافستان، وهما مملكة سين وسلوم، بصماتهما هنا، وبالإضافة إلى النباتات والحيوانات المتنوعة تشتهر المنطقة أيضاً بأهميتها التاريخية والثقافية.
وفي حين أن من الممكن تنظيم جولة إلى المنطقة أو السفر بوسائل النقل العام، فإن أفضل طريقة لاستكشافها هي استخدام الدراجات.
وينقسم ساحل السنغال شمال غامبيا إلى منطقة غراند كوت وبيتيت كوت. وتقع داكار بين امتدادي الساحل، حيث إنها تمتد إلى المحيط الأطلسي على مساحة ضيقة من الأرض. وجنوب داكار تقع منطقة بيتيت كوت، التي تقع على حدود دلتا سين السلوم.