جامعة كامبريدج
في اندماج رائع بين الطبيعة والتكنولوجيا، طور الباحثون أجهزة استشعار غير محسوسة مستوحاة من حرير العنكبوت يمكن طباعتها مباشرة على جلد الإنسان، ويحمل هذا الابتكار الرائد إمكانات هائلة لإحداث ثورة في مختلف المجالات، من الرعاية الصحية إلى التكنولوجيا القابلة للارتداء.
ويشتهر حرير العنكبوت بقوته ومرونته وتوافقه الحيوي، من خلال دمج المكونات الإلكترونية فيه، ابتكر العلماء مادة تتكامل بسلاسة مع جسم الإنسان.
يفتح حرير العنكبوت، عالماً من الإمكانات لإنشاء أجهزة استشعار متقدمة يمكنها مراقبة العلامات الحيوية، واكتشاف المشكلات الصحية، وتعزيز التفاعلات بين الإنسان والآلة.
وأحد الجوانب الأكثر إثارة في هذه التقنية هو القدرة على طباعة أجهزة الاستشعار مباشرة على جلد الإنسان، وباستخدام تقنيات الطباعة المتخصصة، يمكن ترسيب طبقات رقيقة جداً من الحرير الإلكتروني على سطح الجلد، ما يخلق واجهة سلسة بين أجهزة الاستشعار والجسم، وتتميز هذه المستشعرات بأنها رفيعة ومرنة للغاية لدرجة أنها غير محسوسة تقريباً لمرتديها، ما يوفر حلاً مريحاً وغير جراحي للمراقبة.
وإن التطبيقات المحتملة لأجهزة الاستشعار غير المحسوسة المصنوعة من حرير العنكبوت في مجال الرعاية الصحية واسعة النطاق، ويمكن لهذه المستشعرات مراقبة العلامات الحيوية بشكل مستمر مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم ودرجة الحرارة، ما يوفر بيانات في الوقت الفعلي لمتخصصي الرعاية الصحية، ويمكن استخدامها أيضاً لتتبع تطور الحالات المزمنة، والكشف عن العلامات المبكرة للمرض، وتسهيل مراقبة المريض عن بعد، إلى جانب الرعاية الصحية، تتمتع مستشعرات الحرير بالقدرة على إحداث ثورة في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء، من الملابس الذكية التي تراقب الأداء الرياضي إلى الوشم التفاعلي الذي يستجيب للمس، فإن الاحتمالات لا حصر لها. يفتح التكامل السلس لأجهزة الاستشعار مع الجلد آفاقاً جديدة لإنشاء أجهزة يمكن ارتداؤها مخصصة وتفاعلية.
ومن خلال تسخير الخصائص الفريدة لحرير العنكبوت ودمج المكونات الإلكترونية، فتح الباحثون عالماً جديداً من الإمكانات لمراقبة صحة الإنسان وتعزيز التفاعلات بين الإنسان والآلة.
