شرطة غير

01:36 صباحا
قراءة دقيقتين

كل شيء في الإمارات لا شبيه له، في مجتمع يدين بأمنه وأمانه إلى القيادة الحكيمة، وأفراد شرطة يضطلعون بأدوار خارج مظلة العمل الشرطي، أدوار قد لا يكون العامة قد اعتادوا عليها في غير بلد، حيث تتعدى مهامهم حفظ الأمن، وملاحقة المجرمين، إلى مساعدة الناس، وتلبية احتياجاتهم، وإعادة مفقوداتهم سواء كانت ضائعة أو مفقودة في البر أو البحر، ليتجلى التفاني في العمل وخدمة الوطن بأجمل صوره.

شرطة دبي كشفت عن إعادتها محفظة إلى صاحبها قبل أن يعرف أنه فقدها، وفي التفاصيل، فإن سائق أجرة، اتصل بالشرطة يخبر عن عثوره على محفظة كان صاحبها متجهاً إلى المطار. واستقبل فريق العمل في الشرطة السياحية، البلاغ وتواصل مع المطار، وتمكن من تحديد الطائرة التي استقلها السائح وأعاد المحفظة إليه، قبل أن يعرف أنه فقدها.

جهود شرطة دبي لا تقف عند ذلك، بل تتعداها لإنقاذ أطفال من إهمال ذويهم، بدليل إنقاذها 105 أطفال حصروا داخل مركبات أو منازل أو مصاعد، لأسباب تعود جميعاً، إلى سوء تقدير من الوالدين للموقف، وعدم الانتباه إلى خطورة الحادث إلا بعد وقوعه.

وخلال موجة الأمطار التي تعرضت لها الدولة مؤخراً كان تفاني رجال الشرطة أكثر بكثير من أن يحصى، فاستخدموا كل إمكاناتهم لمساعدة الناس وإنقاذهم، وإزالة المياه والمساعدة في تأهيل مضخات تصريف مياه الأمطار، ولا ننسى ما قامت به شرطة الشارقة عندما أوصلت الدواء وحاجيات الأطفال لبعض الأسر التي تعرضت مناطقهم لكميات كبيرة من الأمطار.

ولهذه الجهود فإنّ جميع قيادات الشرطة في دولة الإمارات لها دور كبير في حفظ الأرواح، ومساعدة الناس، والحديث هنا يقودنا إلى مظلتهم الجامعة، وزارة الداخلية، التي كانت ولا تزال منذ تأسيسها قبل 5 عقود، أحد أعمدة الدولة، وسجلت طوال هذه المدة أسمى المواقف الإنسانية التي تعكس الوجه الحضاري للدولة، وتفردت في مبادراتها الوطنية لتعكس رؤى القيادة، وجعلت للجانب الإنساني حيزاً كبيراً في اهتماماتها ليكون نهجاً راسخاً في مسيرتها، وجسّد ذلك، قولاً وفعلاً ربانها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بمواقفه الإنسانية المستمرة.

ولأنّ الداخلية، تشعر مع الناس وتعي جيداً كيف أن الأمن يتجلى بمساعدتهم وليس بحبس حتى المعسرين منهم، كانت فكرة صندوق الفرج لمساعدة المعسرين مالياً من نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية بالدولة، لتتضافر بذلك جهود أبناء الوطن ومؤسساته الوطنية، وليسهموا بمواطنتهم الإيجابية ومساعيهم الإنسانية النبيلة، في ترسيخ قيم التآخي والتلاحم الاجتماعي، بما يعكس روح العطاء والخير التي ينبض بها مجتمع الإمارات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3k6pat42

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"