عادي
وسط توسع هجماتهم

من يرشد المستوطنين المتطرفين إلى مواقع شاحنات المساعدات لغزة؟

15:12 مساء
قراءة 3 دقائق
مع توسيع هجماتهم.. من يرشد المستوطنين المتطرفين إلى مواقع شاحنات المساعدات لغزة؟

في ظل تكرار هجمات المستوطنين المتطرفين على شاحنات المساعدات الداخلة إلى قطاع غزة، ثارت التساؤلات عن من يقف خلف توجيه هؤلاء المهاجمين، وحشدهم عند مناطق عبور الشاحنات، وتدميرها قبل الوصول إلى الفلسطينيين داخل القطاع.

ورصد تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية توسيع المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين لهجماتهم على شاحنات المساعدات التي تمر عبر الضفة الغربية الشهر الجاري، ما منع وصول الغذاء إلى غزة في الوقت الذي تحذر فيه المنظمات الإنسانية من تفاقم الأوضاع المأساوية للفلسطينيين في غزة.

ويشير التقرير إلى أن مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين يقومون بتتبع قوافل الإغاثة، بل وإقامة نقاط تفتيش، واستجواب السائقين، وفي بعض الحالات، يقوم متطرفون بنهب وإحراق الشاحنات وضرب السائقين، ما أدى إلى نقل اثنين على الأقل إلى المستشفى.

بدورها نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادرها قولهم إن أفراداً من قوات الأمن الإسرائيلية يقومون بإبلاغ الناشطين المتطرفين والمستوطنين إلى موقع شاحنات المساعدات التي تنقل الإمدادات الحيوية إلى غزة، ما يمكّن الجماعات من منع وتخريب القوافل.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم مجموعة إسرائيلية ناشطة تسمى «تساف 9» أن المستوطنين الذين يعترضون الإمدادات الإنسانية الحيوية إلى القطاع يتلقون معلومات حول موقع شاحنات المساعدات من أفراد الشرطة والجيش الإسرائيليين، فيما دعمت الصحيفة ادعاء تواطؤ أفراد أمن إسرائيليين من خلال رسائل عبر مجموعات دردشة داخلية، إضافة إلى روايات عدد من الشهود ونشطاء حقوق الإنسان.

ويذكر التقرير أن مهاجمي الشاحنات يبررون أفعالهم بزعم أن حماس تأخذ المساعدات بدلاً من تسليمها إلى المدنيين المحتاجين، وهو ما نفته وكالات الإغاثة الدولية، وقال مسؤولون أمريكيون أيضاً إن إسرائيل لم تقدم أي دليل يدعم المزاعم القائلة بأن حماس تقوم بتحويل المساعدات.

وأظهرت مقاطع فيديو متعددة قيام المستوطنين الإسرائيليين بتخريب قوافل المساعدات في الضفة الغربية. وأثار الحادث، الذي ألقى فيه النشطاء صناديق الإمدادات على الأرض، غضباً شديداً وتنديداً دولياً واسعاً.

ووصف سائقو الشاحنات الذين يقومون بتسليم المساعدات إلى غزة هذه المشاهد بـ«الهمجية»، بعد أن تعرضت مركباتهم للهجوم، زاعمين أن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يرافقون القافلة لم يفعلوا شيئاً للتدخل.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن يزيد الزعبي، وهو سائق شاحنة فلسطيني تعرض لهجوم من قبل المتظاهرين: «هناك تعاون كامل بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي.. نحن مصدومون ومتفاجئون بأن الجيش لم يقدم لنا أي نوع من الحماية. رغم أنهم كانوا حاضرين ويشاهدون ما يحدث».

وبعد ما تردد عن تعاون عناصر أمنية مع المستوطنين المتطرفين في تدمير المساعدات، أعلن الجيش الإسرائيلي أن اثنين من جنوده رفضا أمراً بإجلاء المتظاهرين الذين اعترضوا شاحنات المساعدات، وقد حكم على أحدهم بالسجن لمدة 20 يوماً، بتهمة رفض أمر عسكري.

وكثيراً ما يقوم نفس المستوطنين ونشطاء اليمين المتطرف بإخطار أعضائهم مسبقاً بالمواعيد والأماكن التي تتجه فيها شاحنات المساعدات نحو غزة، مشيرين إلى أنهم يتلقون هذه المعلومات من الشرطة والجيش الإسرائيليين. ووفق «الغارديان» فقد أظهرت رسالة تنبيه نشطاء اليمين المتطرف الأعضاء إلى أنهم «سيتلقون معلومات أولية حول التخطيط لنقل الشاحنات، من جنود وشرطة المعابر الحدودية». وفي رسالة أخرى في مجموعة واتساب للمستوطنين، كتب أحد الأعضاء: «تلقيت معلومات من ضابط في الجيش الإسرائيلي أنهم يحضرون الشاحنات من أمام مستوطنة عوفرا إلى إحدى القرى الفلسطينية».

بالإضافة إلى ذلك؛ فقد أكد التقرير أن معلومات عن شاحنات المساعدات تأتي من مدنيين إسرائيليين.

وتكشف محامية حقوق الإنسان الإسرائيلية سابير عمران، إنها عندما ذهبت لتوثيق تصرفات المستوطنين ومنع نهب المساعدات، تعرضت للضرب والصفع على يد أحد المستوطنين، وأن قوات الأمن الإسرائيلية لم تفعل شيئاً لوقف النهب، مؤكدة أنه «كان لدى المستوطنين بنادق وسكاكين»، ثم قامت بتصوير واقعة النهب وذهبت إلى الشرطة لتوجيه اتهام إلى من صفعها طلبوا منها المغادرة. وأطلقت القوات الإسرائيلية سراح الرجل الذي هاجمها ليواصل عمليات تخريب الشاحنات.

ورفضت الشرطة الإسرائيلية ووكالة كوغات، وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، التعليق على المزاعم القائلة إن أفراد قوات الأمن كانوا يساعدون أولئك الذين يمنعون تسليم المساعدات.

ورفض نير دينار، رئيس قسم الصحافة الدولية في الجيش الإسرائيلي، في بيان له، هذه المزاعم ووصفها بأنها «ادعاءات لا أساس لها من الصحة». وقال دينار إن الشرطة تحقق في حوادث تتعلق بعرقلة وتخريب القوافل. وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي يعمل على منع مثل هذه الأحداث».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4uajvfdw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"