«الخليج» - وكالات
عايش ساسة العالم والشعب المالاوي بالأخص ليلة مملوءة بالتوتر والقلق، في أعقاب أنباء اختفاء طائرة عسكرية على متنها نائب رئيس مالاوي ساولوس تشيليما، وتسعة مرافقين آخرين، الاثنين، خصوصاً في ظل غياب التفاصيل الأولية للحادث، وحالة الغموض التي هيمنت على المشهد.
واختفت الطائرة العسكرية التي تقل تشيليما (51 عاماً) وتسعة آخرين، الاثنين، بعد أن فشلت في الهبوط في مدينة مزوزو الشمالية؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، وطُلب منها العودة إلى العاصمة ليلونغوي.
اختفاء الطائرة من الرادار
وأعلنت الرئاسة في مالاوي، ظهيرة الاثنين، أن الطائرة العسكرية التي تقل نائب رئيس البلاد اختفت من على أجهزة الرادار.
وذكر مكتب رئيس مالاوي ومجلس الوزراء، في بيان، «جميع جهود سلطات الطيران للتواصل مع الطائرة منذ أن اختفت من على شاشات الرادار باءت بالفشل حتى الآن».
وقال رئيس جمهورية مالاوي تشاكويرا، الاثنين، إن مراقبة الحركة الجوية في مدينة مزوزو (عاصمة المنطقة الشمالية لمالاوي)، نصحت الطائرة بعدم محاولة الهبوط بسبب «ضعف الرؤية» وسوء الأحوال الجوية، وأوصت بالعودة إلى العاصمة ليلونغوي.
وأكد أن تشيليما (51 عاماً) كان على متن طائرة تابعة لقوات الدفاع في مالاوي غادرت العاصمة ليلونجوي في تمام الساعة 0917 بالتوقيت المحلي (0717 بتوقيت جرينتش).
الرئيس يوجه بالبحث
وأمر رئيس مالاوي، لازاروس شاكويرا، رئيس جمهورية مالاوي، البلاد بإجراء عملية بحث وإنقاذ، بعدما فشل مسؤولو الطيران في الاتصال بالطائرة.
وبعد إبلاغه بالحادث، ألغى رئيس مالاوي لازاروس شاكويرا رحلته المقررة إلى جزر البهاما.
وكان من المفترض أن تهبط الطائرة في مطار مزوزو الدولي، شمالي البلاد، بعد الساعة 10:00 صباحاً، بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت غرينتش)، لكن ذلك لم يحدث.
مخاوف وشهود عيان
في أعقاب ذلك بدأت المخاوف القوية تتزايد من وفاة نائب رئيس مالاوي، في حادث تحطم طائرة أثناء هبوطه في غابة تشيكانجاوا، وذلك بعد فشل هبوطها في مزوزو، حيث ذكرت وسائل إعلام مالاوية أن شهود عيان أفادوا بوقوع حادث في منطقة غابات تشيكانجاوا، ويعتقد أنها الطائرة التي تقل تشيليما.
وقالت مصادر أخرى، إن هاتف تشيليما كان متاحاً آخر مرة في نحو الساعة 10:30 صباحاً.
العثور على الحطام
وبعد عمليات بحث مضنية عن الطائرة، أعلن رئيس مالاوي، لازاروس تشاكويرا، الثلاثاء، العثور على حطام الطائرة المفقودة التي كان يستقلها نائب الرئيس، مؤكداً مقتله وجميع الركاب الآخرين الذين كانوا على متنها.
وقال تشاكويرا: «لقد اكتملت عملية البحث والإنقاذ التي أمرت بها للعثور على الطائرة المفقودة التي كانت تقل نائب رئيسنا وتسعة آخرين، وقد تم العثور على الطائرة، وأنا أشعر بحزن عميق، وآسف لإبلاغكم أنه تبين أنها مأساة فظيعة».
وتابع، «الكلمات لا يمكن أن تصف مدى حزن هذا الحادث»، واصفاً الحادث بأنه «مأساة مروعة»، وقال: «كان تشيليما رجلاً صالحاً وأباً وزوجاً مخلصاً ومواطناً وطنياً خدم بلاده بامتياز، ونائباً رائعاً للرئيس، أعتبر من أعظم مراتب الشرف في حياتي أنه كان نائباً ومستشاراً لي خلال السنوات الأربع الماضية».
وقال تشاكويرا، إنه سبق له أن سافر على نفس الطائرة في رحلات مماثلة، موضحاً أن الطاقم نجح في تشغيلها قبل ساعات قليلة من وقوع الحادث.
وأضاف: «ومع ذلك، وعلى الرغم من سجل الطائرة وخبرة الطاقم، حدث خطأ فظيع في تلك الطائرة أثناء عودتها إلى ليلونغوي، مما أدى إلى تحطمها».
وأعلن المكتب الرئاسي ومجلس الوزراء في مالاوي، في بيان صحفي، أن طائرة تقل نائب رئيس مالاوي اختفت بعد فشلها في الهبوط الذي كان مقرراً في مطار مزوزو الدولي، الاثنين.
وأظهرت صور شاركها أحد أعضاء فريق الإنقاذ العسكري لوكالة فرانس برس، أفراداً من الجيش يقفون على منحدر ضبابي بالقرب من حطام يحمل رقم تسجيل الطائرة التابعة لجناح طيران جيش مالاوي Dornier 228-202K.
وكان رجال الإنقاذ يمشطون غابة يحجبها الضباب جنوب مزوزو، الثلاثاء، بعد أن عثرت السلطات على آخر برج انتقلت إليه الطائرة قبل اختفاء الطائرة.
وفي وقت سابق، قال قائد الجيش الجنرال بول فالنتينو فيري، إن دولًا أخرى، بما في ذلك جيران مالاوي، تساعد في جهود البحث، بدعم يشمل طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار.
تم انتخاب تشيليما نائباً للرئيس لأول مرة في عام 2014، وكان يتمتع بشخصية صارمة ومحبوبة على نطاق واسع في ملاوي، وخاصة بين الشباب.
لكن في عام 2022، خلال ولايته الثانية في المنصب، تم تجريد تشيليما من صلاحياته بعد إلقاء القبض عليه واتهامه بالكسب غير المشروع في فضيحة رشوة تورط فيها رجل أعمال بريطاني من أصل مالاوي، وفي الشهر الماضي، أسقطت محكمة في مالاوي التهم الموجهة إليه واستأنف مهامه الرسمية.