سلطان الثقافة والحوار بين الحضارات

01:33 صباحا
قراءة 3 دقائق

محمد جلال الريسي

في خطوة جديدة تعكس التزام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بتعزيز الحوار بين الثقافات، افتتح سموه مؤخراً «المعهد الثقافي العربي» في مدينة ميلانو بإيطاليا. يمثل هذا المعهد إضافة نوعية إلى الجهود المبذولة في نشر الثقافة العربية في الغرب، حيث يهدف إلى تعريف الجمهور الأوروبي بالتراث الثقافي العربي والإسلامي، وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات. يأتي هذا المشروع في إطار رؤية سموه لتوسيع دائرة الحوار الثقافي، وتعزيز التواصل بين العالمين العربي والغربي، ما يسهم في بناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل.
لطالما كانت الثقافة والتعليم محور اهتمام حاكم الشارقة. فمنذ توليه الحكم في عام 1972، كرّس سموه حياته لخدمة العلم والثقافة، مؤمناً بأن المعرفة هي السبيل الأمثل للنهوض بالمجتمعات وبناء جسور التفاهم بين الشعوب. هذا الشغف بالعلم والمعرفة دفعه إلى إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية في إمارة الشارقة، التي أصبحت منارات للعلم والثقافة في المنطقة.
أطلق سموه عدداً من المبادرات الثقافية التي تهدف إلى نشر الثقافة العربية والإسلامية وتعزيز حوار الحضارات. من أبرز هذه المبادرات «معرض الشارقة الدولي للكتاب» في عام 1982، الذي أصبح من أهم المعارض العالمية في مجال الكتاب والنشر. من خلال هذا المعرض، يجتمع الكتاب والمفكرون من جميع أنحاء العالم تحت قبة العلم والمعرفة بمدينة الشارقة، حيث يتبادلون الأفكار ويناقشون قضايا الفكر والثقافة.
ولا تتوقف جهود سموه عند حدود إمارة الشارقة، بل تمتد إلى العالم بأسره. فقد عرف بأنه من أبرز الشخصيات العالمية التي تسعى إلى نشر الثقافة العربية والإسلامية في الغرب، من خلال دعم المؤسسات الثقافية والمعارض والندوات الدولية التي تسلّط الضوء على إسهامات العرب والمسلمين في الحضارة الإنسانية. فلا يخلو معرض دولي للكتاب من وجودٍ قوي للشارقة، وحضور قيادات إمارة الشارقة، ما يدل على اهتمام الإمارة بالثقافة على كل المستويات.
ومن أبرز مشاريعه في هذا السياق، إنشاء «مجمع اللغة العربية» في الشارقة، الذي يسعى إلى الحفاظ على اللغة العربية، وتعزيز استخدامها في العالم الحديث. لا يخدم هذا المجمع فقط اللغة العربية، بل يسهم أيضاً في نشر التراث الثقافي العربي والإسلامي للعالم، ما يعزز فهم الحضارات الأخرى لنا كعرب ومسلمين.
يعرف عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حبه الكبير للكتاب والقراءة، وهو شغف يتجلى في مؤلفاته المتعددة التي تتناول تاريخ المنطقة وتراثها الثقافي. لقد نجح سموه في أن يكون جسراً بين الثقافات المختلفة، حيث يسهم في تقديم صورة مشرقة للعالم العربي والإسلامي في المحافل الدولية.
إن جهود الشيخ سلطان القاسمي، لم تقتصر على تعزيز الثقافة والحوار في إطار محلي أو إقليمي فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى العالمية، ليصبح بذلك نموذجاً للقائد المثقف الذي يسعى إلى بناء مستقبل أكثر تفاهماً وانفتاحاً بين الشعوب، ومصدراً للفخر لجميع أبناء الإمارات والمنطقة العربية. من خلال هذه الجهود، استطاع أن يعزز مكانة الشارقة والإمارات مركزاً ثقافياً عالمياً، ويجعل من الثقافة أداة فعالة للتواصل والتقارب بين الحضارات.
شكراً لوالدنا والد الثقافة العربية والإسلامية في هذا العصر الذي تفتقد فيه ثقافتنا من يتبناها حول العالم. نعم الأب للثقافة والحوار، سلطان القاسمي.

عن الكاتب

المدير العام لوكالة أنباء الإمارات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"