تشهد إمارة أبوظبي حدثاً مهماً يتكرر كل عام ويعتبر جزءاً من التراث الإماراتي هو معرض أبوظبي للصيد والفروسية الدولي الذي يعقد في الفترة من 31 أغسطس حتى 8 سبتمبر 2024، ويقدم المعرض العديد من الفعاليات التراثية والتعرف الى جهود الدولة في الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي والفنون والحرف اليدوية والابتكارات والتكنولوجيا الحديثة وغيرها.
ونستذكر خلال هذه الأيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما سئل عن هواية الصقور وسبب الاهتمام بها في إحدى المناسبات؟ فقال : (نعم إن هوايتي الصيد بالصقور لأنني تبنيتها عن أسلافي وهي منتشرة كذلك في الدولة، ولقد وجدت في هذه الهواية ميزات حيث إنها تجمعني مع أصدقائي ومن حولي من مسؤولين ومواطنين لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ومعيشتي معهم سواء بسواء، ونتحاور في كل شيء، وأشعر براحة؛ لأن في هذه الهواية متعة المنافسة بين الصقارين، كما أنها تخفف عنا هموم الحياة ومشاكل الدنيا حيث يكون التركيز أساساً على الصيد بالصقور الذي يتيح لي الحوار المفتوح بدون إحراج مع إخواني في الصحراء، فنتحدث حول بعض الأمور وأطلع على معلومات عن أوضاع الوطن والمواطنين وغيرها مما قد لا يتوفر لدي عندما أكون في المدينة نظراً لانشغالي بالنشاط الرسمي للدولة).
لقد اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، برياضة الصيد بالصقور منذ طفولته، وقد عرف عنه حبه للمشاركة في رحلات الصيد بصورة منتظمة سواء داخل الدولة أو خارجها، كما استفاد من هذه الرياضة بدنياً ورياضياً واجتماعياً وسياسياً بمعرفة صفات الطيور وأنواعها بل وطريقة التعامل معها في عملية الصيد، كما قام بتطبيق مفهوم الاستدامة والحفاظ على البيئة، عبر العديد من المبادرات التي أطلقها؛ فقد افتتح المؤتمر العالمي الأول للصقارة بمدينة أبوظبي في عام 1976، وهو مؤتمر الصداقة الدولي (البيزرة)، والذي جمع لأول مرة بين الصقارين من أماكن مختلفة في العالم.
كما عمل، رحمه الله، على نشر الوعي بين صقاري الإمارات، لاقتناء الصقور المتكاثرة في الأسر، بدلاً من الصقور البرية، الأمر الذي قلل من التأثير السلبي لرياضة الصقور في السلالات البرية. وفي شهر سبتمبر عام 1989 تم إصدار قانون رقم (4) لسنة 1989 بإنشاء المركز القومي لأبحاث الطيور؛ بهدف الحفاظ على طيور المنطقة وتربيتها، وبذل الجهود اللازمة لحمايتها من الانقراض، والإبقاء على سلالتها، وفي العام 1995 أُسس برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، وكانت فكرته هي إطلاق سراح الصقور البرية وإعادتها للطبيعة بغرض الحفاظ على مجموعات الصقور البرية.
يُشكّل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية فرصة مهمة لأولياء الأمور لتدريب أبنائهم على رياضة الصيد بالصقور التي يحرصون على توريثها لهم.
https://tinyurl.com/2s4zkrx9