رغم الزيادة الكبيرة في الإنتاج، شهدت مخزونات الإيثانول الأمريكي انخفاضاً كبيراً الأسبوع الماضي، ويعود ذلك جزئياً إلى الانتعاش الحاد في الطلب على البنزين الذي اقترب من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات.
إلا أن صادرات الإيثانول القياسية كانت العامل الأبرز في الحفاظ على استقرار الإمدادات الأمريكية خلال الأشهر القليلة الماضية، حتى مع تسجيل إنتاج الوقود المضاف إلى البنزين والمصنوع من الذرة لأرقام قياسية.
ودعمت أسعار الذرة الوفيرة والرخيصة وأسعار الغاز الطبيعي المنخفضة نسبياً، هوامش الربح لمصنعي الإيثانول الأمريكيين، الذين يستخدمون ما يقرب من 40% من الذرة المنتجة سنوياً في الولايات المتحدة. وقد كان إنتاج الإيثانول خلال الأشهر الثلاثة الماضية هو الأعلى لهذا الفترة، متزامناً مع انخفاض أسعار الإيثانول الأمريكي بنسبة 20%.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت سجلات جديدة في إنتاج الإيثانول ستُكسر بعد جائحة كوفيد-19 التي تسببت في خفض الطلب على الوقود وضغطت على صناعة الذرة الأمريكية.
ولم يعد الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بعد إلى مستوياته قبل الجائحة، وهو ما يؤثر سلباً في استخدام الإيثانول. لكن في الأشهر الأخيرة، كان استخدام الإيثانول قوياً، حيث تم تسجيل بعض الأرقام القياسية الأسبوعية.
ويأتي هذا في وقت تعمل فيه الكثير من الدول على تعزيز خططها لخفض انبعاثات الكربون باستخدام الوقود الحيوي والوقود المستدام الآخر، ما يوفر فرصة ذهبية لمصدري الإيثانول الأمريكي. وتنتج الولايات المتحدة أكثر من نصف إيثانول العالم سنوياً، وتعد المورد الرئيسي له.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي أن صادرات الإيثانول الأمريكي بلغت 6.6 مليار لتر (1.75 مليار غالون) خلال الفترة من سبتمبر 2023 إلى أغسطس 2024، وهي السنة التسويقية للذرة الأمريكية 2023-2024.
وسجل شهر أغسطس الشهر الخامس على التوالي الذي يشهد رقماً قياسياً جديداً للصادرات الشهرية، وبلغت شحنات الإيثانول الأمريكية خلال هذه الفترة زيادة بنسبة 30% عن الرقم القياسي السابق لعام 2018.
وشكلت كندا 37% من صادرات الإيثانول الأمريكية لعام 2023-2024، وجاءت المملكة المتحدة، التي أصبحت عميلاً جديداً نسبياً، في المرتبة الثانية بنسبة 13%. وقد كانت هذه العلاقات التجارية مدفوعة بالتوجه الأخير نحو الوقود النظيف.
أما الهند، الوجهة الثالثة للإيثانول الأمريكي، فقد أصبح الطلب على الإيثانول المصنوع من الذرة فيها قوياً جداً لدرجة أنه دفع أسعار الذرة المحلية إلى مستويات قياسية، ما جعل البلاد تتحول إلى مستورد صافٍ للذرة.
وتحاول الهند الآن التحول من استخدام الإيثانول المصنوع من السكر، الذي تقدمه بشكل أساسي البرازيل، العميل السابق للإيثانول الأمريكي. وتُعد الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضتها البرازيل على الإيثانول الأمريكي عائقاً أمام هذا التجارة خلال السنوات القليلة الماضية.
والبرازيل هي ثاني أكبر مصدر للإيثانول في العالم بعد الولايات المتحدة، ولكن إنتاج الإيثانول المصنوع من الذرة فيها ازدهر في السنوات الأخيرة، حيث أصبح يمثل أكثر من 20% من إجمالي إنتاج الإيثانول في البلاد.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الإيثانول في الولايات المتحدة انخفضت بأكثر من 5% الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر، رغم أن الإمدادات لا تزال أعلى من المتوسط لهذا الوقت من السنة.
لكن وضع المخزون كان يمكن أن يكون أكثر تعقيداً لولا الصادرات، خاصة مع المستويات العالية للإنتاج.
وقد يظل إنتاج الإيثانول، وبالتالي الصادرات، قوياً في الأشهر المقبلة، وهي فترة رئيسية لمعالجة الذرة الأمريكية،
لا سيما إذا تم تحقيق محصول الذرة الغزير.
ويتوقع المحللون أن تؤكد وزارة الزراعة الأمريكية أن محصول الذرة لعام 2024 سيكون ثاني أكبر محصول في التاريخ بعد 2023.
كما تشير تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية لشهر سبتمبر إلى أن كمية الذرة المستخدمة للإيثانول في 2024-2025 ستنخفض قليلاً عن 2023-2024، لكن قد يتم تعديل هذا التقدير إذا استمرت معدلات إنتاج الإيثانول في التألق مع بداية العام المقبل.
https://tinyurl.com/2s3hxnys