ابن الديرة
العلاقات التي تربط الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية تاريخية ومتجذرة منذ أكثر من نصف قرن، وتعود بالنفع ليس على البلدين وشعبيهما فقط، بل تمتد إلى الصعيدين الإقليمي والعالمي، في ظل محددات وثوابت راسخة لسياسة بلادنا الخارجية القائمة على الوقوف إلى جانب الشقيق ومساعدة الصديق، والانشغال بقضايا البشرية جميعاً.
جدوى العلاقات التي تربط البلدين، جاءت انطلاقاً من عدة خصائص تميز هذه العلاقات، وربما كان من أبرزها الطابع الاستراتيجي، والرسوخ المؤسسي. وهاتان الخاصيتان توفران عنصري الاستمرارية والاهتمام بالقضايا العالمية، إلى جانب بُعد ثالث يتصل بالتوجه المستقبلي لهذه العلاقات.
الاستراتيجيات دائماً ما ترتبط بأهداف عليا، وخطط طويلة المدى، وعندما تكون الأهداف واضحة، والرؤى مفصلة، تأتي الخطط محكمة، وهذا كله من شأنه ضمان تحقق الأهداف، وهو ما ينطبق على العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وما كان ذلك ليكون لولا قناعات الطرفين، فالإمارات تُعد شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة، ليس فقط على الصعيد الإقليمي، وإنما على الصعيد العالمي، وهذا ما تعكسه الوثائق واللقاءات المشتركة، وكذلك الأداء على أرض الواقع.
تتميز العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة بكونها علاقات مؤسسية، وما كان ذلك ليكون لولا القناعة الأمريكية بأهمية ومحورية الدور الإماراتي الإقليمي والعالمي، وفي هذا الإطار يكفي ما أكده البيان المشترك الذي صدر أثناء زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة في سبتمبر 2024، بتأكيد المأسسة في العلاقات، بوجود آليات تعاون وتنسيق مستقرة.
خصوصية العلاقة التي تربط البلدين، تترجم بشكل واقعي وملموس بشكل أكبر، حين يتعلق الأمر بلغة الأرقام، والتي تعبر عما وصلت إليه العلاقات الثنائية على صعيد التجارة والاستثمار، ومن الواضح أن سجل هذه العلاقات حافل بالمنجزات المحققة، وتلك التي ينتظرها أبناء البلدين في المستقبل القريب والبعيد، والتي لا تعود بالنفع على مواطني البلدين فقط، وإنما تطال الاستقرار والازدهار العالمي.
زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى دولة الإمارات، «زيارة دولة» بكل ما تعنيه الكلمة، فإلى الجانب الرسمي المعتاد لاستقبال القادة، حرصت دولتنا على الترحيب بضيفها بطريقة تعكس هويتها وموروثها الجميل، عبر فرق الفنون الشعبية، لتنتقل بعد ذلك مراسم الاستقبال إلى «مجموعة مجتمعية» ضمت عدداً من الطلبة من «مخيمات الفضاء»، إضافة إلى مجموعة من رواد الفضاء ومهندسي المهمات الفضائية للتعبير عن الأهمية التي توليها الدولة في مشاريعها التنموية.
هذه هي الإمارات، بلد المنجزات، والطموحات، تؤكد اليوم وغداً أنها كانت وستبقى محط أنظار العالم.