الشارقة وقصيدة إفريقيا

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد عبدالله البريكي

كشفت رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن كنوزٍ شعرية في إفريقيا تطير باللغة والشعر في سماوات التجلّي والإبداع، فسموّه يرى أن حقول اللغة والشعر فيها، تثمر ما لذّ وطاب من الدهشة والجمال وأن تربتها خصبة تغري بالاكتشاف، فاللغة العربية في إفريقيا وجدت قلوباً تنبض بها، وأرواحاً تحيا بجمالها وكان للشعر دور بارز، قاد كثيراً من الشباب إلى دخول مضارب الأسلاف واقتناء جواهر الكتب التي تضيء رؤاهم وتدلّهم على الطرق التي سلكها شعراء العربية، حتى استطاعوا بما ورّثوه للأجيال من بقاء جذوة القصيدة مشتعلة، فكتبوا الخلود لها في سجلّات الزمن.
تشرَّب أبناء إفريقيا الشعر العربي وحفظوا ما به من قصائد نُظمت في أغراضٍ كثيرة، لامست الهمّ الذاتي، وامتدّت برؤاها لتشترك في الهمّ مع الآخر وتشتبك بالرؤى مع قضايا الإنسان وهمومه ولذلك تجد رئات شعراء إفريقيا تتنفّس ديوان العرب وتمعن في النظر طويلاً في قصائده ومعلّقاته، وتعيش على جماليات أبياته، وتعتني بما فيه من معانٍ تحفر في أرض الأناقة، لتستخرج من ترابها ذهباً صاغه الشعراء قلائد زيّنوا بها جيد القصائد، كما استوعب شعراء إفريقيا أوزان الشعر العربي وألحانه وتفعيلاته، عبر عصوره المختلفة، فحضر امرؤ القيس وعنترة والأعشى وحسّان والمتنبّي وأبو تمّام وغيرهم في صورهم وتناصّهم مع أشعارهم الخالدة ولوّنوا المعاني وفق رؤاهم الفلسفية التي تستلهم الماضي بروح الحاضر وأثّثوها، كذلك، وفق معزوفات التفاعيل التي حفظت للشعر العربي حضوره وأناقته وتراثه العريق وأثبت حضور هؤلاء الشعراء بالقصيدة العربية انتماءهم إلى اللغة، خصوصاً أن اللغة العربية في هذه الدول تحظى بمكانة رفيعة، بل وبعضها اعتمد العربيةَ لغةً رسميةً مثل دولة تشاد.
ولذلك فقد وجه صاحب السموّ حاكم الشارقة، بتنظيم ملتقيات شعرية في إفريقيا تشجيعاً للعطاء الشعري، وفق رؤية سموّه، في استقطاب المبدعين كافة في الشعر، فهذا التوجّه نحو إفريقيا دعم حقيقي للغة العربية المنتشرة في هذه القارة التي توهّجت فيها الإبداعات الشعرية، كذلك فإن حضور هؤلاء الشعراء لا ينقطع عن فعاليات بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، فهم حاضرون في الأمسيات الدورية وفي مهرجان الشارقة للشعر العربي ولم ينقطع التواصل مع هذه الطاقات الإبداعية، فقد منحتهم مجلة «القوافي»، مساحة ضوئية واحتفت بنصوصهم الشعرية، وتواصلت الشارقة معهم، لتكون القصيدة في إفريقيا حاضرة بسحر البلاغة، ومتعة الأناقة، وجمال الألق.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"