عادي
عاد إلى بغداد بعد غياب ويستعد لإحياء حفل هناك

رضا الخياط: كل أغنية لي لها قصة وذكريات

02:15 صباحا
قراءة 5 دقائق

رضا الخياط أحد أبرز نجوم الأغنية العراقية السبعينية التي مازالت تمثل القمة في الغناء العراقي، عاد قبل أيام إلى بغداد بعد غياب طويل، ومن المؤمل أن يقوم بإحياء بعض النشاطات فيها .

ورغم أن إحدى أغاني الخياط وهي جنة . .جنة قد انتشرت في عموم الوطن العربي، إلا أنه يرى أنه لم يكسب من هذا الانتشار شيئاً مادياً، بل كل الذي حصل عليه هو الانتشار المعنوي .

ويرى الخياط في لقاء خاص مع الخليج أن وضع الأغنية العراقية مازال صعباً بسبب عدم وجود اهتمام من قبل المؤسسات المعنية، وتالياً تفاصيل الحوار:

خلال وجودك في بغداد بعد غياب طويل هل لديك نشاطات جديدة؟

- جديدي يتمّثل بحفلة فنية كبيرة ستقام قريباً على المسرح الوطني في بغداد وسترعاها وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح . أما الإنتاج الغنائي الجديد فقد بات مكلفاً جداً، لكن، ولكيلا أتوقف عن الإنتاج، قمت بتسجيل أغنية جديدة على آلة العود اسمها نهرين وهي تتحدث عن العراق والعراقيين .

التوقف عن تسجيل الأغاني الجديدة ألم يسبب لك إحباطاً؟

- نعم . . لأن المعاناة التي عانيتها منذ بداية ظهوري إلى الآن، مستمرة ومتواصلة وقد تضاعفت اليوم، لأنّه توجد لديّ عدة أغانٍ جميلة جداً لكني لا أستطيع تسجيلها بسبب التكَاليف الباهظة، وقيام الدولة العراقية برفع يدها عن دعم المطربين العراقيين .

كيف ترى الأغنية العراقية في وقتنا الراهن؟

- إذا كنت تقصد الأغنية العراقية برمتها فهي تعاني كثيراً، أما الأصوات الجديدة التي ظهرت في الأغنية العراقية خلال السنوات الأخيرة فيوجد فيها الكثير من الأصوات الجميلة، إلا أن بعضاً من الذين حسبوا على الأغنية العراقية تمادوا في الإسفاف بالكلمات غير المهذبة .

هل تعتقد أن الأغنية العراقية تتعرض إلى مؤامرة؟

- حقيقة لا يوجد شيء اسمه مؤامرة، بل إن الذي يحصل الآن في الغناء العراقي هو تحصيل حاصل . لكني أسأل بعض المطربين الذين سرقوا أغنياتي المعروفة جنة . . جنة وبين العصر والمغرب عندما يسألون في المستقبل ما هي أعمالكم ماذا سيجيبون؟

ما الأصوات التي تعجبك؟

- يعجبني حاتم العراقي، مهند محسن، محمد عبد الجبار، حبيب علي، أوراس، صلاح حسن، صلاح البحر . أما أغلب الباقين فركزوا أعمالهم على جسد المرأة وهذا التركيز يمثل كارثة حقيقية للأغنية العراقية، وكذلك للثقافة العراقية .

ما الأغنية الأقرب إلى نفسك؟

- كل أغنية لها قصة ولها ذكريات، لكني أجد أنّ قصة أغنية طير الحمام هي الأقرب إلى نفسي . وكذلك أجد أن أغنية أحرق بروحي وبناري أتكوى قريبة جداً من نفسي .

لكن أغنية طير الحمام سجلها زميلك سعدون جابر؟

- الحقيقة أن سعدون جابر جاءني ذات يوم وقال لي: إنني أريد أن أغني أغنية طير الحمام على العود لإنسانة معينة تحب أن تسمعها بصوتي لكنه عندما ذهب إلى سوريا في سبعينيات القرن الماضي قام بتسجيلها تلفزيونياً وعندما عاد جلب لي مبلغاً كبيراً من المال في ذلك الوقت، لكني رفضت المبلغ وأخبرته بأنني سأقيم عليه قضية في القضاء العراقي، إلا أنه عاد مرة أخرى واعتذر مني وانتهى كل شيء .

ما سبب حالة الوئام التي كانت سائدة بين أبناء جيلك؟

- لم تكن بيننا حالة تنافس غير شريفة كما يحدث الآن في الوسط الفني، إنما كانت بينا حالة وئام كبيرة جداً وكل واحد منا يحرص على نجاح أغنية الآخر، لأنّ هذا النجاح يصب في رافد الأغنية العراقية . وأنا شخصياً كنت ومازلت أفتخر أمام الجميع بأن بيتي كان المكان المناسب لولادة الألحان الجميلة لجميع مطربي العراق، ولم يحدث في يوم من الأيام أن طلبت من أحد الملحنين أن يعطيني لحناً معيناً خصص لمطرب آخر، لأن ملحنه قد لحنه لمطرب آخر .

ما أبرز الأغاني التي لحنت في بيتك؟

- من أبرز الأغاني التي تم تلحينها في منزلي أغنية عيني عيني لسعدون جابر وأغنية غريبة الروح لحسين نعمة، وأغنية تحب لو ما تحب لمحمود أنور .

هل صحيح أن البعض من أولادك بدؤوا يسيرون على نهجك؟

- نعم . . هذا صحيح، حيث إن ولديّ إيهاب ووثاب سارا في طريق الغناء، لكني أتمنى في نهاية العام الحالي أن يغادرا هذا الوسط بشكل نهائي، حيث إن والدتهم توسلت بي لكي يحصل هذا الأمر، لأنها ترى أن درب الغناء مليء بالأشواك .

هل حالة الإهمال التي يتعرض لها جيلكم من قبل المؤسسات المعنية تزعجكم؟

- لم يكن في يوم من الأيام هناك اهتمام كبير بنا . لذلك أقول أنا لو كنت في أوروبا لأصبحت مليونيراً من مبيعات أسطواناتي، حيث إننا كنا نغني وندفع الأموال من قبلنا . إذ لم تأتِ لنا وزارة أو إذاعة أو تلفزيون لكي تمنحنا حقوقنا، حتى إننا في سنوات الحروب كنا نسجل الأغاني على حسابنا الخاص وندفع الأموال إلى ما كان يسمى بالمجهود الحربي . لذلك هذا الأمر يزعجنا كثيراً وعليه أؤكد للجميع أن بلدنا من دون فن سيفنى .

هل هناك ملحن معين تمنيت أن تتعامل معهُ؟

- أنّا تعاملت مع كل الملحنين العراقيين الكبار ولاسيما الملحن الكبير طالب القرة غولي الذي لا يتعامل مع أي مطرب، بل له مواصفات محددة في هذا الإطار ومع ذلك قام بتلحين عدة أغنيات لي .

أنت قمت بإعادة بعض الأغاني التراثية لكنك منحتها روح رضا الخياط، فما السبب في ذلك؟

- أنا قمت بإعادة أغانٍ للمطربتين عفيفة إسكندر ووحيدة خليل وكذلك للمطرب داخل حسن . حيث سجلت أغنية الله لو تسمع هلي لعفيفة إسكندر بناءً على طلّب والدي، لذلك عندما ذهبت إلى عفيفة وكان معي كاتب العدل فإنها وافقت فوراً على منحي حق إعادة تسجيلها ولم تكتف بذلك فقط إنما كتبت لي العبارة التالية: له الحق في غناء ما يشاء من أغنياتي . أما داخل حسن الذي أعدت بعض أغانيه، فحاولت أن أمنحه بعض الأموال لكنه رفض وقال لي: اجلب لي قميصين فقط . أما سبب منحي روحية خاصة لهذه الأغاني، فهذا يعود إلى أنني لست مقلداً لأحد إنما لي لوني الخاص الذي فرض نفسه على هذه الأغاني التراثية الجميلة .

هل هناك أحد من أبناء جيلك تعرض إلى الظلم؟

- أرى أنّ المطرب الكبير قحطان العطار لم يستمر في عطائه الثري، إذ توقف عن الغناء في وقت مبكر رغم أنه يمتلك طاقة جميلة جداً .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"