أشعلت إجازة عيد الأضحى مزاداً سعرياً بين شركات الطيران من الوجهات الخليجية والعربية لتصل نسبة الزيادة في أسعار التذاكر إلى أكثر من 50% وقفزت بنسبة 100% في السعودية مع اقتراب عطلة عيد الأضحى، في وقت ازدادت فيه الحجوزات بنسبة تعدت 25%، مقارنة بإجازة العيد من السنة الماضية، حيث تنافست شركات على الاستفادة من هذه المناسبة من خلال استقطاب أكبر شريحة ممكنة من المسافرين والسياح عبر إعداد برامج سياحية تناسب جميع الأذواق.
قال مسؤولو شركات سياحة وسفر إن هناك صعوبة في الحصول على تذاكر سفر، خصوصاً للعائلات كثيرة العدد خلال مدة العيد فضلاً عن الصعوبات في حجز الفنادق التي ارتفعت أسعارها بنسب تتراوح بين 40 - 50% نتيجة لتفوق الطلب على العرض بنسب كبيرة.
وتشير الحجوزات المبكرة إلى أن نسب الإشغال على رحلات الطيران من بداية العيد ولمدة أسبوعين تصل إلى 100% من غالبية الوجهات وتحديدا السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى باقي الوجهات العربية مع تسابق العائلات على اختيار دبي وجهة لقضاء اجازة العيد والتمتع بمزاياها الترفيهية والتسويقية.
فروق الأسعار
من جهة أخرى تقلصت الفجوة السعرية بين الطيران التجاري والطيران الاقتصادي، بعد قيام الثانية برفع أسعار تذاكرها بصورة ملموسة قبيل العيد نتيجة لارتفاع الطلب على مختلف الوجهات الإقليمية، وباتت فروق أسعار التذاكر بين شركات الطيران الاقتصادي والتجاري تكاد تكون طفيفة على بعض الوجهات أو منعدمة، إذا ما أخذت في الحسبان التكاليف التشغيلية لشركات الطيران التجاري وطاقم المضيفين على الطائرة ورواتبهم إضافة إلى الوجبات وأوزان الحقائب وخدمات أخرى.
طلب غير مسبوق
وقال سعيد العابدي رئيس مجموعة العابدي إن عيد الأضحى القادم يختلف عن غيره، حيث إن هناك طلباً غير مسبوق على الرحلات القادمة إلى دبي بعكس السنوات الماضية، حيث كان الطلب الأكبر على الرحلات المغادرة من دبي، مشيرا إلى أن معدلات الإشغال على الرحلات المتجهة إلى العواصم والمدن العربية وخصوصا مصر والأردن يرتفع تدريجيا في الوقت الحالي متوقعا أن يزداد الطلب بحده الأعلى مع اول ايام العيد بسبب اعتياد الوافدين على قضاء هذه العطل والإجازات بين ذويهم.
وقال العابدي إن المميز لهذا العام هو ارتفاع نسب إشغال الرحلات القادمة من بعض الدول الخليجية وتحديداً السعودية، حيث تدل الحجوزات المبكرة على وجود تدفق سياحي غير مسبوق إلى دبي، مشيراً إلى قيام شركات الطيران العاملة في مطارات الدولة باستثناء موسم الأعياد من العروض السعرية على أسعار تذاكر السفر، مرجحاً أن تعاود شركات الطيران طرح مثل هذه العروض بعد انتهاء عطلة العيد.
وأفاد رئيس العابدي للسفريات بأن مدة عيد الأضحى هذا العام تعتبر من المواسم الأكثر نشاطاً ليس للسياحة من داخل الدولة إلى الخارج بل من قبل القادمين إلى الدولة، لافتاً إلى وجود حجوزات عالية من السعودية والكويت إلى داخل الإمارات، علاوة على نشاط سفر حالياً إلى الإمارات أيضاً من الهند والصين، وخاصة الأخيرة التي بدأت تأخذ مكاناً بارزاً في مجال السياحة الوافدة إلى الإمارات.
وقال إن الفروق في الأسعار بين الطيران التجاري والاقتصادي تكاد تكون منعدمة في مواسم الذروة إذا ما أخذنا في الحسبان التكاليف التشغيلية لشركات الطيران التجاري، والوجبات التي تقدمها، وأوزان الحقائب التي يسمح للركاب بحملها، إلى جانب بعض الخدمات التي توفرها هذه الشركات.
إشغال كامل
قال رياض الفيصل صاحب شركة «أصايل للسياحة» ومديرها العام، إن نسب إشغال الرحلات المقبلة والمغادرة ترتفع تدريجياً، مع قرب عطلة عيد الاضحى لتصل إلى الإشغال الكامل على الكثير من الوجهات خلال مدة العيد، مشيرا إلى أن الطلب على السفر أصبح في الاتجاهين حيث باتت دبي وجهة سياحية رئيسية للعديد من العائلات الخليجية وتحديداً في العطل القصيرة.
واضاف الفيصل إن أسعار التذاكر تشهد ارتفاعاً بنسب متفاوتة تختلف من وجهة إلى أخرى مع اقتراب عطلة العيد لتتراوح في بعض الأحيان بين 30 و50% وإن ارتفاع الأسعار يأتي على الرحلات القادمة والمغادرة، بعكس السنوات الماضية.
واوضح الفيصل أن هناك الكثير من المعطيات التي تسهم في زيادة الطلب على السفر، منها انتشار ثقافة السفر والمستوى الاجتماعي والاقتصادي الجيد الذي يتمتع به معظم الناس، إضافة إلى وجود جاليات كبيرة ترغب في العودة لقضاء إجازة العيد في بلادها الأصلية. مشيراً إلى أن الطلب على السفر هو الذي يحدد سعر التذكرة.
ولفت إلى أنه خلال موسم الذروة، نرى تلاشي الفروق السعرية بين الطيران الاقتصادي والتجاري، لذلك ندعو باستمرار المسافرين إلى الحجز المبكر، وتحديداً للعائلات، كي تضمن وجود المقاعد بالأسعار المناسبة، وفي التواريخ التي تناسبها.
