عادي

الشارقة يتعثر واقفاً

20:18 مساء
قراءة 6 دقائق
ي

إعداد: علي نجم
أثبتت مباريات المرحلة الثامنة من دوري الخليج العربي أن الكل يلعب من أجل مصلحة الشارقة الذي يواصل التربع فوق قمة الترتيب رغم التعثر بالتعادل الأول على أرضه هذا الموسم، والثاني على التوالي في آخر جولتين.
خسر الشارقة 4 نقاط في المرحلتين السابعة والثامنة، ومنح المنافسين فرصة خطف الصدارة، لكن أياً منهم لم يفلح في تحقيق الهدف، ليبقى الشارقة «الملك» المتربع فوق عرش الصدارة وإن استمر فارق النقاط الثلاث نفسه بينه وبين الوصيف، وإن تبدلت هوية من يحتل كرسي الوصافة.
أصبح مركز الوصافة مقعداً ساخناً بل ملتهب، أو مركز «اللعنة» الذي لا يعرف الاستقرار من خلال تبدل هوية شاغله مرحلة بعد أخرى، ليكون الجزيرة خامس فريق يحتل المركز الثاني بعد مرور 8 جولات على بداية الموسم، في حين أن القمة انعقدت منذ الجولة الأولى للشارقة وإن شاركه فيها لفترة بني ياس والظفرة.
نزف الشارقة أول نقطتين على أرضه، بالتعادل مع شباب الأهلي، بعدما كان تعثر بالتعادل أيضاً في المرحلة السابقة أمام خورفكان ليفقد 4 نقاط، لو قدر له الحصول على عليها، لكان اليوم يغرد بعيداً في صدارة الترتيب.
وقد يكون اعتلاء الصدارة وتواجد الفريق في المركز الأول، أقرب إلى ستار يسهم في تغطية عيوب الفريق الملكي، ذلك أن مستوى الأداء وفعالية الفريق باتا يحتاجان إلى وقفة سريعة من قبل المدير الفني المواطن عبد العزيز العنبري، إذا ما أراد الشارقة التمسك بالقمة، والسير قدماً على درب النجاح من أجل الوصول إلى المنصة.
وفي نظرة سريعة، يتضح أن الشارقة الذي يحتل الوصافة على مستوى الفعالية الهجومية، بات يراهن على ركلات الجزاء حتى يزور شباك الخصوم، مع وصول عدد الركلات التي حصل عليها إلى 6 ركلات ترجم 5 منها البرازيلي إيغور كورونادو إلى أهداف، بعدما كان قد ترك الركلة الأولى أمام الفجيرة ليسجلها مواطنه كايو لوكاس.
وأصبح مستوى إيغور هداف الفريق وصيف هدافي المسابقة، يثير الجدل والقلق عند بعض الفنيين والمراقبين، وإن كان لا يزال يحظى بإعجاب الجماهير.
وتوقف اللاعب عن تأدية دور «المايسترو» أو صانع الخطر، وهو ما كان يجيده ببراعة في الموسمين الماضيين، لتغيب فعاليته على مستوى تموين المهاجمين بالكرات السانحة للتهديف، والاكتفاء بدور المنفذ لركلات الجزاء، بعدما كان قد صنع 12 هدفاً في موسم الفوز باللقب، و6 تمريرات في الموسم «الملغى».
وبلغة الأرقام يتضح أن كورنادو سجل 8 أهداف هذا الموسم، منها 5 من ركلات جزاء، أمام كل من النصر (ركلتين)، وركلة في مرمى كل من الجزيرة والظفرة وشباب الأهلي، بينما سجل هدفاً في مرمى الفجيرة من ركلة حرة مباشرة، وهدفاً واحداً من كرة متحركة من داخل الصندوق أمام العين، وواحدة من خارج المربع أمام الظفرة.
ويعاني المدرب العنبري من مشكلة الالتزام بتنفيذ الواجبات الدفاعية من الثلاثي الهجومي، إيغور وكايو وويلتون سواريز، وهو ما يضع الكثير من الجهد على عاتق اللاعبين الآخرين على مستوى المساندة والتغطية الدفاعية، وهي مشكلة بات حلها ضرورة، حتى يتمكن الفريق من المضي قدماً على سكة النجاح في القادم من الجولات.
مباريات سهلة
أما على مستوى التنافس، فقد أنهى الشارقة المواجهات المباشرة مع الكبار بنجاح، ولم يفقد خلالها سوى نقطتين فقط بالتعادل الأخير مع شباب الأهلي بينما تفوق على الوحدة والنصر على أرضه 2-1، وعلى العين في دار الزين بنفس النتيجة، وعلى الجزيرة في ملعب محمد بن زايد بهدف دون مقابل.
وبات على الشارقة في القادم من الجولات جملة من التحديات، أهمها تحقيق المنطق والتغلب على الفرق التي تحتل الجزء الثاني أو الأسفل من الجدول، علماً أنه لم يلاق أي فريق منها سوى خورفكان حيث أضاع أول نقطتين.
وقد يستفيد الشارقة في القادم من الجولات، من أن المنافسين على القمة، سيخوضون مباريات صعبة ومواجهات مباشرة، ما قد يسهم في اتساع الفارق بينه وبينهم لو قدر له التغلب على المهددين في الجدول.
وأبقى التعادل شباب الأهلي في مكانه، حيث واصل الابتعاد عن الصدارة بفارق 7 نقاط، رغم الأداء الجيد الذي قدمه في الشوط الثاني، دون أن يعرف استغلال التفوق، خاصة مع تواضع مستوى ومردود اللاعبين الأجانب.
وصافة الجزيرة
وكان الجزيرة المستفيد الأكبر من الجولة بعدما تقدم إلى وصافة الترتيب بفوزه الثالث على التوالي في المسابقة على حساب الفجيرة في ليلة تألق بها خلفان مبارك على مستوى صناعة الأهداف بتمرير كرتين حاسمتين، وتألق زايد العامري بتسجيل ثنائية.
ونجح رهان الجزيرة حتى الآن على اللاعبين المواطنين، من خلال تواجد 3 لاعبين أجانب فقط في تشكيلته، علماً أن النيجيري إيزيكيل انضم متأخراً للفريق، كما لم ينجح في استكمال اللقاء أمام الفجيرة، ليخرج مصاباً.
ويتصدر الجزيرة ترتيب الفرق الأكثر رهاناً تهديفياً على اللاعبين المواطنين (11 هدفاً من أصل 17، مقابل 4 أهداف للاعبين الأجانب).
وسيكون الجزيرة بأمس الحاجة للفوز في المرحلة التاسعة على جاره الوحدة في ديربي العاصمة حتى يثبت المؤهلات الفنية التي تساعده في البقاء قريباً من القمة.
واستخدم الجزيرة أسلوب الاستنزاف فعمد إلى إرهاق المضيف في الحصة الأولى، قبل أن ينقض عليه في الشوط الثاني ويسجل الثلاثية التي ضمن بها نيل النقاط الثلاث.
تراجع النصر
وفشل النصر في تقليص الفارق مع الشارقة المتصدر إلى نقطة واحدة، بعدما أضاع بدوره نقطتين حين عاد من كلباء بتعادل دراماتيكي مع الاتحاد.
وفشل «العميد» في استغلال تعثر الشارقة في اليوم الأول، ووجد نفسه متأخراً بهدف، قبل أن يتقدم في الشوط الثاني بثنائية تيغالي، ليرد مالابا سريعاً بهدف التعادل بعد أقل من دقيقتين.
ولم يكن هدف كواس كافياً ليمنح الفريق «الأزرق» الفوز، بعدما استغل البديل منصور البلوشي كرة مرتدة من الحارس ليتابعها في الشباك مانحاً فريقه نقطة ثمينة هي العاشرة في آخر 4 مباريات.
وأسهمت النقطة الغالية في تحسين مركز الفريق في جدول الترتيب، ليرفع غلته إلى 13 نقطة، وليبتعد أكثر عن دائرة المهددين، بينما تسبب التعادل في ضياع مركز الوصافة من النصر والتراجع إلى المركز الثالث بفارق الأهداف عن الجزيرة.
خسارة قاسية
ومني العين بخسارة قاسية وتاريخية أمام مضيفه بني ياس بأربعة أهداف مقابل هدف، في لقاء تميز بسيناريو «مجنون» بعدما تمكن أصحاب الأرض من زيارة شباك خالد عيسى في أول 5 دقائق في مناسبتين، وهي المرة الأولى التي تهتز بها شباك العين مرتين قبل انتهاء الدقائق الأولى من عمر اللقاء.
وبدا أن لاعبي العين لا يزالون يعيشون نشوة الفوز بـ«الكلاسيكو» على الوحدة، فظهر الفريق تائهاً، وغائباً عن المجريات، حتى الهدف العيناوي الذي تم تسجيله جاء بكرة عرضية طائشة تحول مسارها لتدخل في مرمى بني ياس.
وكشفت المباراة عن حجم الكوارث التي يعاني منها خط الدفاع الذي بدا خارج الخدمة لينجح المتألق البرازيلي جواو بيدرو ومعه السهم سهيل النوبي في تسجيل رباعية بواقع ثنائية لكل منهما.
أما الوحدة الذي خسر «كلاسيكو» الجولة الماضية، فتعرض لمطب جديد بعد التعادل مع الظفرة في ملعب آل نهيان، ليخسر الفريق العنابي النقطة الرابعة على أرضه بعدما كان قد تعادل في الجولة الثالثة مع شباب الأهلي.
«ريمونتادا» خورفكان 
أسهمت «ريمونتادا» مجنونة لفريق خورفكان أمام مضيفه حتا في نيل الفريق «الأخضر» دفعة كبيرة والخروج من النفق المظلم.
وتأخر خورفكان أمام مضيفه حتا بهدفين حتى ربع الساعة الأخير من زمن المباراة، لينجح الثنائي البرازيلي رامون لوبيز وبرونو لاماس في تسجيل 3 أهداف ليحقق الفريق أول انتصار له هذا الموسم، وليرفع غلته إلى 5 نقاط.
وتقدم خورفكان بهذا الفوز إلى المركز 11 بفارق نقطة واحدة عن الفجيرة و3 نقاط عن عجمان و4 عن حتا صاحب المركز الأخير في الجدول.
ونال رجال المدرب البرازيلي كايو زاناردي العلامة المستحقة، قياساً إلى الروح القتالية، وعدم الاستسلام رغم التأخر.
وكان حتا تقدم بهدف أول عبر اللاعب الكولومبي كيفن قبل أن يضيف الزامبي موسوندا الهدف الثاني الذي حمل الرقم 100 في شباك خورفكان في المحترفين، لكن المضيف لم يعرف كيفية استغلال التقدم، لينهار في ربع الساعة الأخير ويمنى بالخسارة التي تثبت بها موقعه في أسفل جدول الترتيب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"