عادي

أيام الشارقة التراثية.. نافذة كبار السّن على الذكريات

19:57 مساء
قراءة دقيقتين

بين فعاليات أيام الشارقة التراثية ال18 يعود كبار السن إلى الماضي، لتذوّق حلاوة أيامه، بعضهم يجوب ساحاتها، ويتنقلون بين بيئاتها، يشعرون بأنهم يسيرون في سكك الفرجان العتيقة، بينما آخرون يفترشون الأرض، ويسندون ظهورهم إلى جذوع النخل، في لحظة تفتح أبواب ذاكرتهم، يطربون على أنغام فرق الفنون الشعبية، من عيالة وهبان وليوا، بينما دِلال القهوة تدق حواف الفناجين، في علامة على كرم الضيافة الإماراتية.

لا تكاد الابتسامة تمحى عن ملامحهم وهم يجوبون الساحات ويتنقلون بين فعاليات الدورة ال18 من الحدث الذي يستمر حتى 10 إبريل/ نيسان الجاري، وما إن تسألهم عما يدور في خلدهم، حتى تفيض مشاعرهم، وتلمع عيونهم فخراً واعتزازاً بماضيهم، فيتحدثون عن ذكرياتهم في هذا المكان، حيث كل شيء ينتمي إلى الماضي، عندما كانت البساطة هي سمة أيامهم.

ويتذكر الوالد سالم ناصر، أيام زمان، ويقول: أشعر خلال أيام الشارقة التراثية بأنني أعيش طفولتي وشبابي من جديد، فكل ما يدور حولي يعيدني إلى تلك الأيام الجميلة، عندما كانت بيوتنا تصنع من السعف والحجارة والطين، وعندما كنا نذهب إلى البحر، للصيد وطلباً للرزق، وكنّا نمارس حياتنا بكل بساطة. ويضيف: تذكّرني هذه الأجواء بتلك الأيام التي تعلمت فيها كل الحرف المتعلقة بالبحر، فأنا عشت تلك الفترة التي كنا نبني فيها السفن، ونعمل فيها بفلق المحار، بينما الآخرون يذهبون في رحلات الغوص ويغيبون في البحر لأيام.

وتحت ظلال النخل، يتخذ الوالد سالم محمد سعيد مجلساً، يراقب كيف كانت تتم صناعة الحبل من «ليف النخل»، ويرسم ابتسامة على وجهه، تعبيراً عن سعادته في الأجواء، التي يصفها ب«الجميلة»، ويقول: أحب العيش في هذه الأجواء، فهي تذكّرني بأيام الماضي، عندما كنا صغاراً، ونساعد عائلاتنا في حِرفها، فقد تعلمت مهنة صناعة الحبل سنوات طويلة، عن طريق والدي، وأجدادي.

ويضيف: أحنّ إلى تلك الأيام، بكل ما فيها من بساطة، حيث كانت بيوتنا دافئة رغم صغرها، وبلا شك فإن أيام الشارقة التراثية، تشبه أيام زمان، عندما كانت الناس يصنعون السفافة والدعن ويجففون التمر.

أما راشد العبدولي، فيقول: أحب أيام الشارقة التراثية، التي تتيح لنا رؤية الماضي وعيش أيامه، نتعرف من خلالها إلى طبيعة الحرف والمهن التي كانت سائدة في البلاد قديماً، ونتعرف إلى حياة الأجداد والآباء، وكيف تمكنوا من مواجهة قساوة الحياة، ويواصل: تعجبني فكرة «الأيام»، فهي السبيل لتعليم أبنائنا وأطفالنا أصول الحرف القديمة، ونطلعهم على ماضينا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"