عادي

تتويج بلاغة الصورة

04:28 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله عبدالكريم

لم تعد الصورة مجرد لقطة يسجلها المصور لتجميد لحظة زمنية لن تعود أبداً، وإنما أصبحت اليوم، كما يقول الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، في افتتاح «إكسبوجر ٢٠١٩»: «السلاح الأقوى في الإعلام.. أقوى من النص؛ كونها لا تحتاج إلى ترجمة، فالعالم بلا صور يفتقد لجزء كبير من ذاكرته الفردية والجماعية». المعرض في نسخة هذا العام شهد تفاعلاً جماهيرياً كبيراً، وربما يعود ذلك إلى تزايد شغف الناس بالصورة، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع في ابتكار أدوات التصوير، كذلك القدرات الرائعة للفريق القائم على المعرض في جذب الانتباه والقدرة على الإبهار مع كل مناسبة وبوتيرة متجددة.
لقد أدركت الشارقة أهمية الصورة، وخصصت مهرجاناً يعد من بين الأهم في مجاله إقليمياً ودولياً؛ إذ يجمع في كل دورة من دوراته أهم الفاعلين في هذا النمط الإبداعي الذي يجذب الكثيرين اليوم حول العالم. ومنذ دورته الأولى سعى المهرجان لتحقيق رؤية إمارة الشارقة في أن تكون وجهة للمبدعين والمثقفين، وها هو اليوم في دورته الرابعة يثبّت أقدامه، ويضع الإمارة في واجهة المدن التي يعشقها المصورون وتحتفل بها الصورة.
وإذا كان المهرجان يحتفي بجمال الفن، فإنه لا يغفل رسالته السامية في التعرف إلى حكايات الناس والتواصل معهم، كما أن الدور الذي تؤديه الصورة لا يقل أهمية عن الكلمة في تعزيز الروابط بين البشر، بل في كثير من الأحيان تصبح الصورة خيراً من ألف مقال كما يشاع، فمهمة المصور هي إبراز أصوات الآخرين، والتعريف بحضورهم في الحياة بين ثنايا وجزئيات الصورة..
إن العالم واسع ومليء بالحكايات، ولن تستطيع الكلمة منفردة أن تصف كل شيء، وهنا تبرز قيمة الصورة وأهميتها، فقد أثبتت قدرتها بأن تكون أكثر بلاغة من الكلام في كثير من الأحيان.
وقد أدركت الشارقة ذلك مبكراً، من خلال هذا المهرجان الذي من بين أهدافه المهمة وضع الإمارة على خريطة السياحة العالمية.
لقد أضحى «إكسبوجر» منصة تستقطب نخبة المصورين العالميين؛ ليلتقوا على أرض الشارقة، ويتبادلوا الإبداع والجمال والمعارف.
ومن حسن الطالع تزامنه مع نيل الشارقة لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، لتثبت مجدداً استحقاقها لأن تكون عاصمة الثقافة والفنون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"