عادي

قراءة «صندوق النقد» في تداعيات «كورونا» وتراجع النفط على اقتصادات الشرق الأوسط

19:19 مساء
قراءة دقيقتين
دبي: عبير أبوشمالة

أكد جهاد أزعور مدير منطقة الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى، لدى صندوق النقد الدولي، أن تأثيرات فيروس كورونا المستجد، والتراجع الحاد في أسعار النفط العالمية، حادة، وآخذة في التفاقم على اقتصادات دول المنطقة، قائلاً إن الجائحة أصبحت التحدي الأكبر الذي يواجه اقتصادات المنطقة على المدى القريب. ولفت إلى أن التأثير سيكون أشدّ وقعاً على الاقتصادات الأكثر ضعفاً، والتي تعاني النزاعات مثل العراق والسودان، واليمن، مع ضعف أنظمة خدمات الرعاية الصحية في هذه الدول، إضافة إلى إمكانية تراجع الواردات في ظل الخلل في حركة التجارة العالمية، والنقص المتزايد في المعدات الطبية، وغيرها من المنتجات ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
وأضاف قائلاً إن الدول المنتجة للنفط في المنطقة ستواجه كذلك تأثيرات إضافية مع التراجع الحاد في أسعار النفط، بنحو 50% عن المستويات السابقة، وانخفاض مستويات الطلب العالمية مع تباطؤ حركة السفر العالمي، إضافة إلى النمو في المعروض بعد إخفاق التوصل إلى اتفاقية جديدة للإنتاج بين دول مجموعة (أوبك بلس). وقال إن اقتصادات المنطقة سوف تشهد تباطؤاً في النمو على الأقل خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأشار إلى بعض التأثيرات في دول المنطقة، منها تراجع حركة السياحة بنحو 80% في مصر، وتأثر حركة السياحة والضيافة بشكل عام، على مستوى دول المنطقة، مع فرض قيود على السفر، ما سيؤدي إلى ارتفاع البطالة مع الاستغناء عن وظائف في هذه القطاعات.
ولفت إلى تأثر قطاعات الصناعة مع توقف خطط الاستثمار حتى إشعار آخر، علاوة على التراجع في مستويات ثقة قطاعات الأعمال.
وقال إن تدفقات الاستثمارات الخارجية المباشرة إلى المنطقة تراجعت بنحو ملياري دولار منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي، مع خروج لافت للرساميل من بعض الدول في الأسابيع الماضية.
وقال إن حماية المواطنين من تفشي الفيروس تأتي على رأس الأولويات لحكومات المنطقة، وسياساتها في هذه المرحلة، مؤكداً أن على الحكومات ألا تقصر في الإنفاق في مواجهة التداعيات الصحية والاجتماعية لشعوبها في هذه المرحلة، حتى لو أثر ذلك في موازناتها. وقال إن على الحكومات بعد ذلك أن تركز على منع تأثيرات الفيروس الاقتصادية من التحول إلى ركود حاد، مع التركيز على دعم الموظفين والشركات في مواجهة التوقف الحاد والمؤقت في الأنشطة الاقتصادية.
وقال جهاد أزعور إن دولاً عدة، ومنها الإمارات والسعودية، اعتمدت تدابير وخططاً ضخمة لدعم اقتصاداتها، شملت ضخ سيولة، وخفض رسوم حكومية، مشيراً إلى أن دولاً أخرى في المنطقة لا تملك القدرة على اتخاذ هذه التدابير، وقال إن الصندوق تلقى العديد من طلبات الدعم من دول المنطقة، وهو ينظر فيها تباعاً في الأيام القليلة المقبلة، وسيبدأ بتوفير تمويل لقرغيزستان لمواجهة تحديات «كورونا المستجد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"