.. وفاز «اليمين المتطرف»!

03:57 صباحا
قراءة دقيقتين
عوني صادق

أظهرت نتائج الانتخابات «الإسرائيلية» أن بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود واليمين المتطرف، استطاع أن يكذّب كل التوقعات وأن يعود بقوة ليصبح المرشح القوي لتشكيل حكومة «إسرائيلية» جديدة.
كان الناخبون «الإسرائيليون» قد توجهوا صباح الاثنين، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم للمرة الثالثة في أقل من عام لانتخاب الكنيست (23). كل الاستطلاعات التي أجريت عشية بدء عمليات التصويت أظهرت أن شيئاً جوهرياً لم يدخل على الوضع الانتخابي، وأن نتائج تصويت هذه الجولة لن تختلف عن نتائج الجولتين السابقتين. لكن نتنياهو، في تصريح أدلى به عشية بدء التصويت، قال إنه هذه المرة سيتمكن من جمع (61) صوتاً اللازمة لتمكينه من تشكيل حكومة جديدة، على عكس ما جرى في المرتين السابقتين.
وقد تبين أن تصريح نتنياهو لم يأت من فراغ ولم يكن مجرد زعم انتخابي، حيث أظهرت النتائج أن معسكر نتنياهو حصل على 60 مقعداً، بينما حصل معسكر بني جانتس على 39 مقعداً. وهكذا أصبح نتنياهو بعيداً عن تشكيل حكومة جديدة مسافة مقعد واحد، متفوقاً على خصمه بعشرين مقعداً وهو أمر لم تتوقعه أسوأ التقديرات بالنسبة لجانيتس.
لقد كان رصد المعطيات الخاصة بالانتخابات في هذه المرة، لا يشير أبداً إلى تغيير ولو ضئيل قد حصل في الفترة المنقضية على الانتخابات السابقة يمكن أن يفيد بأن وضع الحزبين الكبيرين المتنافسين ( اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو، واليمين الوسط بزعامة بني جانتس) قد تغير، لكن النتائج التي أشرنا اليها كذبت تللك المعطيات، وأظهرت أن جهود نتنياهو وفريقه استطاعت أن تغير المعطيات السابقة بشكل كبير.
في الوقت نفسه، أظهرت النتائج نفسها أن زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان وحزبه قد فقدا الأهمية التي كانت لهما بعد أن احتفظا بمقاعدهما السبعة، بحيث لم يعد نتنياهو محكوماً لهما في تشكيل الحكومة الجديدة. على ذلك، لم يعد ليبرمان يملك «المفتاح»، ولم يعد نتنياهو محكوماً له. كذلك لم يعد جانتس قادراً على الاستفادة من التعاون مع القائمة المشتركة.
كانت مخاوف نتنياهو من قيام تعاون بين جانيتس و«القائمة المشتركة» تقوم على أساس أن «القائمة المشتركة» تستطيع أن تزيد عدد المقاعد التي يمكن أن تحصل عليها مقعداً أو اثنين، لتحصل على (15) مقعداً بدلاً من (13) مقعداً.(وقد أظهرت عمليات الرصد أن نسبة تصويت العرب دلت على ارتفاع في نسبة تصويتهم مقارنة بالمرتين السابقتين).
وقد ارتفعت حصيلة المقاعد التي حصلت عليها القائمة إلى 15 مقعداً بالفعل، لكن في وقت لم يعد لجانتس فائدة من هذه الزيادة بعد أن اتسع الفارق بين معسكره ومعسكر نتنياهو.
ولا شك في أن إجراء ثلاث جولات انتخابية في أقل من عام، دون التمكن من تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد، يشير إلى وضع سياسي شبه مشلول، إن لم نقل وضعاً مشلولاً تماماً، وكان يمكن أن تنتهي الأمور بالذهاب الى انتخابات رابعة. وهو ما يثير في الذهن تساؤلاً حول احتمالية أن تكون «إسرائيل» قد اقتربت من الانقلاب العسكري، وكان محللون «إسرئيليون» قد تحدثوا في الماضي عن مسألتين خطيرتين تلوحان في أفق السياسات «الإسرائيلية» وهما الانقلاب العسكري والحرب الأهليةّ !!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"