التعليم الثقافي

03:37 صباحا
قراءة دقيقتين
باسمة يونس

يسهم التعليم الثقافي في تعزيز الوعي وتكوين هوية فردية، ويشجع على اتخاذ موقف إبداعي واضح يستفيد منه الأطفال والشباب طوال حياتهم. ويمنح التعليم الثقافي المتعة ويسهم في الشعور العام بالرفاهية والسعادة. وتعتمد أهمية التعليم الثقافي على كون الثقافة هي السلوك الاجتماعي لأي مجتمع له اتجاهاته وقيمه، فكل مجتمع له طريقته الخاصة وأسلوبه في الحياة. وتركز الثقافة على معرفة الأخلاق والقواعد والتقاليد وغيرها.

وتشكل الثقافة اليوم جزءاً من العمل اليومي في المدرسة، كهواية تمارس ما بين الدروس، أو كبرنامج إثرائي يقدم ما بعد المدرسة، لكنها لم تصبح إلى اليوم منهاجاً ثقافياً وطنياً يربط المدارس والمراكز الثقافية بعضها ببعض، ويساعد على التركيز على التعلم القائم على فهم موضوع بطريقة شمولية، بدلاً من تدريسه في حدود موضوعية صارمة.

وعند الحديث عن وضع خطة للتعليم الثقافي، فهذا يعني أهمية التعاون بين قطاعي التعليم والثقافة، ومختلف المؤسسات الفنية والثقافية والمدارس، لصياغة الخطة وتحديد المطلوب من هذه الثقافة، وأهم ما يمكن إدراجه ضمن الخطة للوصول إلى الأهداف المنشودة.

كما تعتمد الخطة على الفرص المتاحة مثل مكتبات المنطقة، والمعارض والمسارح والمراكز الفنية، والمتاحف والوجهات الثقافية ومواقع التراث.

ويتم توجيه التعليم الثقافي من خلال تخطيط التعاون بين المدارس والمؤسسات الثقافية، لرسم خارطة تعليم الثقافة والفن والتراث الثقافي، وتحويلها إلى جزء من التعليم العام، لإعطاء جميع التلاميذ في المدارس والجامعات، الفرص العادلة للتعلم.

والتعليم الثقافي لا يقتصر على المبادرات الوطنية ولا على دمج الثقافة في المنهاج العام، واكتسابها عبر دروس الإعلام والتاريخ والفنون بصفتها من أهم وسائل الوعي بالذات وبالثقافة؛ بل يتخطاها نحو إضافة الثقافة إلى مناهج العلوم والدروس الاجتماعية القادرة على غرس أهم المعارف التي تشكل معنى التعليم الثقافي.

ويساعد التعليم الثقافي على تنمية شباب واعين بثقافتهم وثقافة الآخرين، يرتبطون مع العالم ويُدركون أنهم جزء لا يتجزأ منه، كما يسهل تنمية وعي الأطفال من خلال تقديم موضوعات المنهاج المختلفة بالطرق والأدوات المتعددة، التي تتناسب مع مراحل نموهم وتدعم تشكيل وعيهم الثقافي المستقبلي. فكما تساعد القصص الخيالية الأطفال من عمر الخامسة إلى السابعة، على التفكير بثقافتهم والتعرف إليها، يصبح التعلم بالأسلوب الجماعي هو المحفز على التعلم للأكبر سناً.

وأهم ما في التخطيط للتعليم الثقافي هو توضيح معنى الثقافة التي يحتاجها المجتمع للمتعلمين والمعلمين، ومديري المدارس وصناع القرار في مجال التعليم، من أجل مشاركتهم وتوعيتهم بالأدوات المناسبة لتوصيل هذه الثقافة إلى المتعلمين عبر مراحل نموهم بالطرق التي تتناسب مع هذا النمو.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتبة ومستشارة في تنمية المعرفة. حاصلة على الدكتوراه في القيادة في مجال إدارة وتنمية المواهب وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورابطة أديبات الإمارات. أصدرت عدة مجموعات في مجالات القصة القصيرة والرواية والمسرح والبرامج الثقافية والأفلام القصيرة وحصلت على عدة جوائز ثقافية.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"