شاعر في أرذل العمر

02:45 صباحا
قراءة دقيقتين
يوسف أبولوز

بلغ الشاعر العراقي سعدي يوسف من العمر عتياً. إنه في أرذل العمر، ولكن مَنْ هو في الثمانين أو بالقرب منها من البشر الأسوياء لا يهرف ولا يخرف ولا يهلوس. الشاعر سعدي يوسف (هل ما زال شاعراً؟) قبل مدة زار إحدى الدول العربية، وظهر بين مريديه وهو يعلق قرطاً في أذنه، ومنذ شهور نشر هذا اليساري الذي يتحول رويداً رويداً إلى «داعشي» نصاً أثار غضب الأكراد بعد أن سمى إقليمهم «قردستان»، ووصل الأمر بمثقفين كرد إلى الدعوة إلى حرق كتبه، وقبل هذه الصرعات والخيبات التي لا تليق به وبعمره أعلن أنه ضد ثورة الناس البسطاء العزل من السلاح في سوريا، وبالطبع لم يأت هذا الموقف إلا بدوافع مذهبية طائفية مقيتة كشفت كم كان سعدي يوسف مملوءاً بالكذب والزور، فهو كان يكتب قصائد يبدو سطحها مبهرجاً بفكر ديمقراطي حرّ يدعو إلى كرامة الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه، بل وحقه في التغيير وفي الثورة على كل ظالم وكل طاغية، ولكن اتضح أن هذه الأفكار اللماعة مجرد زيف، ومجرد رغوة لغوية أو طرطشة «شعرية».

كتب سعدي يوسف قبل فترة أيضاً قصيدة يتوقع فيها سقوط بغداد، وقد أثارت هذه القصيدة غضب الكثير من المثقفين العراقيين الذين يحترمون أنفسهم، ويحترمون أوطانهم حتى وهي تحترق، وظلوا في بلدهم تحت النار والجبروت شجعاناً وأبطالاً في الحياةوالكتابة، ونبلاء في العيش والحياة، فيما كان صاحبنا قبل أن يصل إلى أرذل العمر، ومنذ شبابه، قد ترك بلاده وراح يتسوّل بعض حركات التحرر الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية على وجه التحديد ليعيش في مقاهي بيروت، ومن ثم في لندن.
آخر تقليعات سعدي تأييده للشاب الارهابي التونسي مدمن المخدرات الذي قتل البريطانيين المدنيين الأبرياء في شاطئ سوسة في تونس.
من المعروف أن سعدي يوسف انتهى شعرياً منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، عندما لمع في مجموعته «الأخضر بن يوسف» ثم نام على هذا المجد الشعري الوحيد، وثم أيضاً نام على تاريخه اليساري.
منذ الثمانينات، وسعدي يوسف يرتكب حماقات تلو حماقات، إنه يبصق دائماً في الصحن الذي يأكل منه، وكم من مؤسسات ثقافية تكرمه في الصباح، فيسيء إليها في المساء.
أحد القراء كتب على الشبكة العنكبوتية قائلاً: إنه ليس من المستغرب أن يمدح سعدي يوسف قائد «داعش» البغدادي، ومعلق آخر قال: على السلطات البريطانية تطهير أرضها من هؤلاء الاشخاص الذين يقسممون المجتمعات ويشجعون الشباب على الارهاب .
نحن نقول له: احترم تاريخك، واحترم الشعر،توقف عن كتابته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"