خطة أبوظبي

04:44 صباحا
الصورة
صحيفة الخليج
قبل الكلام عن خطة أبوظبي ومستجداتها لا بد من التوقف طويلاً أمام ملتقى موظفي حكومة أبوظبي الذي انعقد في رحاب الشهر الكريم، شهر الخير والفضل والمحبة واللقاء. ليس لقاء للعمل مجرداً مما يزيّنه أو يجب أن يزيّنه من ود وإخلاص، والاجتماع في شهر رمضان يوحي بحميمية لا تكون أو تتوافر في غيره من الشهور بالسوية ذاتها، وإن كان اللقاء المستمر مطلباً مهماً، وأبعد من ذلك، شرطاً لازماً.
اللقاء، في حد ذاته، ركن أساسي في صرح الاستدامة، وحين تكون الاستدامة شرط التنمية، فإن الأجواء، يقيناً ومن غير ريب، أجواء ثقة وطمأنينة.
وفي ملتقى موظفي حكومة أبوظبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي، تم إطلاق مستجدات خطة أبوظبي. المستجدات تعني أن التأسيس تم ويتم ويحقق المنجز بل المنجز المعجز، والمستجدات تعني أن خطة أبوظبي، ككل خطة عصرية ناجحة، تمتلك، ومن داخله، القدرة على المتابعة والمواكبة والمبادرة، وإذا كان العنوان الكبير لأداء دولة الإمارات يختصر في كلمات الابتكار والإبداع والمعرفة، فإن أبوظبي تحقق ذلك على وجه لافت غير مسبوق، ما يجيّر لمصلحة دولة الإمارات وشعبها لا لأبوظبي فقط.
من أبرز سمات خطة أبوظبي التكامل بين مفرداتها وعناصرها، الأمر الذي يستدعي تفاهم فرق العمل وكأنها فريق عمل واحد، والأمر من بعد ليس سهلاً، لكن تجربتنا في أبوظبي والإمارات منذ البواكير الأولى وعهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، علمتنا أنه ليس مستحيلاً.
نجاح الخطة يقود إلى المزيد من النجاح، فالعمل التنموي تأسيسي وتراكمي بالضرورة، لكن يلزم التنبيه إلى أن الإبقاء على النجاح يتطلب جهوداً متعاظمة من قبل الجميع من دون استثناء، حيث الجميع لفظ يشير إلى الأفراد والمؤسسات معاً.
لا بد من تعاون الجميع، وأوله معرفتهم بالخطة كل فيما يخصه ويعنيه، وفق التشريعات واللوائح والقرارات المرعية. المعرفة هنا ليست شعاراً برّاقاً مفرّغاً من مضمونه، وإنما الإشارة والبوصلة والطريق. المعرفة واجبة على الجميع، والمؤسسات معنية بتحقيق شروط تنمية الموارد البشرية، حيث الإمارات من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعتبر الثروة البشرية أغلى الثروات مطلقاً.
وخطة أبوظبي الناجحة مؤهلة لمزيد من النجاح لاعتمادها مبدأ الشفافية، وما الإحاطة في الليلة الرمضانية المباركة بمستجدات الخطة إلا من باب الإيمان بأهمية وضرورة الشفافية، وهل تتحقق شراكة على هذا المستوى في غياب المكاشفة والشفافية؟
كل مسؤول وموظف في أبوظبي مدعو إلى الإسهام الإيجابي في خطة تصل نتائجها إلى الناس كل يوم.

ابن الديرة

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

عن الكاتب: