شراكة استراتيجية

زيارة تاريخية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات، واستقبال مليء بالحفاوة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبّرت فيه دولة الإمارات عن تقديرها لروسيا وشعبها ورئيسها.
المباحثات المطولة تناولت علاقات الصداقة والتعاون الثنائي بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها على المستويات كافة، فضلاً عن تبادل وجهات النظر حول التطورات في الساحتين الإقليمية والدولية بشكل عام وفي منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط بشكل خاص. فقضايا المنطقة كثيرة ومتشعبة، ولذا اكتسبت المباحثات زخماً حول الكثير من القضايا.
الزيارة الكبيرة بمعانيها اكتسبت أهمية في توقيتها، ودلالات ذلك في تأكيد الدور الفاعل لدولة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي، في مختلف الجوانب سياسياً واقتصادياً.
اقتصادياً، تطرقت المباحثات للدور الكبير الذي يلعبه البلدان في الحفاظ على إمدادات النفط واستقرار السوق العالمي وتوازنه، وسياسياً اتفق البلدان على ضرورة التصدي لخطر التطرف والإرهاب والقوى التي تقف وراءه، واعتبرا أن الإرهاب أكبر تهديد للسلم والاستقرار الدوليين، ومصدراً للكراهية بين الشعوب.
لقد أكدت الإمارات وروسيا العمل لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وفق مبدأ الحفاظ على الدولة الوطنية، فيما جاء تأكيد أن أمن دول منطقة الخليج العربي يمثل مصلحة دولية وليست إقليمية فقط.
على مستوى علاقة الشراكة الاستراتيجية، فإنها تشكّل نقلة نوعية في مسار علاقات البلدين، تشمل المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية والعلمية والتكنولوجية والسياحية وغيرها، نقلة نوعية في مسار العلاقات، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، يعبّر عن توفر إرادة سياسية مشتركة للارتقاء بهذه العلاقات ودفعها إلى آفاق أرحب، كما يمثل هذا الإعلان إطاراً أساسياً للعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً للعلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
لقد قام صاحب السمو ولي عهد أبوظبي ب 6 زيارات إلى روسيا خلال خمسة أعوام، وجمعته لقاءات كثيرة بالرئيس الروسي، والعنوان دائماً المصالح المشتركة واستقرار العالم. علاقات ثقة واحترام متبادل تستند إلى إرث ثري من التعاون، يحرص البلدان على تنميتها وتقويتها، واستثمار المقومات والإمكانات لتعزيز الشراكة وفتح آفاق أرحب لها.

[email protected]