عادي

استنساخ أجنبي ونسختان في السينما العربية

03:00 صباحا
قراءة دقيقتين
قدمت السينما المصرية نسختين مشابهتين لفيلم «المخدوع»، لكنهما مأخوذتين عن رواية «جريمة في جزيرة الماعز» للكاتب الإيطالي أوغو بيتي التي لاقت نجاحاً كبيراً منذ صدورها عام 1946 وحولها كثر إلى مسرحيات وأعمال سينمائية. هذا التشابه الكبير في روح القصة والمعنى المقصود من ورائها، حول خداع الرجل للمرأة واستغلاله ضعفها، ووجود رجل واحد مع ثلاث نساء بطلات القصة، يجعلنا نتساءل إن لم يكن الأمريكي توماس كولينان قد استنسخ رواية أوغو بيتي ليقدمها بشكل آخر في «المخدوع» عام 1966 أي بعد عامين؟ توارد أفكار غير بريء، حيث الأبطال رجل و3 نساء، أو بالأحرى سيدتين وفتاة، الهدف الرئيسي أو روح القصة واحد، وهو استغلال الرجل للنساء والتلاعب بمشاعرهن لحماية نفسه، وفي المقابل انتقام المرأة وقدرتها على الدفاع عن نفسها حين تشعر بالخطر، أو بأنها مخدوعة. وهنا اللعب على فكرة «الخداع»، حيث تكون النسوة، أو الفتيات مخدوعات في البداية بالرجل، ثم يتبين أنه هو المخدوع بهن، وبرقتهن وضعفهن، ولا يدري أنهن يملكن ما يكفي من القوة لمواجهته عند الضرورة.
الرواية تحولت في السينما العربية إلى «الراعي والنساء» عام 1975 تأليف وإخراج علي بدرخان، بطولة سعاد حسني، وأحمد زكي، ويسرا، وميرنا وليد، ومن بعده فيلم «رغبة متوحشة» عام 1992 للمخرج خيري بشارة، كتبه للسينما وحيد حامد، وأدى أدوار البطولة نادية الجندي ومحمود حميدة وسهير المرشدي وحنان ترك.
في «الراعي والنساء» يخرج «حسن» (أحمد زكي) من السجن، ويقصد بيت وفاء (سعاد حسني) وابنتها سلمى (ميرنا وليد) وشقيقة زوجها عزة (يسرا)، ليخبرها بأنه صديق زوجها المسجون. يقيم معهن بهدف حمايتهن، فيقعن في حب حسن، وتبدأ المشاكل بينهن.
هذه التفاصيل تختلف أيضاً في كتابة وحيد حامد ل«رغبة متوحشة»، حيث يجعل للرجل «سيد غزال» (محمود حميدة) الخارج من السجن أيضاً، أكثر من عذر لإقامته مع النسوة، إذ يخبرهن بأن زوج ناهد (نادية الجندي) دفن كنزاً بالقرب من الصحراء، لذا فإن إقامته معهن مبررة بهدف الوصول إلى الكنز المدفون.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"