عادي

مسعود أمر الله: دعم الفيلم الإماراتي أهم من وجود نجوم

04:23 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار: محمد حمدي شاكر

يرى مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، أن إدارته كانت موفقة في اختياراتها للأعمال المقرر عرضها في دورة هذا العام التي تبدأ مساء غد، خصوصاً فيلمي الافتتاح «عداوات» والختام «حرب النجوم - الجيداي الأخير» الذي يعيد نجاح ختام العام الماضي بفيلم من السلسلة نفسها.
ويوضح آل علي في حواره مع «الخليج» أن لجنة البرمجة المسؤولة عن اختيار الأفلام شاهدت منذ يناير/ كانون الثاني الماضي نحو 4000 فيلم لاختيار أفضل 140 منهم، ويكشف أن هذا العام يشهد العديد من الشراكات المختلفة التي يستفيد منها المهرجان والجهات الأخرى. وينفي منح أي من ضيوف المهرجان أموالاً، موضحاً أن الأولى بالأموال دعم الفيلم العربي، خاصة الإماراتي.


* كمدير فني للمهرجان، كيف جاء اختيار فيلمي الافتتاح والختام؟ وما الصيغة النهائية لانتقاء أفلام المهرجان عامة؟
- عملية الاختيار طويلة جداً ومرهقة للغاية، ومن لا يعرف خلفية المهرجان والكواليس سيشعر أن الموضوع سهل، ولكن الاختيار صعب للغاية ونبدأ فيه منذ يناير/كانون الثاني من كل عام، أي نأخذ فترة راحة بسيطة جداً بعد انتهاء الدورة، ثم يبدأ فريق البرمجة في المشاهدة واختيار الأعمال التي تستحق أن تعرض في المهرجان، وشاهدنا ما يقارب 4000 فيلم لهذا العام، لاختيار 140 في النهاية.
تتم تلك العملية بالتجول في مختلف الدول والمهرجانات العالمية لمشاهدة الأفلام بمختلف اللغات للوصول للصيغة النهائية، إلى جانب التواصل مع شركات الإنتاج والتوزيع لمعرفة ما لديها والوقوف على أعمالها، التي كانت في مراحلها الأولى آنذاك، وستكون حاضرة في المهرجان كعرض عالمي أول.
وفي النهاية اختيار الأفلام عبارة عن عملية تنقيب وفلترة، تأتي من بعدها عملية أخرى داخلية لتوزيع الأفلام بين فيلمي الافتتاح، والختام وحفلات ال «جالا»، و«ليال عربية» وغيرها. وكل ما يهمنا في نهاية الأمر أن نأتي بعمل يستحق العرض في مهرجان بحجم «دبي السينمائي» وأيضاً يكون مناسباً لجمهوره بكل فئاته. وأعتقد أننا وفقنا في اختياراتنا سواء في فيلم الافتتاح «عداوات» لسكوت كوبر أو الختام «حرب النجوم».

* لماذا اختيار فيلم حرب النجوم في نسخته الثامنة للعام الثاني على التوالي، بعد ختام العام الماضي بالنسخة السابعة؟ وهل تعتمدون أكثر على الأعمال التجارية الجماهيرية؟
- أعتقد أن الموضوع عادي جداً، وربما يكون هذا العمل بنسخة جديدة إن وجدت في الأعوام المقبلة، فمادام هناك من يشاهد تلك الأفلام ويستمتع بها، فسنأتي بها، فهمنا أيضاً إلى جانب وجود فيلم قوي أن يعجب الجمهور. أما عن فكرة الاعتماد على الأعمال التجارية فهذا ليس صحيحاً تماماً، فهناك ثلاثة أو أربعة أعمال فقط من أصل 140 فيلماً اختيرت بعناية فائقة من الممكن أن تصنف تجارية وهو عدد ضئيل جداً، أضف إلى ذلك أنني لست مع مصطلح تجاري وغير تجاري وتلك التصنيفات، فالسينما في النهاية متعة وفن وثقافة.

* ما الذي يستفيده المهرجان من شراكاته مع مؤسسات عالمية ؟
- ليس المهرجان فقط من يستفيد، فالفائدة للجميع من خلال تلك الشراكات، ولدينا العديد منها في كل قسم من أقسامه، وكل منها مختلف عن الآخر. وكمبرمجين وباحثين عن أفلام، لدينا عدة شراكات مختلفة أيضاً سواء مع شركات التوزيع، أو الإنتاج، أو المخرجين، الذين ننتظر أعمالهم ونتابع خطواتهم أولاً بأول، إلى جانب أن هناك العديد من المخرجين أيضاً من مختلف الدول ينتظرون المهرجان كل عام، وفي النهاية لدينا العديد من الشراكات الممتدة على طول سنوات المهرجان وتزداد عاماً تلو الآخر.
أما فيما يخص الشراكة البريطانية لهذا العام فهذا التوقيت يعتبر ختام «عام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة والإمارات 2017»، ويقدم خلال المهرجان «أفضل ما يقدمه البريطانيون»، حيث تعرض أعمال كبريات الشركات والأعمال المبدعة الحاصلة على جوائز، وسنحاول إيجاد حلقة وصل ما بين خبراء السينما من المملكة المتحدة مع السينمائيين العرب.
كما أننا نتشارك مع «أكاديمية الفنون السينمائية والعلوم»، و«رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية»، ونتطلع إلى استقبال وفودهما في المهرجان هذا العام، ويُتابع هؤلاء الخبراء أثناء وجودهم عروض أفضل الأعمال الإقليمية، كما أنهم يشاركون خبراتهم وتجاربهم مع ممثلي الصناعة المحلية من خلال برنامج «سوق دبي السينمائي».

* دائماً ما تتنوع أعمال المهرجان، ولكن هذا العام إنتاجات السينما العربية ضعيفة، حتى الأعمال المصرية ضئيلة مقارنة بالأعوام السابقة، فما سبب ذلك؟ وهل من الممكن ألا نرى فيلماً عربياً في إحدى الدورات؟
- لا أعتقد نهائياً حدوث هذا الشيء يوماً ما أو خلال أي دورة، ويجب لفت انتباه العديد من الأشخاص إلى أننا المهرجان الأول في المنطقة الذي استحدث منذ الدورة الثالثة مسابقة «المهر العربي»، وهي مخصصة للأعمال العربية فقط بعكس المهرجانات العربية والدولية الأخرى، والسبب أننا نراهن على السينما العربية بشكل كبير جداً من النواحي الإنتاجية والفنية والتقنية، فهمنا في المهرجان أن نوضح للعالم قدرتنا على التواصل وعلى الزيادة في الأعمال بالكم والكيف والجودة.
وطوال 14 دورة لم نتهاون مع فيلم على أساس أنه عربي أو نقدم عملاً لا يستحق لمجرد كونه عربياً، لأن همنا الجودة وأن تظهر صورة الفيلم العربي بالشكل المميز أمام العالم، أما بخصوص أن هذا العام الأعمال ضئيلة، فهذا ليس صحيحاً فلدينا حوالي 70 فيلماً عربياً، و 3 أفلام مصرية منها واحد في المسابقة الرسمية وهو «زهرة الصبار»، واثنان هما «بلاش تبوسني»، و«طلق صناعي» في «ليال عربية».

* ونسعى لأن يكون الفيلم العربي بوفرة وجودة عالية وليس العكس، وهذا ما نقوم به من خلال المهرجان وتقديم العديد من المبادرات والجوائز، سواء للسيناريوهات المميزة، أو الدعم المقدم من «إنجاز»، أو من خلال الملتقى، والجوائز المختلفة الأخرى ك«آي دبليو سي» المقدمة لأفضل سيناريو خليجي، وجائزة وزارة الداخلية وغيرها.

* بمناسبة «آي دبليو سي» هل ترى أنها ساعدت الكتاب على تنفيذ مشروعاتهم، وحققت ما ترجوه؟
- هذه الجائزة حصراً للخليجيين، وما لاحظناه خلال السنوات الست الماضية، يدل على أن الفيلم الخليجي كان من الصعب تحقيقه لأي نجاحات، ولكن بعد الجائزة بدأ يذهب لمناطق أخرى، وتتنافس عليه الشركات والمنتجون خصوصاً من يشارك في الجائزة ليس فقط من يفوز فيها، وبالتالي بدأ الخليجيون والإماراتيون يلقون الدعم لأعمالهم.

* هل أصبح التواصل مع ضيوف المهرجان من كبار النجوم سهلاً خاصة بعد أن أصبح مصنفاً عالمياً؟
- منذ الدورة الأولى لم ندفع درهماً واحداً لنجم أو فنان مدعو للمهرجان، والفكرة هنا تتلخص في السؤال: هل أنت «كنجم أو مدعو» آتٍ للسينما أم لجمع الأموال؟ إذا كنت آتياً للسينما فمرحباً بك لأننا مهرجان للتبادل الثقافي والفني، أما إذا كنت آتياً للمادة فنحن لسنا بشركة توزع أموال، وما يتداول في الإعلام كلام ليس له أي دليل من الصحة وافتراء وبمثابة تغطية لقصور الآخرين، فكل ما نقوم به مع المدعوين وضيوف المهرجان ما هو إلا حسن الضيافة سواء في تنقلاتهم أو مكان إقامتهم والاحتفاء بهم وما شابه ذلك، فهل يعقل إعطاء نجم آلاف الدولارات لمجرد سيره لدقائق على السجادة الحمراء، وألا ندعم بهذه الأموال الفيلم العربي والإماراتي على وجه الخصوص؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"