أيام أحمد الشملان

شيء ما
04:00 صباحا
قراءة دقيقتين

قراء الخليج المخضرمون يتذكرون هذا الاسم جيداً، فعلى مدار سنوات كانت الزاوية اليومية لأحمد الشملان في هذه الجريدة، والمسماة أجراس تقرع كل صباح نداءات الحرية والأمل. وحين جمع أحمد مختارات من مقالاته، بعدما أوقفته جلطة مباغتة عن الكتابة، في كتاب حمل اسم أجراس الأمل، أهداه إلى رفيق صباه في المدرسة الثانوية بالكويت، الراحل الكبير تريم عمران.

في الإهداء كتب أحمد الشملان العبارة التالية: إلى تريم عمران رمز الوطنية والصدق والوفاء الباقي خالداً في نبض محبيه.

المنبر الديمقراطي في البحرين، الذي اختار منذ تأسيسه أحمد الشملان رئيساً فخرياً له، يقيم هذه الأيام مهرجاناً كبيراً متعدد الأنشطة احتفاء بهذا الرمز الوطني الكبير، وبتاريخ النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني ومن أجل الاستقلال الوطني والديمقراطية.

وبفضل تضحيات أحمد الشملان ورفاقه من المناضلين الوطنيين على مدار نصف قرن، واستمراراً لكفاح الأجيال السابقة أيضاً، نالت البلاد استقلالها، وتحقق فيها مناخ الحريات السياسية الذي أشاعته إصلاحات ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة منذ سنوات

لا يمكن كتابة تاريخ الحركة الوطنية الحديث دون الوقوف أمام دور أحمد الشملان الشجاع والمتفاني في نضال هذه الحركة، فعلى الدوام كان في قلب النضالات الوطنية والنقابية، منافحاً عنيداً عن حقوق الشعب، ولم يتردد أو يتوانى لحظة في دفع ضريبة ذلك بالسجن أو النفي، دون أن يفت ذلك من عضده، ودون أن تهون إرادته أو تضعف.

وتبرز أيام أحمد الشملان الأوجه المتعددة لعطاء الرجل، فهو الشاعر والأديب المهتم بالنقد والمسرح وصنوف الكتابة الإبداعية الأخرى، والكاتب اليومي في الصحافة المحلية والخليجية.

وأحمد الشملان هو أيضاً الإنسان المرهف المحب للموسيقا والفن، الذي كتب كلمات الأغاني والأناشيد الوطنية والابوريتات الغنائية التي قُدمت في الكثير من المناسبات، لذلك فإن تنوع فعاليات أيام الشملان يبرز ما في شخصيته من تنوع إبداعي ونضالي وإنساني.

الاحتفاء بهذه الشخصية الوطنية والعروبية البارزة، يحمل في طياته وفاء وتقديراً لمرحلة مجيدة مشرفة من تاريخ الحركة الوطنية في البحرين وفي منطقة الخليج العربي، وعلى المستوى القومي العربي العام أيضاً، حيث عبّد جيل أحمد الشملان الطريق الشائك الوعر للأجيال اللاحقة التي تسير على ذات الخطى، في اتجاه البديل الديمقراطي الذي عليه تنعقد الآمال في المضي بأوطاننا نحو آفاق التغيير المنشود.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"