الإنسان يحرق الكوكب.. ونفسه

02:30 صباحا
قراءة دقيقتين

جوان كول *

أكّد قمر صناعي تابع للاتحاد الأوروبي، أن شهر يونيو/ حزيران 2019، كان أسخن شهر على الأرض منذ بدء حفظ سجلات علمية نحو عام 1850. وفي واقع الأمر، لو أخذنا المعدلات بين عامي 1850 - 1900، لوجدنا أن شهر يونيو/ حزيران كان أسخن بمقدار 5.4 درجة فهرنهايت (أو 3 درجات مئوية). وكان بعض أجزاء أوروبا في حقيقة الأمر أسخن من المعتاد بمقدار 10 درجات مئوية (18 درجة فهرنهايت). وشهدت ألمانيا وإسبانيا حرائق هائلة. ويبدو أن الحرائق الإسبانية كانت ناجمة عن ارتفاع درجة حرارتها إلى حدٍّ جعل موقعاً للنفايات يشتعل تلقائياً.
والحالة المناخية الطارئة التي نجمت عن حرقنا للوقود الأحفوري، جعلت احتمالات حدوث موجة الحرّ أكبر بنحو 100 مرة، وفقاً لدراسة مناخية، على الرغم من أن العلماء متحفّظون في التقديرات، بتأكيد أن حرق الوقود الأحفوري جعل احتمالات موجة الحر، أكبر بخمس مرات على الأقل.
وفقدت المنطقة القطبية الجنوبية من الجليد في السنوات الأربع الماضية، أكثر مما فقدته خلال 34 عاماً، وفقاً لخدمة «يورونيوز» الإخبارية. وتذكر الخدمة أن «فقدان الجليد السريع، قلل جليد البحار في المنطقة القطبية الجنوبية إلى أدنى مستوياته خلال رصْد سجلّ الأقمار الصناعية على مدى 40 عاماً».
إننا نفعل ذلك لأنفسنا. وفي كل مرة نملأ فيها خزان سيارتنا التي تعمل بالبنزين، ونقودها، وفي كل مرة نحرق فيها الفحم الحجري لتوليد الكهرباء (في وسط الغرب الأمريكي، يشكل خليط الفحم في العادة 35 إلى 60%)، فإننا نضع في الغلاف الجوي غازاً خطيراً حابساً للحرارة، وثاني أوكسيد الكربون. ولا تزيد نسبة الأمريكيين عن 5% من سكان العالم، ولكنهم يضعون 5.5 مليار طن متري من ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام؛ ويضع العالم بأكمله 37.1 مليار طن متري من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً.
وبالتالي، فإن الولايات المتحدة تشكل أكثر من 14% من المجموع، أي ثلاثة أضعاف ما ينبغي أن نضعه لو تقيّدنا بنسبة عددنا إلى عدد سكان العالم.
إن نحو 64% من الأمريكيين يملكون المنازل التي يعيشون فيها. وإذا كان مالك البيت سيكون فيه على مدى 10 أعوام، أو أكثر، فإنه يخسر مالاً في واقع الأمر، بعدم تركيب ألواح شمسية على السطح.
وإذا كان المرء مالكاً للمنزل، ووضع ألواحاً شمسية، إضافة إلى استعمال سيارة كهربائية، فإن مدة استرداد ما دفعه هي نحو 6 سنوات، وبعد ذلك ستكون كهرباؤه مجانية تقريباً، إضافة إلى وقود السيارة المجاني إذا كان يشحن البطارية خلال ساعات النهار. وتدوم الألواح الشمسية نحو 25 عاماً، مع أن كفاءتها تنخفض قليلاً بمرور الزمن.
ويمكننا القيام بالدور المنوط بنا، ولكننا نحتاج أيضاً إلى انتخاب الساسة الذين سيعالجون المشكلة على نحو منهجي، ببنية تحتية واسعة. الحياة ستغدو أصعب، ولكنّ كونها ستغدو أصعب قليلاً، أو أصعب كثيراً، يتوقف علينا.

* أستاذ التاريخ في جامعة ميتشجان.موقع: «إنفورْمْد كومينْت»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"