التحول إلى طاقة نظيفة يعزز التنمية المستدامة

02:27 صباحا
قراءة 3 دقائق

د. علي توفيق الصادق *

تبلغ تكلفة إنتاج ساعة ميغاواط واحدة من الكهرباء حوالي 50 دولاراً للطاقة الشمسية مقابل تكلفة 102 دولار للإنتاج من الفحم.
المعروف أن أهداف التنمية المستدامة تمثل دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار. وأهداف التنمية المستدامة سبعة عشر هدفاً. تستند هذه الأهداف إلى ما تم تحقيقه من نجاحات في تحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية للألفية (2000-2015)، كما تشمل أهداف التنمية المستدامة أيضاً مجالات جديدة مثل تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، وتعزيز الابتكار، والاستهلاك المستدام، والسلام، والعدالة، ضمن أولويات أخرى.
والهدف 13 معني بالعمل المناخي ويتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره؛ حيث بلغت انبعاثات غاز الدفيئة الناشئة عن الأنشطة البشرية أعلى مستوى لها في التاريخ. وينشأ عن تغير المناخ، الناتج عن النمو الاقتصادي والسكاني، تأثيرات واسعة النطاق في النظم البشرية والطبيعية في كل بلد من البلدان، وفي كل قارة من القارات.
ومن الأخبار السارة التي ستكون لها انعكاسات إيجابية على المناخ الانخفاض السريع والكبير في تكلفة الطاقة الشمسية، الأمر الذي يبشر بأن العالم قد يكون على وشك حدوث تغيير كبير في كيفية تشغيل المباني والمركبات بسبب انخفاض الأسعار، وبالتالي تحفيز التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية وبعيداً عن الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم.
إن تغيير نظام الطاقة وتأكيد المصادر النظيفة هو الطريقة الأنجع وربما الوحيدة لإبطاء عملية تغير المناخ؛ لأن الانبعاثات من الوقود الأحفوري تسبب المزيد من الحرارة في الوقوع على كوكب الأرض. لكن المحللين أشاروا منذ فترة طويلة إلى أن التحول لن يزداد بشكل واقعي إلا عندما تصبح مصادر الطاقة المتجددة أرخص من الوقود التقليدي- الذي يبدو أنه يحدث الآن. ففي عام 2017، تم إنشاء طاقة شمسية جديدة أكثر من أي نوع آخر من الطاقة، وفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
تكلفة إنتاج الطاقة من المصادر المختلفة هي الفيصل والعامل الأساسي في التحول إلى طاقة نظيفة تسهم في استمرارية النمو الاقتصادي والمحافظة على كوكبنا نظيفاً صالحاً للعيش.
في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، طالب الشباب والشابات، الذين جابوا شوارع العديد من مدن العالم، بتنفيذ ما جاء في اتفاقية المناخ التي تم تبنيها في شهر سبتمبر من عام 2015. ويعد تنفيذ اتفاقية المناخ أمراً ضرورياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويوفر خريطة طريق للأعمال المناخية التي من شأنها تقليل الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف مع المناخ.
يظهر تقرير حديث من شركة «لازارد» كيف تتغير تكاليف إنتاج الكهرباء من مصادر مختلفة. وشهدت الطاقة الناتجة من محطات الطاقة الشمسية على نطاق المرافق- وهي محطات تنتج الكهرباء التي تغذي الشبكة- أكبر انخفاض في الأسعار: انخفاض بنسبة 86 % منذ عام 2009.
تبلغ تكلفة إنتاج ساعة ميغاواط واحدة من الكهرباء- وهي طريقة قياسية لقياس إنتاج الكهرباء- حوالي 50 دولاراً للطاقة الشمسية وفقاً لشركة لازارد. بينما تكلفة إنتاج ساعة واحدة من الكهرباء من الفحم تبلغ 102 دولار- أي أكثر من ضعف تكلفة الطاقة الشمسية. هذا التغير في تكلفة إنتاج الطاقة يسهم في تحول هيكلي في سوق الطاقة العالمي بعيداً عن الوقود الأحفوري نحو طاقة نظيفة.
في دبي مجلس أعلى للطاقة مهمته التخطيط والتنسيق مع السلطات والأجهزة المعنية لإيجاد مصادر طاقة جديدة مع اتباع نهج متوازن لحماية البيئة وترشيد الاستهلاك والتعاون مع بقية إمارات الدولة. ففي مجال الطاقة المتجددة، تنفذ هيئة كهرباء ومياه دبي «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050» التي تهدف إلى تحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة بنهاية عام 2050. ومن المخطط رفع نسبة الطاقة النظيفة والمتجددة بالكامل من إجمالي ناتج الطاقة في دبي من نسبة 7% في عام 2020 إلى 25% في عام 2030، وإلى 75% في عام 2050. ترتكز استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 على زيادة استعمال الطاقة الشمسية لتبلغ 25% من مزيج الطاقة المستعملة في دبي بحلول 2030. ولدى هيئة كهرباء ومياه دبي حالياً مبادرتان للطاقة الشمسية هما: مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية ومشروع شمس دبي. وهذا يعني أن الإمارات/دبي ملتزمة بتنفيذ ما جاء في اتفاقية المناخ التي تم تبنيها في شهر سبتمبر من عام 2015.

* مستشار اقتصادي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

خبير مالي وإقتصادي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"