عدّ تنازلي

كلمات
04:38 صباحا
قراءة دقيقتين

بدأ العد التنازلي. أيام ويسدل الستار على آخر يوم للعام الميلادي ،2009 ومنذ أيام مضت أسدل الستار على العام الهجري ،1430 وقبل أن نختم الميلادي كما ختمنا الهجري بالتسامح والاعتذار والتهاني والأمنيات، علينا أن نقف وقفة شجاعة مع أنفسنا في مواجهة الحقائق .

يمضي عام حَمَلَ، رغم مسراته، الكثير من الأحزان والمفاجآت والصدمات والأزمات. وفي المواقف السلبية والسيئة أكثر ما يصعّد الأزمات ويضخم الأحداث ويجعلنا فريسة لها، حين يقوم البعض بالتستر على الحقائق ودسها أو تدليسها.

حين ننادي بالشفافية والمصارحة، نجد البعض يحاول الالتفاف، وهذا يظهر واضحاً في أمور يعتقد البعض أنه بالإمكان إخفاؤها أو التستر عليها أو مداراتها، وفي أحيان كثيرة الاستهتار والاستخفاف بعقول الناس. ولا يتوانى البعض أن يسلك سلوكاً غير حضاري، مثل أن يكذب أو يتجمل -تخفيفاً لحدة الكلمة-، ويمكن أيضا أن يزوّر في حقائق جلية كسطوع الشمس.

لم يعد العالم مغلقاً، ومحاولة تغييب الإنسان أو التلاعب بالحقائق يحوّلنا إلى فريسة للشائعات، والشائعات تدفعنا للبحث عن الحقائق عند غير أصحابها.

العملية ليست أكثر من كبسة زر لتفتح لنا الشاشة على مصراعيها، ونجد ما يسرنا وما لا يسرنا.

الحقائق على الشبكة العنكبوتية لا تحمل إشاعات إن كانت من مصادر موثوق بها، لكنها تحمل أرقاماً ووثائق تغطي عين الشمس.

نطالب بالشفافية المصرح بها دائماً وعلى مستوى التطبيق، لأن إخفاء الحقائق يوصلنا إلى نتائج لا تحمد عقباها، منها أنها تفقد الثقة في المسؤول والمؤسسة، وتدفع بنا إلى البحث عن الحقائق من مصادر إن أصابت في واحدة قد تخيب في أخرى، لكن صدق الأولى يحوّل كل ما تبقى إلى حقائق وإن كان كذبها واضحاً وجلياً، كما تحولنا مع الوقت إلى شركاء في الأخطاء والفشل وحتى الجرائم.

ونحن نطرق أبواب العام الجديد لا بد أن نعترف بأننا مجتمع يعاني من خلل في التركيبة السكانية، ويعاني من التفكك الأسري، ويعاني من بعض مظاهر الجرائم المنظمة، وتعاني العديد من مؤسساتنا من الفساد الإداري، ويعاني خريجونا من البطالة، فيما حوّلت التسهيلات البنكية الشباب المواطن إلى رقم في السجون.

قبل أن نفتح بوابة ،2010 دعونا نمارس الصدقية ونعيش الصراحة ونعايش الشفافية، ونواجه الحقائق بكل شجاعة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"