عادي

الدكتورة زليخة خدمت الإمارات أكثر من 50 عاماً

05:04 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: أحمد أبو شهاب

عملت الدكتورة زليخة في الكويت، وفي عام 1964 أوفدتها حكومة الكويت إلى الإمارات طبيبة متخصصة في التوليد والأمراض النسائية، حيث حملت طفلتها الصغيرة وبقي زوجها في الكويت، وجاءت إلى الإمارات وبدأت مسيرتها في العمل داخل الإمارات في مستشفى الكويتي بدبي.

وفي 12 أغسطس/آب من عام 1964، انتقلت إلى العمل في إمارة الشارقة بطلب من مدير المستشفى، وصارت تعالج النساء والأطفال وحتى الرجال في الشارقة خلال الفترة الصباحية، وفي الفترة المسائية تنتقل إلى دبي للعمل في المستشفى، ولا تنتهي حتى تعتني في معالجة جميع المرضى والمراجعين. التغيرات التي عاشتها الدكتورة زليخة بدأت في العام 1966، حيث بدأت في افتتاح عيادتها الصغيرة الخاصة في شارع العروبة، وقد عالجت الكثير من مواطني الشارقة النساء والأطفال والرجال، ومن لا تستطيع معالجته كانت تقوم بإرساله إلى مستشفى آل مكتوم في دبي، حيث لم يكن هناك طبيب خاص في الشارقة، فتولت معالجة المصابين بالأمراض المعدية ومدمني المخدرات والكحول.
الدكتورة زليخة ثمّنت ما قدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من دعم لها، ومساعدتها في تحقيق مسيرتها الطبية وهدفها السامي الذي اشتهرت به.
مثّلت الدكتورة زليخة بالنسبة لسكان الشارقة المستشفى والعيادة والطوارئ والإسعاف فكانت على مدار أكثر من 50 عاماً إلى جانب الجميع، فلا تبخل على أحد بالعلاج ما دام كان بإمكانها تقديمه، ولا تتردد لعلاج كل من يطرق بابها، وفي كل ليلة كانت تمشي إلى أحد البيوت من أجل التوليد، ولم تتذكر الأشخاص الذين ولدتهم رغم أن الجميع في الشارقة يعرفها ويحترمها.
منذ عام 1964 استمرت الدكتورة زليخة مسيرتها البراقة إلى الآن، ففي إمارة الشارقة كان المكان المناسب والبيئة الخصبة لعملها، حيث لا توجد المستشفيات أو المراكز الصحية وهو ما كان محفزاً ومغرياً في الاستمرار والعطاء والتقدم. جاءت إلى الإمارات من الكويت ولم يكن معها سوى ابنتها الصغيرة، ثم بعد مدة أنهى زوجها الطبيب عمله في الكويت ولحق بها، وبعد 8 سنوات من عمر ابنتها الأولى أنجبت ولداً ثانياً، وهو الآن في الولايات المتحدة الأمريكية ويعمل هناك استشارياً لأمراض السرطان.
أصر أبناء الشارقة على عدم رحيلها من الإمارة، حيث كانت تفكر في بداية الثمانينات تحديداً بمغادرة الشارقة، وأخذت تهيئ نفسها، لكن لم تستطع مقاومة رغبتهم أبناء لشارقة الحقيقية، فلبت طلبهم. وفي العام 1993 طلب صاحب السمو حاكم الشارقة أن تحوّل العيادة إلى مستشفى، فكان ذلك بدعم سموه ومساعدته. وبدأ مستشفى زليخة في الشارقة بثلاثين سريراً، وبخدمات أساسية كالتوليد والأمراض النسائية والجراحة الباطنية والأطفال، والآن يضم مختلف الأقسام، وفتحت فرعاً آخر للمستشفى في دبي، ومراكز طبية في دبي والشارقة وصيدليات.

امرأة صاحبة الطاقة العجيبة، واجهت عبء المعيشة بشجاعتها ومقدرتها على تحقيق أهدافها وإنسانيتها، ضحت بكل ما تملك لترفع رايتها السامية، وكما يقولون كل الذكريات الجميلة لا تعيش منفردة، بل تلحقها ذكريات صعبة وأليمة، بكفاحها وطاقتها المنيعة ومشاعرها الرقيقة تجاوزت كل الصعوبات، تلك هي الدكتورة زليخة داود اختصاصية التوليد والأمراض النسائية التي عاشت إلى جانب مواطني الشارقة 50 عاماً، أسهمت في توليد أكثر من 20 ألف امرأة.

إعداد: أحمد أبو شهاب

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"