عادي
ينقصها ملعب وحديقة وتطوير منظومة النفايات

قراط.. تتزين بثوب عصري تنظيماً وعمراناً

06:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: محمد صبري

قراط، منطقة تابعة إدارياً لمدينة الفجيرة، تبعد 10 كيلومترات إلى الشمال منها، وتقع على طول الطريق الرابط بين الفجيرة وخورفكان التابعة لإمارة الشارقة، تحدها من الجنوب منطقة القرية ومن الشمال بلدتا مربح وقدفع.
وتعد قراط إحدى أهم الوجهات العلمية للمهتمين والباحثين في التاريخ الطبيعي وعلم النبات في إمارة الفجيرة، وعلى مستوى الإمارات بشكل عام، لما تحتويه من أقدم أنواع الأشجار الضاربة بجذورها في عمق التربة وأعماق التاريخ، ويصل عمرها إلى 400 سنة، احتضنت خلالها شجرة «الغاف» مواطني قراط، وكانت خير شاهد على تاريخ الأجداد ومعاناة الآباء الأولين في تعمير الأرض، ووضع أسس بناء الدولة الحديثة.
حكومة الفجيرة ضمن اهتماماتها المتواصلة بتطوير المدن والمناطق، قامت إدارة البلدية بتسوية مساحات كبيرة من أراضي قراط، لتوفير مساحات جديدة من الأرض الصالحة للبناء، لاستيعاب الزيادة السكانية لمناطق «قراط ومربح والقرية»، التي تعاني ندرة الأراضي المنبسطة بسبب طبيعة الأرض الجغرافية، وإحاطتها بسلسة جبال من جهة والبحر من جهة أخرى، على أغلب مناطق الإمارة، حيث تشكل سلسلة الجبال الممتدة حتى إمارة رأس الخيمة نسبة 77% من مساحة الفجيرة.
تعمل البلدية على التواصل الدائم مع مواطني قراط، وباقي القرى والمناطق التابعة والمحيطة، للوقوف على احتياجاتهم ومطالبهم، لتحديد الرؤى المستقبلية التي ينشدها الأهالي، والوقوف على طموحاتهم التطويرية وتوقعاتهم لما سوف تكون عليه المنطقة مستقبلاً، ضمن مشروع الخطة الشمولية لإمارة الفجيرة 2040، في إطار سعي بلديتها لجمع البيانات والمعلومات من الأهالي في جميع المناطق، وتحليل الأوضاع في الوقت الراهن وتقييمها، في ظل النمو الاقتصادي والصناعي والسياحي المتسارع للمنطقة.
«الخليج» قامت بجولة في المنطقة، للتعرف إلى المشاريع الجاري العمل على إنجازها، ورصد احتياجات المواطنين من خدمات وطرق ومشاريع تتوافق مع التطور الكبير الذي تشهده الدولة في كل المناحي، والعمل على راحة المواطنين وتطويع البيئة المحيطة لخدمة الأجيال القادمة والخطط المستقبلية لدولة الإمارات.
شوارع المنطقة الداخلية الممهدة والمرصوفة بشكل حضاري، وعلى أحدث مستوى من التخطيط الهندسي، لفتت أنظارنا خلال جولتنا داخل شعبياتها وشوارعها، وليست الشوارع فقط، لكن التخطيط والتنظيم المتبعان في بناء المنازل في خطوط عرضية وأفقية يتيح للسكان حرية الحركة وسهولة التنقل.
وثمّن الأهالي الذين التقيناهم، جهود الدولة في تطوير القرى والمدن في ربوع الدولة، داعين الله عز وجل أن يديم نعمته وفضله على عباده الشاكرين، وقالوا: نشكر الله على النعمة الكبرى التي وهبنا إياها، وهي شيوخنا وحكامنا الذين منحونا الخير والعطاء، الساهرين على خدمتنا ورعاية مصالحنا، ورفعوا رايتنا خفاقة عالية بين الأمم، على الرغم من التحديات التي تمر بها المنطقة، ولكن سيظل بيت زايد موحداً ومركبه سائراً بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتعه بموفور الصحة والعافية.
وأشاد المواطن محمد منصور الشحي (متقاعد) بجهود بلدية الفجيرة، بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، في تخطيط شوارع قراط ورصفها، ودفن المنخفضات وتسوية الأرض، لاستيعاب الزيادة السكانية، ومنح مساحات كبيرة تضاف إلى البلدة، لجعلها مركزاً حيوياً للقرى والتوابع المتفرعة منها والقريبة من حيّزها العمراني.
وقال: عند تخطيط شوارعها قامت دائرة الأشغال العامة والزراعة، بتركيب أعمدة الإنارة على جانبي الطريق، قبل مدة تراوح من 5 إلى 6 سنوات، ولم تضأ إلى الآن، واستفسرنا من الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، لمعرفة الأسباب، ومع ذلك نناشد إدارة البلدية بحل مشكلة توصيل الكهرباء إلى الأعمدة، حيث إن القرية يخيم عليها ظلام دامس، ما يصعب الحركة ليلاً، ويحول دون خروج النساء والأطفال، ليصبح المنزل على إثر ذلك سجناً اختيارياً.
من جهته قال المواطن، جديد الشحي، إن مشروع تخطيط المنطقة وإضافة 60 منزلاً جديداً خلال عام من الآن، يتطلب إعادة النظر في الخدمات التي تقدمها الحكومة، ومع التوسع السكاني زادت الحاجة إلى مدارس تغطي المراحل الدراسية كافة، ومركز صحي لخدمة سكان قراط، وكذلك القادمين من مربح وقدفع وقرية، للسكن في منطقة التوسع العمراني الجديدة والمخصصة لسكان المناطق التي تفتقر إلى مساحات الأرض المنبسطة الصالحة للبناء.
وأضاف: إن منظومة النظافة في قراط، مازالت تعمل على النظام القديم، فالحاويات قديمة ومتهالكة، تخرج منها القمامة لصغر حجمها، وتنبعث منها روائح كريهة، وتكون سبباً في تلوث البيئة ومكاناً يجمع الحيوانات الضالة وأغنام الرعي، ونأمل من مسؤولي البيئة والنظافة في البلدية دراسة الوضع على الطبيعة واستبدال الحاويات الصغيرة المتهالكة بأخرى أكبر حجماً وأكثر اتساعاً، وإزالة مخلفات البناء والهدم من محيط المدرسة.
وطالب المواطن علي سعيد الشحي، بضرورة عمل مدخل على بعد 100متر في الشارع الرئيسي الرابط بين الفجيرة وخورفكان، حتى يتسنى توفير 6 كيلومترات على مواطني قراط المتجهين إلى مربح، أو خورفكان، من خلال أول دوار باتجاه الفجيرة الذي تبلغ المسافة إليه 3 كيلومترات، من ناحية مدينة الفجيرة والعودة بالمسافة نفسها في اتجاة مربح، توفيراً للوقت وسرعة الوصول إلى الوجهة المقصودة، وكذلك فتحة قريبة من مدخل القرية، كي لا تعوق الحركة.
وأكد أن المنطقة لا يوجد فيها ملعب كرة قدم أو حديقة عامة للعائلات، ما يوجب الانتقال إلى القرى المجاورة لممارسة أي نشاط رياضي أو ترفيهي، مع العلم أنها غنية بالأراضي الصالحة للتوسعات العمرانية والخدمية، وضرورة مراكز خدمات تخدم المنطقة والقرى المحيطة، لتستوعب الزيادة السكانية، بعد الانتهاء من ال 60 منزلاً الجديدة خلال عام على أقصى تقدير.
وقال إمام مسجد الشهيد محمد جديد الشحي، إن المسجد يحتاج إلى مظلة خارجية لحماية المصلين أثناء صلاة الجمعة والحفاظ على السجاد الخارجي من أشعة الشمس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"